الجزائريات يشاركن بالمسيرات لتحقيق الإصلاح

People chant slogans during a protest to push for the removal of the current political structure, in Algiers, Algeria April 5, 2019. REUTERS/Ramzi Boudina
بدأ "المربع النسوي" يجوب الشارع الجزائري للمطالبة بحقوق النساء (رويترز)

تحاول الأصوات النسوية في الجزائر إيصال صوتها معتبرة أن تغيير "النظام" يقتضي الاعتراف بحقوق المرأة أيضا. وبدأ "المربع النسوي" يجوب الشارع للمطالبة بـ "المساواة".

وقالت الكاتبة صابرينا كسا -في تقرير نشره موقع "ميديابارت" الفرنسي- إنه بينما كان المتظاهرون يستعدون للاحتجاج بشوارع العاصمة الجزائر يوم 29 مارس/آذار الماضي، خاضت مجموعة من الجزائريات والتونسيات المناصرات لحقوق المرأة نقاشا مع الكاتبة والمناضلة وسيلة تمزالي.

وتعلّق خديجة الشريف الرئيسة السابقة للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات قائلة "لقد جئنا هنا لنتغذّى من الروح الجديدة التي تشهدها شوارع البلاد، وفي حال حققت الجزائر النجاح المطلوب سينجو المغرب العربي بأكمله".

نزول إلى الشوارع
ويظهر حول طاولة النقاش الممثلة عديلة بن ديمراد بصفتها إحدى الشخصيات النسائية في الجزائر، إذ تنظّم كل ظهر اثنين لقاءات مفتوحة للعلن مع الفنانين أمام المسرح الوطني.

وتقول بن ديمراد "في الـ 22 من فبراير/شباط الماضي، سرت إلى ساحة أول مايو. كان الأمر رائعا، لم نكن بأعداد غفيرة، ولم يكن هناك سوى الفنانات والناشطات النسويات. خيم الغموض على الشوارع الضيقة وجابت النساء الشوارع دون أن تنبسن بكلمة، ولم تبد عليهن ملامح المتظاهرين أبدا".

وأضافت "بدأنا المشي دون التحدث مع بعضنا البعض أو حتى النظر إلى بعضنا. لم نكن نعتاد على التظاهر معا. وقد كانت النساء الأخريات تراقبننا من الشرفات. وفي الثامن من مارس/آذار الماضي، نزلت النساء إلى الشوارع بأعداد غفيرة وبأعداد أكبر في الرابع عشر من الشهر ذاته".

‪بن ديمراد: المربع النسوي حركة لتحقيق الإصلاحات التي تهم النساء‬ (مواقع التواصل)
‪بن ديمراد: المربع النسوي حركة لتحقيق الإصلاحات التي تهم النساء‬ (مواقع التواصل)

الإصلاحات التي تهمّ النساء
وقاطعت فضيلة بومنجل شيتور -وهي عضوة تابعة لشبكة تمزالي النسائية والتي تعد بمثابة ائتلاف تأسّس سنة 2000 بهدف المطالبة بالمساواة والتنديد بالعنف ضد المرأة- بن ديمراد قائلة "ألاحظ أنك متفائلة للغاية ينبغي ألا نخلط بين الأيقونات والواقع. عبر التاريخ، كلما سعينا إلى تحقيق التوافق في الآراء، واجهتنا مشاكل".

تشاطر نساء أخريات شيتور الرأي معربات عن أسفهن نظرا لأن المطالب بشأن قانون الأسرة لم تظهر حتى الثامن من مارس/آذار الماضي.

وتصر بن ديمراد على التفاؤل مشيرة إلى أن "هذه الحركة تعمل على تحقيق الإصلاحات التي تهم النساء، وبما أنهن قد خرجن للتظاهر، سيسمح لنا هذا الأمر لاحقا بضم المزيد من الأصوات لصالح القضية".

قاصرات مدى الحياة 
ونقلت الكاتبة عن المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان نادية أيت زاي قولها "ينبغي أن نتفق قبل كل شيء على تفاصيل مشروعنا ولا نكتفي فقط بالمطالبة بالحقوق الرسمية، إلى جانب قانون الأسرة الذي ينص على أن النساء يعتبرن قاصرات مدى الحياة وأن الزوج هو المسؤول الوحيد عن السلطة الأبوية".

وأوردت أيت زاي أن "المشكلة بهذه الحالة تكمن بممارسة السلطة، حيث احتكرها النظام واستخدمها الرجال بهدف تضييق الخناق على المرأة. في المقابل، تتحدث السلطات عن حقوق النساء، مما يدفع الجميع إلى الاعتقاد بأن بوتفليقة قد مكننا من حقوقنا كاملة في الوقت الذي لم يمنحنا سوى بعض الفتات. ويعتقد العديد من الرجال أن حريتنا تشكل عائقا بالنسبة إليهم وتمس من كرامتهم".

‪تجمعت الناشطات أمام بوابة الجامعة المركزية حيث رددن في انسجام تام
‪تجمعت الناشطات أمام بوابة الجامعة المركزية حيث رددن في انسجام تام "الجزائر.. حرية.. ديمقراطية"‬ (رويترز)

التشابك بالأيدي
شارع ديدوش مراد وتحديدا أمام مدخل الجامعة المركزية بالجزائر يعد الوجهة الرئيسية المتنازع عليها "للمربع النسوي".

ويأتي هذا الائتلاف نتيجة لمبادرة قامت بها العديد من النسويات المحنكات، ومنهن فاطمة أوصديق وفاطمة بوفنيق.

وعندما حل الوفد بقيادة تمزالي أمام الجامعة المركزية، كانت الشوارع قد اكتظت بالفعل. وهتف المتظاهرون بشعارات على غرار "سلمية سلمية".

وفي الحقيقة، لم يكن شعار الحركة موجها لقوات الأمن بل صدر عن مجموعة من المتظاهرين بهدف التخفيف من حدة التوتر.

وعلقت الناشطات التابعات للـ "المربّع" لافتاتهن على أبواب الجامعة، وخضن نقاشات حادة.

وشهدت الاشتباكات حالات من الغضب الشديد والصراخ في وجه المتظاهرات من أجل إجبارهن على الخروج من خلال رشهن بالماء ودفعهن إلى الخارج.

وقد تجمعت الناشطات أمام بوابة الجامعة حيث رددن في انسجام تام "الجزائر، حرية، ديمقراطية". وتمركز مجموعة من الرجال في الجهة المقابلة لهن ملوحين بأيديهم ومنادين برحيل حزب جبهة التحرير الوطني.

إثر ذلك، تصاعدت التوترات، إذ لم يعد الأمر متعلقا بمجرد رسالة، بل بتشابك بالأيدي تمثل رهانه في عدم التنازل عن الفضاء. في هذا التوقيت بالذات، طلب العديد من الرجال -الذين ظلوا بالقرب من الناشطات لحمايتهن- من النسوة الانضمام للمسيرة، قائلين "اذهبن، من فضلكن، وإلا سنضطر إلى القتال". وقد قرر المربع النسوي المشاركة في المسيرة.

غادرت تمزالي وغيرها من التونسيات بالفعل، ووحدها بن ديمراد التي واصلت المسيرة لمدة ساعة تقريبا.

وحيال هذا قالت بن ديمراد "لم أخطط للتظاهر معهن. هذه ليست طريقتي في القيام بالأشياء، فأنا أفضل أن أفرض نفسي على الاهتمام ببقية المشاكل. ولكن، بغض النظر عن موقفي مما يتبعنه، فليس من الطبيعي أن يتعرضن للتعنيف، فهن ضد النظام أيضا".

المصدر : مواقع إلكترونية