سمنايا متهمة بالذكورة المفرطة.. خلل هرموني يهدد مستقبل الرياضيات

كاستر سمنايا متهمة بالذكورة المفرطة
العداءة كاستر سمنايا متهمة بفرط الأندروجينية (غيتي)

كريم الأقطش

كاستر سمنايا، عداءة جمايكية حاصلة على ذهبيتين أولمبيتين، على وشك فقد فرصها في المشاركة بالبطولات العالمية لارتفاع منسوب هرمون التستوستيرون.

وكانت قد خسرت الاستئناف أمام الرابطة الدولية لاتحادات ألعاب القوى، في المحكمة الرياضية بسويسرا بداية مايو/أيار الجاري، بعدما قررت الرابطة وضع لوائح جديدة.

عام 2018، وضعت الرابطة قاعدة جديدة تخص النساء اللاتي لديهن مستويات مرتفعة من إنتاج هرمون الذكورة التستوستيرون داخل أجسادهن.

وتضمن القرار الجديد ضرورة تخفيض مستويات التستوستيرون لمن لديهن إنتاج طبيعي مرتفع من هذا الهرمون، والذي يعطيهن أفضلية في سباقات العدو.

سمنايا ليست وحيدة في هذا المضمار، فهناك الأولمبية فرانسين نيونسابا، والتي أفصحت سابقا عن ارتفاع منسوب هرمون الذكورة لديها، وقد وصفت قرار الرابطة بأنه "تمييز".

من جانبها، اعترفت المحكمة بأن قرار الرابطة تمييزي، لكنه "ضروري، ومنطقي، ومتناسب، لتحقيق هدف الرابطة للحفاظ على نزاهة ألعاب القوى النسائية".

دوتي تشاند، إحدى أسرع العداءات في الهند، تم رفض مشاركتها في ألعاب الكومنولث بمدينة غلاسكو الأسكتلندية عام 2014، بعد الكشف عن ارتفاع هرمون الذكورة لديها.

وخلال السنوات الأخيرة، ارتفعت الأصوات المنادية بضرورة فحص الرياضيات اللائي يتميزن بأداء متميز ظنا بارتفاع هرمون الذكورة لديهن، وكان من ضمن هؤلاء نجمة التنس الأميركية سيرينا وليامز، التي لم يثبت حتى الآن أن لديها "فرط الأندروجينية" (Hyperandrogenism).

وفرط الأندروجينية هو الإنتاج المرتفع لهرمون التستوستيرون عند النساء، ويتضمن أعراض كحب الشباب، وتساقط شعر فروة الرأس، وزيادة شعر الجسم والوجه، وغياب فترة الحيض لفترات أو ندرتها، بالإضافة إلى مضاعفات كارتفاع الكوليسترول في الدم.

لم يثبت حتى الآن أن لاعبة التنس سيرينا وليامز تعاني من فرض الأندروجينية (رويترز)
لم يثبت حتى الآن أن لاعبة التنس سيرينا وليامز تعاني من فرض الأندروجينية (رويترز)

فرط الأندروجينية
تتراوح نسبة هرمون التستوستيرون في جسم الرجل بين 280 و1100 نانوغرام لكل ديسيلتر. أما في جسم المرأة، فتكون النسبة أقل كثيرا إذ لا تتعدى 75 نانوغراما لكل ديسيلتر بحسب المرحلة العمرية للمرأة.

وترتفع نسبة هرمون الذكورة عند المرأة بسبب أمراض أو اضطرابات هرمونية أهمها:

1- متلازمة تكيس المبايض
تؤدي العوامل الوراثية والسمنة إلى اختلال هرموني وظهور تكيسات على المبايض، ومن ثمة ارتفاع هرمون الذكورة لدى بعض النساء.

2- مقاومة الإنسولين
هناك علاقة مطردة بين الإنسولين وهرمون الذكورة، إذ تتسبب مستويات الإنسولين المرتفعة عند النساء في ارتفاع هرمون التستوستيرون لديهن.

3- الغدة الكظرية
هذه الغدة مسؤولة عن إنتاج عدد من الهرمونات بما في ذلك الهرمونات الجنسية، لذلك عند حدوث مشكلة في هذه الغدة فإنها تتسبب في اختلال توازن هذه الهرمونات وزيادة إنتاج هرمون الذكورة.

4- متلازمة كوشينغ
اضطراب هرموني ناتج عن زيادة إفراز هرمون الكورتيزول في الدم، والذي يصاحبه ارتفاع في مستوى هرمونات الذكورة عند النساء.

ما العلاج؟
يتم علاج "فرط الأندروجينية" بناء على الإصابة الأصلية التي تسببت فيه، فإذا كان تكيس المبايض هو السبب، فإن العلاج يعتمد على تغيير نمط الحياة ليصبح أكثر صحية، بالإضافة إلى أدوية تنظيم الطمث مثل حبوب منع الحمل.

كما يمكن الاستعانة بـ "مضادات الأندروجين" والتي تكبح الجسد عن إنتاج هرمون التستوستيرون، وفي أي حال يجب استشارة الطبيب عند ظهور أعراض "فرط الأندروجينية" وقبل تناول أي دواء.

المصدر : الجزيرة