بطلة بدون ساقين.. نجلاء العراقية تقهر الاكتئاب بتنس الطاولة

نجلاء عماد، فتاة نجت من قنبلة وضعت تحت سيارة والدها، ولكنها ظلت بدون ثلاثة أطراف فلم ترى طعما للحياة إلى أن اكتشفت رياضة تتفوق فيها. من صحيفة نيويورك تاميز الأميركية
فتاة تتفوق بتنس الطاولة رغم بتر ثلاثة من أطرافها (نيويورك تايمز)

نجلاء عماد فتاة عراقية فقدت قدميها ويدها اليمنى إثر تفجير استهدف سيارة والدها قبل أحد عشر عاما، ولكنها اليوم تعالت على مصابها وأصبحت بطلة في تنس الطاولة وحازت على جوائز دولية في اللعبة.

تلعب نجلاء (14 عاما) تنس الطاولة بسلاسة كبيرة، حيث إنها عندما تستقبل الكرة تعيدها بسرعة كبيرة يصعب على خصومها إرسالها.

وحصلت مؤخرا على الميدالية الفضية الرابعة والبرونزية الرابعة في يونيو/حزيران الماضي في مصر عن البطولة الدولية لذوي الاحتياجات الخاصة.

وقالت نجلاء وهي جالسة على كرسيها المتحرك في منزل على مشارف مدينة بعقوبة (شمالي العراق) "لقد أدركت في الصف الرابع أنني مختلفة عن بقية الفتيات، فكنت أرى صديقاتي يمشين ويركضن ويلعبن في المدرسة، كما أنهن كن يفكرن بمستقبلهن. أما أنا فكل ما كنت أفعله هو الجلوس على الكرسي المتحرك وأتمنى الركض مثلهن".

كانت في الثالثة من عمرها عندما انفجرت القنبلة التي وُضِعت أسفل سيارة والدها. ويُعتقد أن العملية كانت مدبرة من قبل تنظيم القاعدة استهدافا لوالد نجلاء الذي كان يعمل في قاعدة عسكرية مع جنود أميركان.

وقال والد نجلاء (56 عاما) المختص في تكنولوجيا الاتصالات مع الجيش العراقي، "وقع الحادث في  أبريل/نيسان 2008 عندما كنت راجعا إلى المنزل. في ذلك الوقت ركضت ابنتي نحوي لتستقبلني وهي مبتسمة، فخرجت من السيارة لأضعها في كرسي الركاب، ولكن عندما فتحت نجلاء الباب انفجرت القنبلة".

نجلاء داخل بيتها في بعقوبة ويظهر أنها تعتمد على عكازين ويد اصطناعية ( نيويورك تاميز)
نجلاء داخل بيتها في بعقوبة ويظهر أنها تعتمد على عكازين ويد اصطناعية ( نيويورك تاميز)

وذكرت نجلاء أنها شعرت لحظة الانفجار بـ"ضربة كبيرة"، فكانت مثل النار في جسدها ورأت ذراعها تطير في الهواء، كما أنها لم تشعر برجليها، وبقيت بعدها في المستشفى ثلاثة أشهر.

وعندما أدركت أنها خسرت رجليها ويدها بكت بشدة، وسيطر الاكتئاب عليها إلى أن تعرفت قبل خمس سنوات على تنس الطاولة.

وانتهز والد نجلاء تعلق ابنته بالتنس فطلب من صديقه مدرب تنس الطاولة والمختص بتدريب فريق ذوي الاحتياجات الخاصة مساعدة ابنته وتدريبها، فوافق.

وانضمت نجلاء قبل عامين للفريق العراقي لتنس الطاولة لذوي الاحتياجات الخاصة.

وعن سر نجاحها بينت نجلاء أنها عندما تلعب لا تنظر إلى المنافسين، حيث يستخدم فيها اللاعبون عادة الحيل النفسية لزعزعة خصومهم.

وعندما تلعب نجلاء تنس الطاولة تكون عيناها دائما على الكرة، فهي صديقتها وعدوتها، وسرعتها ودورانها هما مصدر قلقها الوحيد.  

المصدر : نيويورك تايمز