كريستينا كوش.. ماذا قدمت صاحبة أطول رحلة فضاء نسائية للبشرية؟

كريستينا كوش
رائدة الفضاء كريستينا كوش (مواقع التواصل)

حققت كريستينا كوش رائدة الفضاء الأميركية عدة أرقام قياسية في الآونة الأخيرة، بين أول رحلة سير نسائية في الفضاء، وأطول مدة في الفضاء، والعديد من تجارب البحث العلمي والتحضيرات، التي تسبق صعود فريق جديد من الرواد إلى القمر والمريخ.

وسطرت كوش في تلك الرحلة سطورا جديدة في التاريخ عن مشاركة المرأة في صناعة العلم ورحلات الفضاء، وفي رحلة فضائية حرصت كوش على كتابة التاريخ ليس فقط بالمساهمة في تجارب عن علاج السرطان، لكن بوضع بصمتها بين بنات جنسها في طريق المساواة بين الجنسين في ريادة الفضاء.

من كريستينا كوش؟
تخرجت كوش من جامعة شمال كارولينا، حيث حصلت على بكالوريوس في العلوم والهندسة الكهربائية والفيزياء، وحصلت على الماجستير في علوم الهندسة الكهربية، واختيرت لبرنامج "ناسا" لرواد الفضاء عام 2013، حيث أتمت تدريب رواد الفضاء في يوليو/تموز 2015.

وحققت كوش رقما تاريخيا بأطول رحلة فضاء متواصلة قضتها امرأة بإجمالي 328 يوما، وبذلك تكون كسرت الرقم القياسي السابق لأول امرأة قضت في الفضاء مدة 289 يوما، الذي حققته زميلتها الأميركية وايتسون العام الماضي، وتحتفظ الأخيرة برقمها القياسي في أطول رائدة فضاء امرأة مكثت في الفضاء بسبب تراكم مجموع أيام رحلاتها المتفرقة على مدى ثلاث رحلات فضائية بين 2002 و2017.

ولكنها اجتازت أيضاً رقمي حاملَي المرتبتين الخامسة والسادسة لأطول رحلات، وهما الروسيان يوري رومانينكو وسيرغي كريكاليف.

إنجازات الفضاء
أنجزت كوش خمسة آلاف و248 دورة حول كوكب الأرض، وقطعت 139 مليون ميل، بما يوازي 291 رحلة ذهابا وإيابا إلى القمر من الأرض، خلال 11 شهرا مكثت بينها 42 ساعة و15 دقيقة خارج المحطة، حسب وصف ناسا.

كل ذلك بالإضافة إلى مشاركتها في ست رحلات سير في الفضاء، من بينها ثلاث رحلات من النساء فقط، ورغم تأجيل أول رحلة من رحلات السير للنساء فقط بسبب عيب تقني في مقاسات بدلة رواد الفضاء في مارس/آذار العام الماضي، فإنها احتفظت بدورها في أول رحلة سير نسائية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بخلاف آن ماكلين التي تخلفت عن تلك المشاركة لصالح زميلتها جيسكيا مير التي حالفها الحظ مع كوش بالسير في الفضاء في ثلاث رحلات مختلفة، وسجلت كأول رحلة في التاريخ لرائدات فضاء نساء فقط. 

إنجازات علمية
تشارك كوش في تلك الرحلة بتجارب علمية من شأنها تقييم قدرة مشاركة المرأة على رحلات الفضاء بجانب بعض التجارب البيولوجية الأخرى.

وتدرس مشروع بحث حول قوة تحمل العمود الفقري للمرأة في الفضاء. والذي يوضح بشكل أفضل مدى تآكل وضمور العضلات وعظام العمود الفقري والحبل الشوكي الناتج بشكل خاص عن الرحلات الفضائية، وما يرافقها من ارتفاع لنسبه حدوث كسور في العمود الفقري، الأمر الذي يختلف بين الرجل والمرأة بسبب اختلاف التركيبة البيولوجية لكل منهما.

ومن المتوقع لدى الانتهاء من هذه الدراسة، تقديم رؤية نحو مستقبل استحداث أساليب للتعامل مع تلك المشكلة، ومنها بعض التوصيات والاستعدادات في مجال الطب الوقائي أو التمارين الخاصة.

وقد تفيد نتائج هذه الدراسة أيضا في الوصول إلى توصيات من شأنها الحد من القوة والضغط اللذين يتعرض لهما رواد الفضاء.

ومن شأن رحلة كوش إلى الفضاء أن تساعد ناسا على فهم تداعيات رحلات الفضاء طويلة الأمد، في وقت تسعى فيه ناسا لإعادة رواد فضاء إلى القمر عام 2024، وتعد كوش من المرشحين بقوة لتلك الرحلة حتى الآن.

تجارب علاج السرطان
تعد أهم تجارب كوش العلمية هي مشاركتها في تجارب حول علاج السرطان، تتعلق بالعمل على ما يسمى اختبارات كريستالات الجاذبية المجهرية، التي تعمل على بلورة بروتينات الأغشية المرتبطة بنمو وبقاء الخلايا السرطانية لتحويلها إلى كريستالات. 

ورغم أن عمليات البلورة تلك لم تحقق بعد النتيجة المرجوة منها على كوكب الأرض، فإنها على عكس ذلك، أظهرت بشكل إيجابي عملية بلورة شاملة لتلك البروتينات في محطة الفضاء بشكل ناجح، ومن شأنها أن تسهم في المضي نحو تطوير علاجات الأورام السرطانية ليس بشكل أكثر فاعلية فقط، بل بأعراض جانبية أقل لتلك العلاجات.

وشاركت كوش في العديد من التجارب الطبية والفيزيائية الفريدة من نوعها، سواء في مجالات الصحة أو السرطان أو تكوين الحصوات الكلوية، كما أسهمت في تجارب -على الصعيدين العلمي والفيزيائي- في علوم الذرة، التي اختبرتها كوش في درجات حرارة بالغة البرودة وذلك لدراسة الذرة والنواة في حالة الثبات.

المصدر : مواقع إلكترونية