من القصة إلى القراءة المستقلة.. فن اختيار الكتاب المناسب لطفلك

اختيار الكتاب الأنسب لطفلك
اختيار الكتاب المناسب للطفل يعتمد على السن والاهتمامات (بيكسباي)

صفاء علي

"حادي بادي" لعبة مصرية قديمة كان الأطفال يستخدمونها للمفاضلة بين شخصين أو شيئين، لكنها اليوم ألهمت ثلاث نساء مصريات مهتمات بأدب الطفل، حيث اخترنها اسما لفكرتهن الخاصة بمراجعة أدب الأطفال واليافعين.

تحاول هند ورنيم وميراندا من خلال فكرتهن تسليط الضوء على الحركة الإبداعية العربية في مجال أدب الطفل، وفتح نوافذ على الإنتاج المماثل بغير اللغة العربية.

وقد ساعدهن تخصصن في علم نفس الطفل في مهمتهن، فهند أخصائية طب نفس الأطفال والمراهقين وتدرس الماجستير في مجال المعالجة عن طريق اللعب في جامعة روهامبتن بلندن. ورنيم أخصائية طب نفس الأطفال والمراهقين في القاهرة، ولديها مدونة شخصية لمراجعة كتب الأطفال. أما ميراندا بشارة فتعمل استشارية تنمية دولية، وهي مقيمة في باريس وتعمل في مجال الترجمة والتحرير باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية للأطفال.

كيف تراجع الكتب؟
حتى الآن راجع الفريق 27 كتابا، جميعها معروضة في المكتبات العربية، ويتم التوصية بها أولا بأول على صفحات "حادي بادي" عبر فيسبوك وإنستغرام، ويمكن للمتابعين اختيار الكتب المناسبة لأطفالهم بحسب المراحل العمرية، بعد توصيات الفريق بالقصة أو الكتاب.

تقوم الفكرة على مراجعة أدب الأطفال واليافعين من أجل المنفعة العامة ودون أي أهداف تجارية، مع الحرص على احترام حقوق الملكية الفكرية للقصص التي تتم مراجعتها، والإشارة إلى مصادر كل عمل للقائمين عليه من مؤلف ورسام ودار نشر.

ويتم اختيار الكتب أو القصص التي تراجعها الأخصائيات الثلاث من خلال المحتوى الذي يقرأنه، ومتابعتهن لسوق النشر عربيا. ومعظم الكتب التي يراجعنها متوفرة في المكتبات الرئيسية وعلى المواقع المتخصصة ومواقع التسوق على الإنترنت.

مراجعة الكتاب أو القصة تتم بموضوعية تامة دون تدخل أو ترويج لجهة دون أخرى أو كاتب دون آخر، وسط ترحيب من دور النشر، فلا تعجب إن وجدت إحدى دور النشر تعيد نشر المراجعات الخاصة بكتبها حتى لو حوت نقدا لمضمونها.

في سن السادسة ينجذب الطفل إلى القصص التي تطرح حلولا إبداعية لمشكلات يومية عادية (بيكسباي)
في سن السادسة ينجذب الطفل إلى القصص التي تطرح حلولا إبداعية لمشكلات يومية عادية (بيكسباي)

أما أسس المراجعة فتشمل النص الجيد ومستوى المعلومات في حالة الكتب غير القصصية، ومدى كون القصة شيقة واحتوائها على فكرة تفتح مجالا للنقاش والتساؤل لدى القارئ الصغير، مع عرضها لنماذج من الشخصيات المتعددة والمعالجات السهلة، وأن تكون الرسومات جذابة وتعبر أو تكمل النص والشخصيات.

وفي المجمل لا بد من ملاءمة الكتاب للفئة العمرية المستهدفة من حيث اللغة والمضمون والرسومات، والإخراج الفني النهائي للكتاب (حجم وتصميم الكتاب، نوعية الورق، حجم الكتابة والتوافق مع الرسومات).

أما نوعية الكتب التي يختارها الفريق للمراجعة، فهي تلك التي تقدم أفكارا متنوعة ونماذج إنسانية وحياتية مختلفة بهدف فتح مدارك الطفل وحثه على الإبداع واحترام الآخر.

اختيار كتب طفلك
يضع الفريق عددا من المعايير لاختيار الكتب المناسبة للطفل، وتتضمن عدة أسئلة:
– ما الذي يحتاجه الطفل في كل مرحلة؟
– هل مضمون الكتاب مناسب لاحتياجات الطفل؟
– هل الإخراج الفني للكتاب جذاب وملائم؟
– هل حجم الخط المستخدم ونوعه مناسبان لسن الطفل؟

يفضل الطفل قبل المراهقة الكتب غير القصصية (بيكسباي)
يفضل الطفل قبل المراهقة الكتب غير القصصية (بيكسباي)

الأم والكتاب المناسب لعمر ابنها

مرحلة 0ـ3 سنوات:
– ينجذب الطفل في هذه المرحلة إلى الأصوات واللمس والألوان الصارخة أو المتناقضة مثل الأسود والأبيض.

– تجذبه الكتب المصورة المصنوعة من الورق المقوى، وذات الحجم المناسب ليديه.

– يجب اختيار الكتب ذات الكلمات القليلة أو المسجوعة وذات الرسومات البسيطة المحتوية على أشياء أو أفعال من حياته اليومية، إضافة إلى الشخصيات والحيوانات المحببة إليه، وكل ذلك يسهم في بناء مفرداته وتنمية لغته.

مرحلة 3-6 سنوات:
– يبدأ الطفل في الاهتمام بالقصص والحكايات، كما يتكون لديه فضول للتعلم بفضل تطوره اللغوي، وتكرار بعض الجمل في نص القصة يعطيه الثقة في توقع مسارها، ويسهم في تعلمه للقراءة.

– في هذه السن يهتم الطفل بالقصص المصورة حيث يساعده توافق النص مع الرسومات على متابعة الأحداث أو الفكرة من الكتاب. كما يهتم بالكتب غير القصصية مثل الموسوعات المصورة، والكتب التفاعلية والمجسمة.

– يجب اختيار الكتب التي تعبر عن التجارب الأولى كأول يوم في المدرسة، أول زيارة لطبيب الأسنان، وأيضا الكتب التي تعبر عن المشاعر المختلطة لمساعدته على فهم مشاعره والتعبير عنها.

مرحلة 6-10 سنوات:
– يبدأ الطفل تعلم القراءة والكتابة، ومن المفيد التدرج في مستوى القصة حسب مستواه للوصول إلى القراءة المستقلة. كما يهتم الطفل بالقصص الأكثر تعقيدا، وتطور الشخصيات في عوالم مختلفة مثل القصص الخيالية والحيوانات المنقرضة والمغامرات وغيرها.

– اختيار القصص التي تطرح حلولا إبداعية لمشكلات يومية عادية لمساعدة الطفل على التعامل معها.

مرحلة 10-ما قبل المراهقة:
– يتعرف الطفل أكثر ثم اليافع على مشاعر مختلفة ويمر بتجارب حياتية جديدة، ويتأثر بدائرة الأصدقاء،
لذا فتوافق اللغة والشخصيات والقصة مع شخصية اليافع وكل ما يمر به من أهم مقومات الكاتب الجيد لهذه المرحلة العمرية.

– يناسب الطفل أن يقرأ الكتب القصيرة ذات الفصول، أو غير القصصية، كل بحسب اهتماماته.

المصدر : الجزيرة