هل من الآمن لطفلك تناول أطعمة تحتوي على ألوان صناعية؟

تجنبي الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الألوان الزاهية المختلفة (بيكسابي)

هل يجب أن تكون جميع الأطعمة المخصصة للأطفال زرقاء أو برتقالية أو أرجوانية؟ هل تحتاج حلوى طفلك حقا إلى ترك وشم على لسانه؟ هل يجب أن يترك كل ما يأكله بقعة ملونة في فمه وحول شفتيه؟ غالبا "لا" هي الإجابة المناسبة.

استخدمت ملونات الطعام والأصباغ الغذائية على مدار التاريخ، وكان معظمها طبيعيا حتى وقت قريب، ولم تتضمن أصباغا اصطناعية كالمستخدمة بشكل شائع اليوم. فقد استُخدم الزعفران على سبيل المثال كأحد ألوان الطعام الطبيعية لإضافة اللون الأصفر إلى الأطعمة، منذ بدايات الإمبراطورية الرومانية وحتى قبل ذلك في مصر القديمة.

لماذا نستخدمها؟

يقول طبيب الأطفال فنسنت يانيلي -الحائز على الدكتوراه في الطب، زميل الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال- في مقال له على موقع ""فيري ويل فاميلي" (Verywellfamily)، إنه غالبا ما تُستخدم ألوان الطعام لجعل بعض الأطعمة ذات لون موحد قوي، لمحاكاة ألوان الفواكه والخضروات غير الموجودة بالفعل في الطعام، وفي العديد من الأطعمة التي تستهدف الأطفال لجعل مظهرها أكثر متعة. فهل يمكن مثلا تخيّل حليب الشوكولاتة الخاص بالأطفال من دون اللون الأحمر الذي يضاف إليه؟!

هل من الآمن تناول الأطفال أطعمة تحتوي على ألوان صناعية؟

تنظم إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) جميع ملونات الطعام الاصطناعية وتصادق على استخدامها في الأطعمة، وعلى الرغم من أنها تقول إن إضافة الألوان إلى الطعام آمنة، فإن بعض الجهات الأخرى -بما في ذلك مركز علوم المصلحة العامة (CSPI)- تصر على أنها ليست آمنة، وتسعى لحظر استخدام ملونات الطعام الاصطناعية.

الألوان الصناعية تضاف إلى حلوى الأطفال (بيكسابي)

مشاكل سلوكية للأطفال

يقول يانيلي إن فكرة أن ألوان الطعام الاصطناعية يمكن أن تسبب مشاكل سلوكية لدى الأطفال، انتشرت في السبعينيات من قبل طبيب الأطفال وأمراض الحساسية بن فينغولد الذي ألغى عددا من عناصر النظام الغذائي الجيد للطفل، بما في ذلك ألوان الطعام والنكهات والمحليات الصناعية والمواد الحافظة.

لكن معظم الدراسات الأولية قد استبعدت رؤية فينغولد حول أي ارتباط بين تلوين الطعام ومشاكل السلوك أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال.

في إحدى الدراسات، تم تقديم مشروبات للأطفال بالتناوب، إما مشروبا يحتوي على ملونات طعام ومواد حافظة أو مشروبا وهميا على مدار 4 أسابيع، وأفاد الآباء بتدهور سلوك أطفالهم حتى عندما تم إعطاؤهم مشروبا وهميا، وكان السلوك أسوأ قليلا مع الشراب الذي يحتوي على ألوان الطعام.

ووجدت دراسة بحثية أخرى من المملكة المتحدة نُشرت في مجلة "لانسيت" (Lancet) عام 2007، زيادات طفيفة في فرط النشاط لدى مجموعة من الأطفال في سن الثالثة، ومجموعة أخرى من 8 إلى 9 سنوات، ولكن جميع أطفال المجموعتين زاد نشاطهم عندما شربوا مزيجا من ملونات الطعام الصناعية ومشروبا مع مادة حافظة غذائية.

وراجعت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) مسألة تلوين الطعام وفرط النشاط، بما في ذلك الدراسات الحديثة، وخلصت مرة أخرى إلى أنها لا تثبت وجود صلة بين إضافات الألوان التي تم اختبارها والتأثيرات السلوكية.

هل نحتاج لتلوين طعام؟

يقول الدكتور يانيلي إنه من دون تلوين الطعام، من المحتمل أن يكون للعديد من الأطعمة المصنعة لون باهت أو غير متساو، ولن يكون دائما فاتحا للشهية. ولكن هذا لا يعني أننا بحاجة إلى تلوين طعام بملوّن اصطناعي، لأن ملونات الطعام الطبيعية يمكن أن تقوم بالمهمة أيضا.

وفي حال استسلمنا لوجود ألوان طعام صناعية في بعض الأطعمة، فيجب أن لا يكون ذلك في كل شيء يأكله الأطفال. ويجب على أولياء الأمور الانتباه ومحاولة تجنب الأطعمة الملونة والعثور على الأطعمة الخالية من الأصباغ عن طريق:

  • إعطاء طفلك المزيد من الأطعمة الكاملة، وتجنب الأطعمة المصنعة التي يأكلها، أو الحد من كميتها.
  • قراءة ملصقات الطعام والتحقق من وجود ملونات طعام صناعية في قائمة المكونات، فقد تتفاجئين بالعثور على ملونات صناعية في أطعمة مثل المخللات والمعكرونة والجبن والزبادي وحبوب الإفطار.
  • البحث عن الأطعمة التي تحتوي على ألوان غذائية عضوية أو طبيعية، ويدل على ذلك مكونات مثل مسحوق البنجر، ولون الكراميل، وعصير الفاكهة، والبابريكا، والزعفران، والكركم، وعصير الخضار.
  • تجنبي الحليب المنكّه، فحليب الفراولة مثلا لا يحتوي على أي فراولة.
  • اختاري الطهي والخبز من دون ألوان طعام صناعية.
  • تجنبي الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الألوان الزاهية.
المصدر : مواقع إلكترونية