فلسطينية تعالج الكسور والحروق مجانا منذ عقود

الجزيرة نت-الخليل

موقف مؤلم حدث منذ عقود قاد سيدة فلسطينية إلى عالم الطب الشعبي وعلاج كثير من الأمراض مجانا وبأبسط الإمكانيات.

فقد كسرت يد إحدى بنات الحاجة حميدة سالم الرجوب (أم محمد) التي تعيش في ريف مدينة الخليل بالضفة الغربية فذهبت بها إلى أحد أقاربها المشتغلين بالطب الشعبي والمتخصص في جبر الكسور، لكنه ردها رافضا جبر الكسر دون سبب.

حينئذ قررت أم محمد أخذ زمام المبادرة وعلاج ابنتها بنفسها، وعاهدت الله أن تواصل علاج الكسور للناس مجانا طوال حياتها، وأن تصل كل من لا يستطيع الوصول إليها إن نجحت تجربتها.

وبالفعل نجحت التجربة وشفيت يد ابنتها في وقت قياسي، وبدأت مسيرة علاج الكسور بدعم من الزوج المرحوم الحاج محفوظ الشرحة.

علاج مضمون
اليوم وقد شارفت أم محمد على نهاية عقدها السادس توسعت اهتمامات أم محمد ونجاحاتها، فلم يقتصر عملها على علاج الكسور، بل نجحت في علاج أمراض أخرى، بينها الحروق وخلع الولادة والانزلاقات وغيرها.

وما يثير ارتياح أم محمد واطمئنانها عدم حدوث أي مضاعفات سلبية لأي مراجع منذ بدأت علاج الناس.

‪علاجات شعبية تعدها الحاجة حميدة الرجوب لعدد من الأمراض‬ (الجزيرة)
‪علاجات شعبية تعدها الحاجة حميدة الرجوب لعدد من الأمراض‬ (الجزيرة)

تعد أم محمد احتياجاتها من العلاجات بإمكانيات بسيطة، فهي لا تحتاج لجبر الكسور إلا لشيء من زيت الزيتون وقطعة قماش، في حين تستخدم في علاج الحروق مرهما تعده في بيتها يتكون أساسا من البيض وزيت السيرج وشمع العسل.

وتقول إن المدة الزمنية التي يحتاجها الكسر حتى يشفى المريض تتفاوت حسب العمر وطبيعة الكسر، حيث تستغرق في الوضع الطبيعي عشرين يوما لمن هم في سن الشباب.

وتؤكد أن مرهم الحروق الذي تستخدمه يخفي آثار الحروق تماما ويشفي المريض في وقت قياسي.

ومن محيط منزلها الريفي غرب الخليل تحصل رائدة الطب الشعبي على مكونات خلطاتها الخاصة وتزرع النباتات التي تنقصها، ولا تبخل على أحد في نقل وصفاتها الطبية وتعليمها للآخرين، وتصل أم محمد إلى مراجعيها حيث كانوا وحسب الحاجة.

عمل بلا توقف
لا تمل ولا تكل أم محمد من كثرة المراجعين، وبوجه بشوش وابتسامة هادئة تستقبل ضيوفها وترحب بهم، وخلال زيارتنا منزلها استقبلت ثلاثة من المرضى واثنين من المراجعين.

ورغم تقدم سنها وكثرة المسؤوليات كونها أما لخمسة أبناء وسبع بنات وجدة لأكثر من 70 حفيدا تجدد أم محمد تأكيدها على الوفاء بالعهد الذي قطعته على نفسها حين شفيت ابنتها "مستعدة أن أذهب للمرضى أينما كانوا"، مؤكدة أنها تبغي وجه الله بالدرجة الأولى وترفض تقاضي أي مقابل مادي لما تفعله.

أمجد حريبات أحد الذين استفادوا من تجربة أم محمد أكثر من مرة، ويقول إنه تعب من كثرة مراجعة الأطباء وتناول الأدوية لعلاج ألم في ظهره، ثم توجه إليها وخلال عشرة أيام فكت لغز الألم وعالجته بالمساج ورقعة صناعية، وجاءها مجددا لعلاج خشونة في ركبته.

المصدر : الجزيرة