أكوا جيم.. رياضة مائية آمنة تغير حياة النساء

Multiracial middle-aged women swimming in pool
رياضة "أكوا جيم" من أكثر الرياضات أماناً وفاعلية للمسنين والمسنات وفق المدربة صبا الشنطي (غيتي)

رولا عصفور-عمان

عشرات السيدات تزيد أعمارهن عن الخمسين يمارسن الرياضة المائية "أكوا جيم"، وفق تعليمات المدربة التي تقف خارج البركة المائية، وعلى أنغام الأغاني العربية والأجنبية.

ابتسامات متبادلة، وقهقهات، وأحاديث جانبية، وزغاريد؛ وسرعان ما تنتهي الساعة مع تصفيق حماسي للمدربة التي خففت آلام الظهر والركبة، وجعلتهن يشعرن بالحيوية والنشاط.

في النادي تعلمت منى عادل (47 عاما) أن الالتزام بممارسة الرياضة ثلاث مرات أسبوعيا مفيد على المستوى النفسي أكثر من الجسدي، واكتشفت من خلال صداقات جديدة مع نساء في عمرها أو أكبر معنى مختلفا لحياة المرأة بعد الخمسين. وأصبحت ترى مرحلة التقدم في العمر "المخيفة" من أهم وأجمل المراحل العمرية وأكثرها نضجا وحيوية.

‪الصديقتان سهير بدران ونجاة مهيار تمارسان الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع‬ (الجزيرة)
‪الصديقتان سهير بدران ونجاة مهيار تمارسان الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع‬ (الجزيرة)

قضاء الوقت
بعد سن التقاعد تختار كل امرأة طريقة لقضاء الوقت وفق الظروف والهوايات والرغبات الخاصة بها.

وتعتبر رياضة السباحة من الرياضات المحببة منذ الصغر، والآمنة بعد تجاوز سن الستين للمهندسة سهير بدران، ومديرة المدرسة نجاة مهيار.

وتوضح الجارتان الصديقتان -منذ أربعين عاما- للجزيرة نت أن "ممارسة رياضة المشي في الخامسة والنصف صباحا وقبل الذهاب إلى العمل لسنوات كان أسلوب حياة ساعد في التخفيف من وطأة الضغوط اليومية".

‪الرياضة وقضاء أوقات جميلة مع سيدات أخريات متقاربات في العمر يمنحان شعورا بروح معنوية عالية‬ (غيتي)
‪الرياضة وقضاء أوقات جميلة مع سيدات أخريات متقاربات في العمر يمنحان شعورا بروح معنوية عالية‬ (غيتي)

التأقلم مع الظروف
وتعلمت سهير من تجربة الإصابة بمرض السرطان والشفاء منه -قبل 25 عاما- أن الحياة جميلة وقصيرة، وعلى الإنسان أن يتأقلم مع الإيجابيات والسلبيات، وأن يستغل الهدوء والسكينة بعد التقاعد من العمل والهمة والنشاط التي يشعر بهما في الاستمتاع بالحياة وممارسة الهوايات، وقضاء أوقات الفراغ في شيء مفيد.

رغم أن نجاة تشغل وقتها بالقراءة وتركيب القطع الصغيرة لتشكيل صور جدارية كبيرة (بزل)، فإن الذهاب ثلاثة أيام في الأسبوع مع سهير للنادي يعد فرصة للتفرغ أكثر للرياضة وقضاء أوقات جميلة مع سيدات أخريات متقاربات في العمر، ومن ثم العودة للمنزل بروح معنوية عالية.

تنظيم الوقت
وتخشى بعض النساء الكبيرات في السن الذهاب إلى النادي الرياضي بحجة عدم وجود وقت أو بسبب الخوف من نظرة المجتمع.

لكن مقبولة الحاج أحمد (65) عاما ترى أن ممارسة الرياضة ثلاثة أيام في الأسبوع منذ خمس سنوات أسهمت إلى حد كبير في ترتيب الأولويات، وزادت شعورها بالسعادة والنشاط.

وعن موقف أبنائها السبعة وأحفادها الـ11 تؤكد مقبولة للجزيرة نت أن "الأسرة تشعر بالفخر والاعتزاز بالأم والجدة التي تحرص على قضاء وقت مفيد وصحي".

‪ممارسة الرياضة المائية أصبحت أسلوب حياة لكثير من المسنات‬ (غيتي)
‪ممارسة الرياضة المائية أصبحت أسلوب حياة لكثير من المسنات‬ (غيتي)

رياضة تحت الماء
وتمارس الرياضة المائية تحت الماء، وتمتاز بتخفيف الضغط القائم على المفاصل الناجم عن الجهد الذي تقوم به العضلات بمقاومتها للماء، وذلك بفضل خاصية طفو الجسم في الماء على عكس الرياضات ذات الحركات الأرضية (المشي، والركض، والقفز وغيرها)، والتي قد تسبب الآلام.

لذا، تعتبر الرياضة المائية من أكثر الرياضات أماناً وفاعلية للمسنين والمسنات، وفق المدربة صبا الشنطي من نادي "فتنس ون فيجا".

ولرياضة الأكوا عدة أنواع وأشكال تسهم في تليين الجسم وشده، ومنها: الآيروبيكس، والزومبا، والكيك بوكسينغ، واليوغا، والسباحة على الإيقاع، وغيرها.

وتشهد رياضة "أكوا" في السنوات الأخيرة أهمية كبيرة من قبل السيدات المصابات بآلام الروماتيزم المفصلية، والتهاب المفاصل، وهشاشة العظام.

وتحرص على ممارستها كل امرأة لديها مشاكل عظمية، أو تعاني من الديسك، والترهل العضلي، والوزن الزائد، والسمنة المفرطة.

‪المدربة لينا الحرباوي: تعلمت من المسنات أن على الإنسان أن يكون صبورا، والترفيه عن النفس لا يرتبط بعمر
‪المدربة لينا الحرباوي: تعلمت من المسنات أن على الإنسان أن يكون صبورا، والترفيه عن النفس لا يرتبط بعمر"‬ (الجزيرة)

الشعور بالسعادة
تمارس السيدات الكبيرات في السن رياضة "أكوا" بجدية، وينعكس شعورهن بالسعادة على المدربات والمشاركات الأصغر سناً.

وعلى المستوى الشخصي، تعلمت المدربة لينا الحرباوي (21 عاما) من المسنات أن الإنسان لا بد أن يكون صبورا، وأن الترفيه عن النفس لا يرتبط بعمر الشخص.

إضافة إلى أن سماع القصص والتجارب يسهم في التعرف أكثر على الطريقة الأفضل للتعامل مع كبار السن، واستيعاب ردود أفعالهم وتصرفاتهم.

ومن الحكايات التي تركت أثراً في نفسية لينا قصة امرأة مسنة مصابة بمرض السرطان –في مرحلة متقدمة- التحقت مؤخرا بالنادي بهدف نشر السعادة وقضاء أيام جميلة بصحبة صديقات جدد، والتفاؤل بأن العيش بأسلوب صحي قد يساعد في التغلب على المرض.

كما تحسنت حالات مصابة بأمراض تتعلق بتقدم العمر بعد أشهر من ممارسة الرياضة المائية الآمنة؛ خاصة بعدما أصبحت أسلوب حياة لا يمكنهن الاستغناء عنه.

المصدر : الجزيرة