لماذا اختيرت ريما بنت بندر أول سفيرة في تاريخ السعودية؟

Nagwan Lithy - قضت ريما بنت بندر 23 عاماً في أميركا قبل العودة للرياض (تواصل اجتماعي) - لماذا اختيرت ريما بنت بندر كأول سفيرة في تاريخ السعودية؟

أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أوامر ملكية بتعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود سفيرة للسعودية بواشنطن، وبذلك تصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ المملكة لتحل محل الأمير خالد بن سلمان، وسط أجواء متوترة بين البلدين بعد أزمة مقتل الصحفي خاشقجي.

 

من هي؟ 
ولدت في الرياض عام 1975، وانتقلت إلى الولايات المتحدة مع والدها الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز سفير المملكة بواشنطن لمدة 22 عاماً، (1983-2005) حصلت على البكالوريوس في دراسات المتاحف والحفاظ على الآثار بجامعة جورج واشنطن.

عاشت أغلب سنوات عمرها في أجواء الحياة الدبلوماسية بأميركا، فهي ابنة الدبلوماسي المخضرم الذي أطلق عليه "عراب العلاقات السعودية الأميركية" بعد أن أصبح عميدا للسلك الدبلوماسي بواشنطن لكونه صاحب أطول مدة خدمة بالعاصمة الأميركية.

أما والدتها فهي الأميرة هيفاء ابنة الملك فيصل والأميرة عفت، وينسب للأخيرة الفضل في تعليم الفتيات بالسعودية، فهي صاحبة مبادرة تطوير التعليم وتأسيس أول كلية للفتيات بالمملكة.

التقت هيفاءُ بندرَ في لقاء عائلي جمع والدة كل منهما، وبعد أربع ساعات فقط من اللقاء تمت مراسم الزواج، دون ترتيبات معقدة، بحسب رواية الأميرة هيفاء.

‪والد ريما كان مقربا جدا من عائلة الرئيس الأميركي وبات يلقب بـ
‪والد ريما كان مقربا جدا من عائلة الرئيس الأميركي وبات يلقب بـ "بندر بوش"‬ والد ريما كان مقربا جدا من عائلة الرئيس الأميركي وبات يلقب بـ "بندر بوش" (التواصل الاجتماعي)

ما بعد هجمات سبتمبر
تعرضت أسرة ريما إلى أزمة شديدة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، بعد انتشار مزاعم تفيد أن هيفاء (زوجة السفير السعودي) ساهمت في إرسال دعم مادي شهري من حسابها البنكي بواشنطن إلى أحد المتورطين في الهجمات، بحسب صحيفة نيوزويك الأميركية.

لكن السفارة السعودية نفت رسمياً تورط الأميرة في تلك المزاعم وأكدت تعاون هيفاء الكامل مع جهات التحقيق الأميركية لشطب اسمها من القضية، وبينما توترت العلاقة بين البلدين بعد الهجمات، حاول السفير السعودي دعم موقف المملكة وتحسين صورتها لدى الحليف الأميركي، إلى أن تم إعفاؤه من منصبه عام 2005 بناء على طلبه.

زواج وطلاق وريادة أعمال
تزوجت ريما من فيصل بن تركي بن ناصر آل سعود رئيس نادي النصر السعودي والشخصية الرياضية البارزة بالمملكة، لديها ابنان الأمير تركي والأميرة سارة، قبل أن يتم طلاقها عام 2012.

قررت الأميرة لدى عودتها من الولايات المتحدة أن تكتفي بتربية ابنيها، إلا أن مهامها الخيرية والاستثمارية دفعتها إلى النزول إلى ميدان العمل من خلال منصبها في "ألفا" المملوكة جزئيا لعائلتها والمتخصصة بمجال الأزياء وهي الشركة التي كانت تعاني من ضعف الأداء من خلال متجرها "هارفي نيكولز" في الرياض.

غير أن الأميرة الشابة حولت المتجر إلى مكان نابض بالحياة بعد أن كان كانت أرففه فارغة بحسب وصفها، ونجحت خطتها في التطوير وتعيين العاملات السعوديات، لترفع نسبة العمالة السعودية من 5% عام 1992 إلى 15%. وسرعان ما أصبحت المسؤولة عن إدارة شركة ألفا بالكامل.

‪تمتلك ريما توكيل علامة baraboux للحقائب الفاخرة‬  تمتلك ريما توكيل علامة baraboux للحقائب الفاخرة (التواصل الاجتماعي)
‪تمتلك ريما توكيل علامة baraboux للحقائب الفاخرة‬  تمتلك ريما توكيل علامة baraboux للحقائب الفاخرة (التواصل الاجتماعي)

أسست وتدير مجموعة شركات استثمارية، كشركة ريمية المتخصصة بالإكسسوارات الفاخرة، كما أطلقت علامة "Baraboux" للحقائب الجلدية المصنوعة من جلود التماسيح والثعابين النادرة، وتقدر قيمة الحقيبة الواحدة بنحو ألفي دولار، كما أسست أول صالة ألعاب رياضية وناد صحي للنساء بالرياض.

شاركت والدتها في إدارة جمعية زهرة للتوعية من مرض سرطان الثدي، وقدمت فاعلية ضمت عشرة آلاف سيدة سعودية لرسم علامة الشريط الوردي المعروفة للتوعية من ذلك المرض، وسجلت الفاعلية ضمن موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

كما اختيرت ريما كواحدة من أقوى مئتي سيدة عربية ضمن قائمة مجلة فوربس الشرق الأوسط عام 2014.

توقيت الاختيار
جاء اختيار ريما ضمن خطة محمد بن سلمان للإصلاح الاجتماعي بالمملكة وتمكين المرأة، وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فإن الخطوة بهذا التوقيت تأتي بهدف تحسين صورة المملكة وفتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة، خاصة بعد مقتل الصحفي فضلا عن اتهامات بتورط السفير السابق خالد بن سلمان في استدراج خاشقجي إلى المملكة.

وبالإشارة إلى تاريخ والدها الوطيد بالإدارة الأميركية، خاصة العلاقة القوية التي ربطته بعائلة جورج بوش حتى أنه كان يلقب بـ "بندر بوش" فإن السفيرة الأولى للمملكة تصبح وفق السلطات السعودية الخيار الأنسب للمرحلة المضطربة الحالية.

المصدر : الجزيرة