العلاج بالفن يساعدكِ في تخطي الأوقات الصعبة

كيف يساعدك الفن على تخطي الأوقات الصعبة
تشكيل الطمي يسهم في تخفيف التوتر (بيكساباي)

سارة عابدين

كثيرا ما تمر المرأة بأوقات عصيبة، وتكون بحاجة إلى طرق تساعدها للتعبير عن مشاعرها وإخراج طاقات الحزن والغضب من داخلها دون أن تكون بحاجة إلى الكلام، أو تذكُّر التجارب المؤلمة.

في العقود القليلة الماضية تم التعمق أكثر في طرق استخدام الفن علاجا، والتشديد على فوائد إنتاج الفن والتفاعل مع الألوان للتعبير عن الذات، والتعافي من المرض من خلال الاستخدام الإبداعي للتقنيات الفنية التي تمكن من استكشاف ومتابعة العقل الباطن، بالإضافة إلى أن إنتاج الفن يمكن أن يكون مهدئا للتوتر ومصدرا للاسترخاء والشعور بالرضا.

"أتذكر أفضل عندما أرسم"
يحكي الفيلم الوثائقي "أتذكر أفضل عندما أرسم"، كيف حفر الرسم الذكريات مجددا لدى الأشخاص المصابين بالخرف وألزهايمر، وكيف مكنهم من إعادة الاتصال بالعالم.

يتضمن الفيلم مقابلات مع مرضى ألزهايمر وأطباء الأعصاب المشهورين، الذين يشرحون تأثير العملية الإبداعية على المناطق المتضررة من الدماغ.

يجب أن نؤكد أن الموهبة ليست العنصر الرئيسي في العلاج بالفن، بل ليست مهمة على الإطلاق، لأن جوهر العلاج بالفن يدور حول أن مفهوم الإبداع موجود لدينا جميعا ويمكننا خلال العملية الإبداعية تعزيز رحلة الشفاء الشخصية، بغض النظر عن المنتج النهائي.

تمارين لاستعادة الهدوء
احتفظي بصندوق كبير أو صناديق صغيرة واجمعي فيها أي شيء يقابلك أثناء يومك وأي شيء تجدين في نفسك شغفا تجاهه، مثل أزرار، وحجارة، وحصى، وقواقع بحرية، وكذلك نباتات وبذور، وأغصان وورود.

وإذا لم تجدي شيئا مثيرا للاهتمام اذهبي إلى الحديقة العامة، وستجدين العديد من الأشياء الصغيرة التي ربما لم تلتفتي لها من قبل.

سوف ينتهي بك الأمر مع مجموعة من الأشياء الملموسة، والآن انظري إليها وتأمليها واسألي نفسك عن الأشياء المشتركة بينها، فقد يكون لونا، أو نمطا، أو نسيجا أو تصميما.

أغلقي كل الأصوات حولك وابدئي في لمس كل شيء منها على حدة، وتعرفي عليه جيدا بعيونك وأصابعك، ولاحظي بأي شيء يذكرك أو إلى أي مرحلة زمنية يعود بكِ.

بعد ذلك، ابدئي بنقل مشاعرك وأفكارك تجاه هذه الأشياء إلى الورق عن طريق الألوان التي تفضلينها.

وستجدين بعدها أنك أصبحتِ أكثر هدوءا وقدرة على التأمل، وستكتشفين أشياء عن نفسك ربما لم تعرفيها من قبل.

التشكيل بالطمي
يساعد التشكيل بالطمي في زيادة إحساسك بالقدرة على التحكم، كما أن للطين مجموعة متنوعة من الصفات الحسية تعزز حاسة اللمس، والقدرة على صنع القرار. كما أن له خصائص مهدئة ذاتيا تعمل على تعزيز التنظيم الذاتي من خلال تفاعلك مع الوسيط عبر اللمس أو التشكيل أو البناء.

الاستمرار لمدة طويلة في التشكيل بالطين يساعد في علاج الاكتئاب، والإخفاقات العاطفية، ويعزز قدرتك في التعبير عن ذاتك بشكل حسي وملموس.

ويدعم التشكيل بالطين قدرتكِ على التأثير وتحقيق أهدافك من خلال إرادتك. الطين هو الماء والأرض، مادة دون شكل ودون مقاومة، يمكن تحويله للشكل المطلوب، وكلما استخدمت أناملك لتشكيله أصبح أكثر دفئا ورضوخا للمساتكِ.

الرسم بالألوان المائية
ستكونين بحاجة إلى فرشاة أو اثنتين، وبرطمان مليء (جرة مليئة) بالماء وأخيرا ورق سميك قليلا لكي يتحمل الألوان المائية، أو يمكنك إحضار ورق رسم تقليدي، وترطيبه بإسفنجة مبللة على سطح خشبي ناعم، ثم اتركيه حتى يجف وابدئي في الرسم عليه.

فكّري في كل ما يزعجك أو يغضبك وابحثي عن اللون الذي تجدينه مناسبا لكل شعور من مشاعرك.

راقبي جيدا حركة الفرشاة وتدفق اللون على الورقة، لأن العملية نفسها هي المهمة وليس المنتج النهائي.

يمكنك العمل بطريقة الألوان الرطبة فوق بعضها دون أن تجف، والعمل بالألوان السائلة على الورق المبلل يجب أن يكون بشكل سريع، والفائدة الرئيسية هي تحفيز خيالك وتنشيطه.

تفيد تلك الطريقة عند شعورك بالقلق والوحدة، لأن وضع ألوان سائلة على أوراق مبللة، يعطي نتائج وتشكيلات لونية غير متوقعة.

ويمكنك أيضا العمل بطريقة الطبقات اللونية، وفيها يتوجب عليك الانتظار حتى تجف كل طبقة لونية قبل تطبيق الطبقة الجديدة، وستنتج في النهاية أشكال شفافة مملوءة بالضوء تنبثق من بين طبقات الألوان.

ولتلك العملية تأثير شفائي كبير على الروح، إذ هي عملية بطيئة هادئة وعلى خلاف الرسم على أوراق رطبة، كما تحتاج منكِ الكثير من الانتظار وتجعلك تراجعين اللوحة وتقيمين التجربة بعد كل خطوة.

المصدر : الجزيرة