إيمان جودة.. أول مسلمة فلسطينية تصل الكونغرس الأميركي عن ولاية كولورادو

Palestinian congresswoman Iman Jodeh [Iman Jodeh/Facebook]
حازت جودة على 66% من الأصوات في انتخابات ولاية كولورادو (مواقع التواصل)

جذب سباق انتخابات الرئاسة الأميركية أنظار العالم قبل 4 أسابيع، وظلت النتائج محل اهتمام الكثيرين على مدار عدة أيام، حتى من خارج الولايات المتحدة، لكن إيمان جودة كان لديها سباق آخر، نجحت في أن تفوز من خلاله بمقعد في الدائرة 41 في انتخابات مجلس نواب ولاية كولورادو، لتصبح أول أميركية مسلمة من أصول فلسطينية تفوز مقعد داخل الكونغرس عن ولاية كولورادو.

وتقول الكاتبة سجى هندي، في تقرير نشرته صحيفة "دنفر بوست" (The Denver Post) الأميركية، إن الجميع خلال الأيام الماضية كانوا يتابعون أخبار الانتخابات الرئاسية، إلا أن جودة كان لديها سباق آخر يكتسي أهمية خاصة، من أجل الفوز بمقعد الدائرة 41 في ولاية كولورادو، وقد نجحت في هذا التحدي لتصبح أول امرأة مسلمة وعربية تصل لمجلس هذه الولاية.

وحازت ولاية كولورادو على اهتمام وطني كبير إثر انتخابات 2018، بفضل الرقم القياسي لعدد النساء المنتخبات فيها، حيث إن حضورهن في المجلس التشريعي فاق عدد الرجال.

وخلال هذا العام، تمكن الديمقراطيون في المجلس من إضافة 3 نساء جديدات إلى صفوفهم، ولكن تركيز أعضاء هذا الحزب اتجه بشكل خاص إلى تمكين غير البيض من مناصب على مستوى الولاية، بشكل لا يمكن فقط من تحسين تمثيلية السكان، بل أيضا لمنح صوت للجاليات غير الممثلة.

وحازت جودة على 66% من الأصوات في سباقها ضد منافسها الجمهوري روبرت أندروز، وهي تنتمي لقاعدة أعضاء الحزب الديمقراطي المعروفة بتنوعها الكبير، وقد شهدت هذه المجموعة أيضا نجاح المرشحة ناكيتا ريكس، أول مهاجرة تصل إلى مجلس الولاية كممثلة عن الدائرة رقم 40.

يذكر أنه بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية عام 2016، لم تكن جودة تتوقع أنه بعد 4 سنوات فقط سوف تكون هناك امرأة عربية مسلمة على مستوى مجلس الولاية.

ناشطة مسلمة

تعرف جودة بكونها ناشطة في مجتمعها المحلي، وقد أسست جمعية غير ربحية تدعى "تعرف إلى الشرق الأوسط" كما قدمت دروسا للطلبة حول فلسطين، وعملت أيضا متحدثة باسم جمعية مسلمي كولورادو، التي أسسها والدها الراحل بعد هجرته إلى الولايات المتحدة.

وتقول جودة حول ظروف تشكل شخصيتها "عندما يحمل شخص كل هذه العوامل المحددة للهوية، حيث إنني مسلمة ملتزمة وأميركية من أصول فلسطينية وامرأة من غير البيض، فإن قدره لن يكون غير النشاط السياسي".

وفي ظل سوء الفهم المنتشر بين الأميركيين تجاه المسلمين، والمكالمات الهاتفية والإساءات التي تعرضت لها عائلتها بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، اتجهت جودة نحو العمل في مجال الدفاع عن الحقوق والحريات.

وتشير التقديرات إلى أنه يوجد في كولورادو أكثر من 70 ألف مسلم، ورغم أن جودة كانت ناشطة في المجتمع المدني فإنها لم تخطط لاقتحام غمار السياسة، ولكن بعد انتخاب ترامب عام 2016، بدأت تفكر في أنها قد تضطر لمغادرة البلاد مع والدتها التي ترتدي الحجاب، خاصة أن ترامب كان قد بدأ فعلا بالتحدث على التضييق على المسلمين وتوجيه الاتهامات لهم.

ولكن بعد المسيرة الشهيرة التي شارك فيها سكان دنفر للدفاع عن جيرانهم المسلمين، قررت جودة أن تتخذ مسارا آخر، وترفع صوتها وتتحدث عن مسلمي أميركا.

16th Street considered as the main street in Denver, Colorado, US; Shutterstock ID 279524477; Department: -
التقديرات تشير إلى أنه يوجد في ولاية كولورادو أكثر من 70 ألف مسلم (شترستوك)

مناصب نسائية

اليوم تشعر والدتها سهام بفخر كبير، وتقول إن زوجها لطالما رغب في الدخول لعالم السياسة، ولكنها رفضت هذه الفكرة لأنها كانت تخشى من امتداد أجواء التوتر إلى داخل بيتها، لذلك من غير المفاجئ أن ابنتها سارت على خطى والدها.

شاركت جودة عام 2019 في الانتخابات لسد شغور في مقعد الدائرة رقم 26 بالولاية، وقد خسرت ذلك السباق، وقد كان ذلك أمرا منتظرا، إلا أنها تعلمت من تلك التجربة وبدأ اسمها في البروز، لتستفيد من ذلك عند ترشحها هذا العام لمقعد في المجلس التشريعي للولاية.

وأشارت الكاتبة إلى أن الرئيسة المتخلية للجمعية العامة لولاية كولورادو، وهي كاثلين بيكر المنتمية للحزب الديمقراطي، نوهت بأهمية هذا التنوع المتزايد في المجلس، وأكدت أن هذا الأمر كان له انعكاس إيجابي على التعامل مع بعض الملفات الهامة مثل ظاهرة التحرش الجنسي، والاتهامات الموجهة للنائب الجمهوري ستيف ليبسوك في إطار حملة "أنا أيضا" لفضح المتحرشين.

وقد شهدت هذه الولاية خلال العامين الماضيين وصول العديد من النساء إلى المناصب الرسمية والمجالس التمثيلية، وهو ما مكّنهن من التركيز أكثر على قضايا مثل حماية الطبقة الوسطى، ورعاية الأطفال، وكلفة الرعاية الصحية، وإجراءات الحد من تلوث الهواء، إلى جانب بعض المشاكل المستجدة مثل فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية التي تسبب بها.

المصدر : الصحافة الأميركية