مهور غريبة في إيران.. من أجنحة بعوض إلى كفالة الأيتام وغرس الأشجار

An Iranian bride waits for her groom during a mass wedding ceremony at the country's grand hall in Iran's Interior ministry building in central Tehran August 19, 2007. More than 800 Iranian students will be getting married at the same time. REUTERS/Morteza Nikoubazl (IRAN)
إيرانية خلال حفل زواجها في طهران (رويترز)

الجزيرة نت-خاص

"كي داده كي كرفته" (من أعطى؟ ومن أخذ؟). جملة شهيرة ترتبط بطقوس ما قبل عقد القران عند تحديد المهور لدى العائلات الإيرانية، خاصة من قبل أهل العروس.

وليس من الضروري أن يكون مهر العروس مبلغا ماليا معينا، إذ إن اختيار أنواع المهور يكفله القانون المدني الإيراني، شرط أن يكون ذا قيمة، ويسمى مهر المثل، على أن يحدد القاضي قيمته.

وبسبب الارتفاع الكبير في المهور والظروف الاقتصادية التي تعيشها إيران؛ انتشرت في السنوات الأخيرة أنواع عجيبة من المهور وأثارت الاستغراب والسخرية، وأرجع البعض سبب انتشارها إلى الأنانية وحب التجديد بين النساء.

والمهر أو الصداق هو ما يدفعه الزوج لزوجته بعقد الزواج، مؤخرا كان أو مقدما. وأعطى التشريع حق تحديد قدر الصداق بالطريقة التي ترضي المرأة وولي أمرها بالتوافق مع العريس، ليدفع كل شخص حسب طاقته وحالته المادية.

‪عروس إيرانية تعرض الحنة في يدها خلال حفل زواجها‬ (رويترز)
‪عروس إيرانية تعرض الحنة في يدها خلال حفل زواجها‬ (رويترز)

وترتكز المهور في إيران عادة على العملات الذهبية بـنسب مختلفة، حسب الطبقة الاجتماعية للعريس ومكان سكنه والتقاليد بشكل عام.

استحالة الدفع
غير أن الأمور تغيرت مع ارتفاع نسبة الطلاق، التي وصلت إلى 29% من مجموع عقود الزواج العام الماضي؛ مما جعل العروس وعائلتها تلجأ لرفع مؤخر المهور، بهدف استحالة دفعه من قبل العريس إن فكر في الطلاق.

إضافة إلى رفع قيمة المهور، وتحديد عدد من العملات الذهبية بحسب عمر العروس؛ انتشرت في السنوات الأخيرة أنواع أخرى من المهور مثيرة للغرابة والتعجب.

مهناز، فتاة عمرها 26 عاما، تزوجت شابا من مدينتها قبل أن يفرض عليها زوجها الانتقال إلى طهران حيث يعمل، مما جعلها تشعر بالغربة والوحدة التي أثّرت عليها بشكل كبير.

وأملا منها في الرجوع إلى مدينتها وترك العاصمة، طلبت من المحكمة بدء إجراءات الحصول على مؤخرها، الذي كان عشر غزلان من جبال منطقتهم، حسب وكالة أنباء "خبرنكاران جوان" الإيرانية.

‪إمام إيراني خلال مراسم عقد قران‬ (رويترز)
‪إمام إيراني خلال مراسم عقد قران‬ (رويترز)

وفي حوادث غريبة مشابهة، طلبت إحدى الفتيات أن يكون مهرها كيلوغراما من أجنحة البعوضة، واشترطت أخرى عيني زوجها، قائلة "عشت في عائلة ثرية ومهري خمسة آلاف قطعة ذهبية، لكن بعد طلاق أختي وخشية تكرار الأمر معي، أضفنا مادة في عقد القران، مفادها أن يعطيني زوجي عينيه مع الذهب كمهر لي؛ وذلك لأكون مميزة عن الآخرين".

وعرفت عروس أخرى عن نفسها بأنها لاعبة كرة مضرب، ولكي تظهر أنها لا تهتم بالأمور المادية، طلبت من زوجها 1978 كرة تنس.

إيرانيات كثيرات طلبن مهورا غريبة أيضا؛ كاليد اليسرى للزوج، وألفي قطعة سكر نبات، ومئة ألف ليتر بنزين، و110 كيلوغرامات من زهر الياسمين، والسفر إلى 120 عاصمة حول العالم، والسفر ألف مرة مشيا إلى كربلاء، ومئة لوحة فنية، وخمسة آلاف قطعة من مرجان البحر.

مهور معنوية
في المقابل، انتشرت بعض المهور المعنوية وغير المادية، كحفظ القرآن والكتب الشعرية القيّمة، أو زراعة الأشجار وكفالة الأيتام.

وأثنى الخبير الاجتماعي في مكافحة الجرائم في المحكمة العليا بمحافظة ألبرز، الدكتور مهدي جوهري على هذه الأنواع من المهور.

وقال جوهري لوكالة أنباء "سلامت" الإيرانية إن تحديد غرس الأشجار كمهر للفتاة قانوني ويتم تسجيله ولا مانع من حدوثه، لأنه عمل معلوم يقوم به الزوج، شرط أن يتعهد بالقيام به.

يذكر أن عدد الرجال المسجونين في إيران بسبب عدم دفعهم مؤخر المهر، ارتفع إلى 4500 شخص، قبل شهرين تقريبا، حسب وكالة أنباء إيلنا الإيرانية.

ويعتقد كثيرون أن المهور الباهظة لا يمكن أن تكون ضمانا لحياة سعيدة أو ملاذا آمنا للمرأة يحميها من الطلاق، إذ إن معدلات الطلاق المرتفعة بين الأغنياء دليل دامغ على ذلك.

المصدر : الجزيرة