أمهات مصر يحاربن كورونا.. شائعة "فيكتوريا كوليدج" تثير الذعر في المدارس

epa06330933 Group of students walk to their school, at Al Ghoreia district, Cairo, Egypt, 15 November 2017. EPA-EFE/MOHAMED HOSSAM
الشائعات تنتشر حول فيروس كورونا عبر مجموعات الأمهات على واتساب وفيسبوك (الأوروبية)

شيماء عبدالله

مع إعلان الصين عن وصول حامل للفيروس من مصر، وعدم مروره على الحجر الصحي بالمطار، وقضائه فترة قرابة العشرة أيام في عطلة سياحية بالقاهرة، اشتدت حالات الذعر عبر مجموعات الأمهات بمواقع التواصل الاجتماعي.

"حالة إصابة في مدرسة فيكتوريا كوليدج بالإسكندرية ويتم التعتيم عليها"، "احذروا الذهاب للمدارس"، "حياة أطفالنا ليست لعبة في يد الحكومة"، صراخ وتهويل وتحذير، ولا أحد يعرف مصدر الشائعات ولم ينجح أحد في التيقن من الحقيقة أو التضليل في ظل غياب البيانات الرسمية من قبل وزارة التربية والتعليم، ولا تصريح إدارة فيكتوريا كوليدج -أقدم المدارس الأجنبية في مصر- ينفي الشائعة التي سرت بين مجموعات الأمهات على مواقع التواصل الاجتماعي، في تسجيل لا يُعرف مصدره الرئيسي.

لكن بعد ساعات من سريان الشائعة الأولى، سرت شائعة ثانية بالقبض على السيدة صاحبة التحذير الصوتي، واتهامها بالترويج لشائعات تهدد الأمن القومي، دون أي تأكيد رسمي ينفي الشائعة الأولى أو يؤكد الشائعة الثانية.

حالة من الهلع أصابت أمهات تلاميذ المدارس في مصر، بعد اكتشاف أول إصابة بفيروس "كورونا"، التي تزامنت مع بداية الأسبوع الثاني من الفصل الدراسي الثاني، مر الأسبوع الأول وسط محاولات وزيرة الصحة المصرية طمأنة المواطنين بخلو البلاد من الفيروس القاتل، وتأكيدات وزير التعليم بعدم تأجيل موعد العودة للمدارس.

"كورونا"، الفيروس المرعب، لم يكن كذلك قبل أيام، لكنه فجأة تحول لهاجس قاتل في مجموعات الأمهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واتساب وفيسبوك.

حرب الشائعات
تقول رحاب عبد العظيم، والدة الطفل أنس بالصف الأول الابتدائي، "إن لهجة التحذير من كورونا تصاعدت بشكل مفاجئ عقب اكتشاف الحالة الأولى، فبعد أن كان الأمر لا يتجاوز تحذيرا من إصابة الأطفال بالبرد ونزولهم للمدرسة، ووضع الكمامات، واستخدام المطهرات، صار الأمر أكثر رعبا، بعد اكتشاف الحالة بالقرب من أحد المولات الشهيرة بالقاهرة، وأصبحت الأمهات في المجموعات المدرسية أكثر هلعا".

وتابعت رحاب "شهد الفصل الدراسي لابني بالمدرسة نسبة غياب مرتفعة، والأمهات كل يوم تبدأ في حرب أعصاب بعدد من الشائعات التي يتم الترويج لها، عن انتشار كورونا بين تلاميذ المدارس، لكن الحكومة تتكتم على الخبر لأن المسألة أمن قومي، وهو ما يثير حالة من الارتباك لدى الأمهات بين إنكار الشائعة أو تصديق من باب اتخاذ الاحتياطات اللازمة".

إجراءات الوقاية
في إحدى المدارس الحكومية، اهتمت الأمهات في الفصل الدراسي الثاني، بنظافة المدرسة وحماماتها بشكل خاص، بحيث جمعن أموالا لاستقدام مشرفات للنظافة، على حسابهن الشخصي، وذلك لأن ميزانية الوزارة لا تسمح سوى بتعيين مشرفة واحدة للمدرسة بأكملها، وهو ما يعني استحالة قيامها بمهامها الوظيفية على أكمل وجه.

لكن رغم حالة النظافة المبالغ فيها، فإن هذا لم يمنع الكثير من الأمهات من غياب أطفالهن عن المدرسة والاكتفاء بالدروس الخصوصية كبديل آمن، تقول بسمة حواش عن غياب طفليها بالصف الأول الإعدادي والخامس الابتدائي "هناك قرار غير معلن برفع الغياب من مدرسة أبنائي، ولست على استعداد أن يعود أحد أبنائي من المدرسة مصابا برشح أو ارتفاع في درجة الحرارة، والكمامات لا تفيد، فالأولاد اعتبروها لعبة وانتهت صلاحيتها بعد الاستخدام بساعة".

‪شائعة إصابة طالب في مدرسة فيكتوريا كوليدج بفيروس كورونا تثير الذعر بين الأسر‬ (مواقع التواصل)
‪شائعة إصابة طالب في مدرسة فيكتوريا كوليدج بفيروس كورونا تثير الذعر بين الأسر‬ (مواقع التواصل)

ميزانية خاصة
أصبحت الكمامات أيضا بندا خاصا في ميزانية الأسر، التي استمر أبناؤها في الذهاب للمدرسة، فبعد أن كان سعر الكمامة الطبية يتراوح بين ثمانية وعشرة جنيهات، وصل سعرها بعد انتشار "كورونا" لستين جنيها، فاعتمد معظمهم على الكمامات الخاصة بالأتربة التي ارتفع سعرها من جنيه إلى أربعة جنيهات، الأمر الذي شكل عبئا إضافيا على كاهل الأسر.

تقول منال أبو سنة، والدة الطفل أحمد في الصف الخامس الابتدائي، للجزيرة نت "تكلفة اليوم الدراسي لطفل واحد من أبنائي الأربعة أصبحت تتجاوز الخمسين جنيها، ما بين ساندوتشات ومصروف خاص وكمامة، لكن لا يوجد لدينا أي حيلة سوى الكمامة والدعاء".

المصدر : الجزيرة