فكر مرتين قبل دغدغة طفلك وتوقف إذا طلب منك ذلك

Mother and little daughter having fun together at home
في حال الاستمرار في دغدغة الطفل رغما عنه سيترجم هذا بطريقة سلبية (غيتي)

تعد الدغدغة الطريقة التي يستخدمها العديد من الآباء من أجل التقرب من أطفالهم عن طريق الجسد، وينتج عن هذه الممارسة خلق لحظات من الضحك والمرح بين أفراد العائلة، لكن هل يعد ذلك أمرا جيدا؟

قالت الكاتبة ماريا خوسيه رولدان، في تقريرها الذي نشرته مجلة "إتابا إنفانتيل" الإسبانية، إنه لا ضرر من الدغدغة ما دامت لفترة قصيرة وتقبلها المتلقي، شرط أن يتوقف من يقوم بالدغدغة إذا ما طلب منه ذلك.

وبينت الكاتبة أن الضحك الذي ينتج عن الدغدغة يكون تلقائيا، لكن ذلك لا يعني أن الطفل يحبذ هذه الممارسة، ويمكن أن تكون مزعجة للغاية بالنسبة لبعض الأشخاص، خاصة أولئك الذين لا يحبذون الاتصال الجسدي مع الآخرين.

‪يمكن أن تولد الدغدغة شعورا بالانزعاج‬ (غيتي)
‪يمكن أن تولد الدغدغة شعورا بالانزعاج‬ (غيتي)

استجب لرغبتهم
في حال استمر الأب في دغدغة أطفاله رغما عنهم سيترجم الأطفال هذا الفعل بطريقة سلبية، تشير الكاتبة إلى أن الشخص البالغ هو من يسيطر على جسده الصغير على الرغم من المقاومة التي يبديها.

لذلك، حتى إذا ما كنت ترغب في دغدغة طفلك، احترم قراره حينما يطلب منك الكف عن ذلك، بهذه الطريقة سيشعر الطفل بأن لديه سلطة على جسده.

وعلى الرغم من استمتاع الأطفال بالدغدغة، فإنها يمكن أن تولد لديهم في الآن ذاته شعورا بالانزعاج، فمن المهم أن يكون باستطاعتهم وضع حد لهذا الفعل.

وبما أن الشخص البالغ يتمتع بالقوة البدنية مقارنة بالطفل، فسيكون بالتالي الشخص الذي يجب أن يتوقف عن الدغدغة.

يفقد الشخص خلال الدغدغة قدرته في السيطرة على جسده (غيتي)
يفقد الشخص خلال الدغدغة قدرته في السيطرة على جسده (غيتي)

الجانب المظلم
وعلى الرغم من أن الضحك ممتع في معظم الحالات، فإنه من الممكن أن يولد شعورا بالتوتر نظرا لأن الدغدغة قد تجعل الشخص يفقد السيطرة على جسمه، مما يجعله يدخل في حالة من التوتر والتعب والقلق.

وفي الصين، منذ حوالي 1800 سنة، كانت الدغدغة إحدى وسائل عقاب المجرمين أو الخونة باعتبار أنها لا تخلف أية آثار جسدية.

واستخدم هذا النوع من التعذيب باليابان وروما، حيث كان المجرمون مطالبين بتحمل لعق العنزة لأقدامهم، وعلى الرغم من أن الأمر يبدو بمثابة المزحة فإن هذه الطريقة كانت تستخدم بالفعل وسيلة تعذيب نظرا لأنها أصبحت لا تطاق ومؤلمة، وقد تؤدي إلى وفاة الشخص بالسكتة الدماغية بسبب الضغط الذي يولده هذا النوع من الضحك على الجسم.

ونقلت الكاتبة أنه خلال الحرب العالمية الثانية، استخدم النازيون هذه الممارسة طريقة لتعذيب سجنائهم أدت حتى إلى موتهم إما بسبب الاختناق أو السكتات الدماغية أو التوتر الحاد.

فخلال هذه العملية يفقد الشخص السيطرة على جسمه ولا يستطيع التحكم في نفسه، لذلك اعتمادا على الوقت الذي يجبر فيه الشخص على الضحك قد تكون النتائج قاتلة. وتجدر الإشارة إلى أن هناك أشخاصا يموتون جراء نوبات الضحك، لذا من الضروري معرفة عواقب الدغدغة الوخيمة.

‪العناق بديل أفضل في التواصل الجسدي‬ (غيتي)
‪العناق بديل أفضل في التواصل الجسدي‬ (غيتي)

توخي الحذر
وعند الوصول إلى هذه المرحلة، يصبح من المهم أن تأخذ طلب التوقف عن الدغدغة بعين الاعتبار نظرا لأنه في حاجة إلى استعادة السيطرة على جسده وأن يدرك أنه هو الذي يملك القرار.

وقد لا تعد الدغدغة لبضع ثوان أمرا سيئا، لكن تذكر أنها قد لا تكون ممتعة لبعض الأشخاص، فإذا كنت ترغب في التواصل جسديا مع أطفالك فسيكون العناق البديل الأكثر متعة.

المصدر : الصحافة الإسبانية