التربية بالتجربة والحب.. قنوات يوتيوب تجيب عن جميع أسئلة الأمهات

قنوات الأمهات على يوتيوب(بيكسلز)
تجارب واقعية للأمهات تقدم النصائح عبر قنوات يوتيوب (بيكسلز)

سارة جمال

مع انتشار وتنوع وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت هناك نافذة لكل شخص يطل منها على عالم أوسع، ومع تزايد مجموعات الأمهات عبر تطبيقات التواصل -مثل واتساب- ظهرت أنماط متنوعة تعكس اهتماماتهن في المجال الأسري أو التربوي، لتجيب عن أسئلتهن ومخاوفهن.

وعلى جانب آخر، جاءت تجارب الأمهات الواقعية عبر قنوات يوتيوب لتقدم المشكلات الحياتية والتربوية بصورة أقرب للحقيقة من النظريات التربوية المثالية، وكان أبرزها القنوات التالية: 

وجهة "مظر"
استطاعت الممثلة المصرية علا رشدي تقديم صورة واقعية لحياة الأمهات مع أطفالهن، من خلال تجربتها الشخصية مع طفليها، لتمثل طبقة من الأسر المصرية التي تهتم بالصحة النفسية لأبنائها.

في البداية، كان حلمها أن تقدم برنامجا عن الأطفال، ولكن بعد مواجهة صعوبة في تنفيذه من قبل شركات الإنتاج، قررت تجسيد تجربتها مع طفليها عبر مجموعة حلقات بعنوان "وجهة مظر"، لتمثل ما تواجهه الأم المصرية من تحديات ومشكلات في التربية ورعاية الأطفال.

وتناولت حلقات قناتها على يوتيوب -التي تجاوز عدد المشتركين بها مئة ألف متابع- موضوعات حياتية تهم الأمهات، مثل: اختيار المدرسة المناسبة للطفل، والتعامل مع مشكلة إلحاح الأطفال، وخلع حفاضات الأطفال وتعويدهم على استخدام الحمام.

كما قدمت حلقة عن تجهيزات الأسرة للانتقال من منزل إلى آخر، والمذاكرة والواجبات المدرسية، وتربية الأبناء على ثقافة الاعتذار والاستئذان، وتجربة السفر بالأطفال، وغيرها من الموضوعات التي حققت نجاحا كبيرا على مواقع التواصل.

وأهم ما يميز هذه الحلقات التلقائية والعفوية في الطرح هو روتين الحياة اليومية للأم مع أطفالها، وعدم التكلف في إنتاج الحلقات؛ فالبيت ليس مرتبا كما هي حال معظم البيوت في وجود أطفال صغار، كما تظهر رسوم الأطفال العفوية والألوان على الحوائط من دون محاولة إخفائها في التصوير.

وبعد تجربة "وجهة مظر"، قدم طفلا علا رشدي حلقات خاصة بهما باسم "بيت ميلا ودوزي"، وفيها يلعبان ويقدمان تحديات مختلفة وبسيطة.

التربية بالحب
تتناول هذه القناة مفهوم سحر التربية بالحب، من خلال ما تقدمه سناء عيسى، وهي اختصاصية إرشاد نفسي وصاحبة مؤسسة التربية بالحب في بريطانيا لتنمية العلاقة بين الأم والأبناء، والمختصة في مجال التدريب والاستشارات.

وترى سناء -وهي أردنية من أصل فلسطيني، وتعيش في بريطانيا منذ 22 عاما، وأم لخمسة أبناء- أن التربية بالحب نتاج تجربتها في الغربة ومعاملتها مع أطفالها، والتحديات والمشكلات التي قابلتها معهم.

واستغلت سناء فرصة وجودها في بريطانيا للدراسة لتصبح مستشارة نفسية، مما ساعدها في تربية أبنائها، كما دفعها حبها لمساعدة الغير إلى المشاركة في أنشطة مختلفة بالمساجد والمراكز الإسلامية والرحلات الجماعية، بهدف توصيل ما تعلمته للناس.

قدمت سناء موضوعات عديدة، أبرزها التسويف وكيفية تحقيق حلمك، والتعامل مع دراسة طفلك، وكيف نحبب الأطفال في الصلاة والمحافظة عليها، وأسس تربية الطفل المتصالح مع نفسه، ومواجهة السلوك السلبي له، وفك شفرات المراهق، وأهمية أن تكوني أما إيجابية، وغيرها من الموضوعات التي قدمتها بأسلوب مباشر بسيط.

ومؤخرا، قدمت حلقة حول انتشار فيروس كورونا، والهلع وقلة المواد الغذائية في الأسواق، وتحدثت عن ردود أفعال الناس مع الأزمة، وفرقت بين الخوف الذي يدفعنا للعمل والحرص، وبين الهلع غير الصحي، وتحدثت مع جمهورها عن أهمية إيماننا بالله والتسليم بالأقدار.

وأكدت عبر حلقاتها أن أفضل طريقة للسيطرة على المخاوف محاولة السيطرة على الأفكار السلبية التي تنعكس على مشاعرنا بشكل لا يفيد.

كما قدمت جانبا عمليا في الحلقة، وهو تمرين لتهدئة الجهاز العصبي وقت الأزمة، من خلال أربع خطوات؛ تبدأ بالنفس العميق من الأنف والعد أربع عدات، ثم حبسه مدة مماثلة، وإخراج النفس ببطء في أربع عدات أيضا، ثم حبسه مرة أخرى والعد بالطريقة نفسها. 

ويتم تكرار العملية أكثر من مرة لحين الشعور بالارتياح والعودة للحالة الطبيعية، مع الحرص على عدم الإطالة حتى لا تصاب بالتعب. 

ونصحت سناء الأمهات اللائي يشتكين من بقاء الأبناء ساعات طويلة أمام الشاشات، لا سيما بعد غلق المدارس في بعض البلدان؛ بترك الأطفال من دون نشاط حتى يشعروا بالملل الذي يدفعهم للبحث عن وسائل مبتكرة ومختلفة للتسلية واللعب؛ فالطفل الذي يمل يصنع المعجزات، حسب وصفها.

نفسية طفلك
تقدم قناة "نفسية طفلك" لسهام حسن -اختصاصية نفسية في تعديل سلوك أطفال- نصائح للتعامل مع العناد، ومشكلة الغيرة بين الأخوة، والانطوائية والخجل، وعلاج الكذب والعنف، وأنواع الذكاء وتنميته لدى الطفل، والفرق بين الحزم والقسوة في تربية الأبناء، وموضوعات أخرى.

وتميزت حلقاتها بالمحتوى النفسي في صورة متخصصة بسيطة يسهل فهمها، وتحدثت مؤخرا بعد غلق المدارس وفيروس كورونا عن ضرورة مصارحة الطفل بالحقيقة، وبما يحدث من خلال اختيار الأسلوب الذي يتوافق مع عمره واستيعابه، وأكدت أهمية تنوع الأساليب الترفيهية والأنشطة للطفل في فترة وجوده مع الأم، إلى جانب التدريس والمذاكرة.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي