الملايين يترقبون.. هل ستدعم إدارة بايدن النساء المسلمات والملونات؟

مسلمات أميركيات يشاركن في مسيرة بمناسبة اليوم العالمي للحجاب أقيمت في نيويورك عام 2018 (رويترز)

يترقب الملايين في جميع أنحاء العالم ما سيحدث من تغيرات في السياسة الأميركية تزامنا مع بداية عهد جديد في الفترة الرئاسية القادمة للرئيس الأميركي جو بايدن، بينما يتوقع الكثيرون تطبيق سياسات أكثر انفتاحا ودعما للمرأة والحريات، وأكثر مساندة للأقليات.

وفي هذا الشأن أجرت الجزيرة نت حوارا مع سكوت بيتس، نائب وزير الشؤون الخارجية السابق لحكومتي ولاية فرجينيا وولاية كونيتيكت على التوالي، وزميل معهد بل للعلاقات الدولية، حول قضايا تمكين المرأة بالولايات المتحدة.

قبل 20 عاما، تم تكليف بيتس بمهام الشؤون الخارجية لولاية فرجينيا، أجرى حينها تعيينات المجالس واللجان العليا لحاكم فرجينيا؛ إذ تم اتخاذ قرار سياسي بأن تكون نصف التعيينات مخصصة للنساء، وبالفعل تم توظيف المئات من النساء في المجالس العليا واللجان في ولاية فرجينيا.

يقول بيتس للجزيرة نت "في الولايات المتحدة، وخاصة بالحزب الديمقراطي، هناك حركة اجتماعية الآن تدعو إلى التنوع في التعيينات، بحيث تعكس تمثيل التنوع بما يتناسب مع الخريطة السكانية بالولايات المتحدة الأميركية، والأمر ذاته يخطط له الرئيس المنتخب جو بايدن حيث تعهد رسميا بضمان تنفيذ خطة التنوع في حملته الانتخابية".

وتابع "لذلك يمكن توقع أن التعيينات الوزارية ستكون نصفها من النساء، بالإضافة لذلك فقد تعهد باتخاذ اللازم تجاه سن قوانين من شأنها ضمان وجود سياسات التنوع التزاما ببنود الدستور الأميركي".

سكوت بيتس المسؤول السابق بالخارجية الأميركية (الجزيرة)

سياسات بايدن المتوقعة لصالح النساء

في الوقت الذي يعد فيه منح الفرص للنساء لدخول مجال العمل السياسي ضمن مبادرة محمودة؛ إلا أن الأميركيات يترقبن سياسات الرئيس الجديد تجاه حقوق المساواة والعدالة الاجتماعية.

كشف بيتس عن الفارق المتوقع في إدارة بايدن لصالح النساء قائلا "عندما كان جو بايدن عضوا بمجلس الشيوخ، تصدر المشهد عند سن قانون العنف ضد المرأة، لقد فعل كل ما بوسعه للتأكد من أن الحكومات الفدرالية ستقف وراء النساء، اللاتي يعانين من العنف لحمايتهن، ومن ثم أعتقد أنه سيتجه للمزيد من المبادرات لتحقيق ذلك، وللتأكد من تعزيز تلك التشريعات، بالإضافة إلى أنه وعد باستثمار المزيد من الأموال في الأعمال التجارية المملوكة للنساء".

وعن رأيه حول أهم الملفات الخاصة بالمرأة، التي ستبدأ إدارة بايدن بتناولها، أكد بيتس أن قضية المساواة في الأجور مع الرجال ستظل أكثر القضايا أهمية وحساسية في الوقت ذاته، فرغم أن الولايات المتحدة تعد من الدول الأكثر تقدما في العالم؛ إلا أن قضية عدم المساواة بالأجور ما زالت لم تحسم بعد، لذا يجب السعي للوصول نحو سياسات قومية من أجل عدالة الأجور.

حقوق المسلمات والملونات

وبسؤانال المسؤول السابق بالخارجية الأميركية عن التمثيل العرقي المتنوع والعادل في الولايات المتحدة خاصة النساء المسلمات والملونات وغيرهن من الجماعات العرقية المختلفة؟ وإلى أي مدى تؤدي هؤلاء النسوة دورا مختلفا في السياسة الأميركية؟، أجاب سكوت بيتس قائلا إن هناك فجوة في الولايات المتحدة بين (ما يجب أن يكون) وبين (أين نحن الآن).

وتابع، عندما يتعلق الأمر بالنساء ذوات البشرة الملونة، فقد اعترف الرئيس بايدن بذلك عبر اختياره "كامالا هاريس" نائبة للرئيس.

وأضاف أن حملة الرئيس بايدن الانتخابية قد أقرت منذ البداية بأن النساء ذوات البشرة الملونة يحتجن المزيد من المشاركة في المناصب البارزة بالمجتمع؛ إذ لم تتح الفرص للنساء ذوات البشرة الملونة خلال وقت طويل جدا عبر التاريخ الأميركي. لذا يجب أن يؤخذ ذلك في الاعتبار، وينبغي أن يبدأ كل جيل بالارتقاء في مستوى المعايير التي وضعناها لأنفسنا.

وأشار بيتس "في الحقيقة كنا نقول كل الناس خلقوا متساوين في الماضي، لقد أرسى الآباء المؤسسون مبدأ أن كل الرجال متساوون، الآن يجب أن نتجاوز ذلك، يجب علينا أن نؤكد أن المرأة لها حقوق، ويجب أن تتساوى بخلاف العرق والدين، إن حقيقة امتداد تلك الفرص والحقوق يجب أن تشمل الجميع بالولايات المتحدة.

نموذج إلهان عمر

وبينما كانت كلا من إلهان عمر ورشيدة طليب من أشهر النماذج الممثلة للمرأة المسلمة في الكونغرس، بات من المتوقع والمأمول أن تبرز أدوار المسلمات في العملية السياسية، وأن تتغير نظرة الناخب الأميركي تجاه العرقيات.

إلهان عمر ورشيدة طليب
عضوتا الكونغرس الأميركي إلهان عمر ورشيدة طليب (الجزيرة)

من جانبه، يرى بيتس أن المجتمع الأميركي متنوع الثقافات، وهناك الكثير من النماذج النسائية الرائدة، وكلما زاد عدد النساء ذوات البشرة الملونة يبرز دورهن سياسيا، وقد يذلل ذلك العقبات للأجيال القادمة بعدهن، فتقبل الآخر جزء أساسي من الهوية الأميركية.

وأردف بيتس قائلا "أتذكر قصة منذ 25 عاما، حيث كنت أعمل لدى أول حاكم من أصل أفريقي في التاريخ الأميركي تم انتخابه في ولاية فرجينيا كان يدعى دوغ وايلدر، وكان الكثير من الزملاء في تلك الإدارة من البشرة الملونة، قالوا لي (كما تعلم علينا أن نفعل الخير مضاعفا)، وللأسف بعض الرواد عليهم أن يخوضوا تلك التجربة والمجهود المضاعف لطرق الأبواب ومحاربة التمييز والعنصرية؛ لكن هؤلاء يواجهون مشكلة كبرى، وهي أنهم لا يمتلكون شبكة علاقات قوية للوصول نحو القوة والسلطة، إلا أنني أعتقد أنه مع كل مجموعة جديدة من أعضاء الكونغرس سينضم عدد من النساء والأشخاص الملونين، لقد أصبح أمرا عاديا أن يصبح نصف أعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي من النساء، ورغم أنها خطوات بطيئة إلا أنها ثابتة نحو الأمام".

حقوق الإنسان

وحول توقعاته بشأن ملف حقوق الإنسان بالشرق الأوسط، أكد بيتس أن إدارة بايدن مكونة من متخصصين في الأمن القومي والسياسة الخارجية، وقد خدموا سابقا في كل من إدارة كلينتون وأوباما، ويشعر هؤلاء بأهمية مناصرة حقوق الإنسان مع الشعوب حول العالم، وعندما يتم انتهاك حقوق الإنسان بشكل ممنهج يصبح التعامل مع هذا الشأن جزءا من السياسة الخارجية الأميركية مرة أخرى، عندما نتحدث كقيادة فنحن لا نخشى وضع حقوق الإنسان على جدول أعمال الحوار.

سكوت بيتس أثناء المشاركة في إجراءات التصويت بالمجمع الانتخابي لولاية كونيتيكت (مواقع التواصل الاجتماعي)

ووجه بيتس رسالة للنساء قال فيها "أعتقد أننا دائما في صراع، ولا أعرف إن كان بمقدوري تقديم نصيحة باستثناء عدم الاستسلام، ورغم أن هناك منظمات غير حكومية وحكومات في جميع أنحاء العالم تعهدوا بالنهوض بحقوق المرأة، ولكن تظل هناك معركة يومية وصراع مستمر، والذي يجب أن تعرفه النساء والشعوب في جميع أنحاء العالم أننا سنكون أكثر استقرارا و ثراء عندما تكون النساء على الطاولة، وتشاركن في صناعة القرار، ولهن حقوقهن كاملة، عندما يحدث ذلك تكتسب المجتمعات الحكمة وتكتسب القوة الاقتصادية".

المصدر : الجزيرة