خلف أسوار الجامعة.. حب وزواج وشهادة

حرم جامعة القاهرة
الجامعة لم تعد مكانا للعلم فقط ولكن ربما هي مجال لاختيار زوج المستقبل (الجزيرة)

ياسمين خربطلي-القاهرة

على الرغم من تفوقها الدراسي المبشر بمستقبل لامع فإن والدة "نجيبة" الفتاة الحاصلة على المركز الأول في الثانوية العامة التي جسدتها الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز في فيلم "الثلاثة يشتغلونها"، نصحتها بأن تستغل فترة الجامعة في البحث عن "العريس المناسب"، واصطياده بالحيل الأنثوية المتعددة إذا لزم الأمر.

في مصر تحول البحث عن عريس من حلم إلى هاجس في ظل انتشار العنوسة وتأخر سن الزواج الذي رصدته الأرقام الرسمية في إحصائيات مرعبة تؤكد أن ما يزيد على ستة ملايين فتاة تجاوزن الـ35 دون زواج، وأصبحت كلمة "عانس" مصطلحا يرعب الأسر والفتيات على حد سواء.

فهل أصبحت الجامعة هي المكان الأمثل لاختيار شريك الحياة والإفلات من شبح العنوسة؟

تقول فرح أحمد طالبة في السنة الأولى بكلية التجارة جامعة القاهرة "لا أنكر أنني بالفعل منذ دخولي عالم الجامعة وموضوع الارتباط يشغل عقلي، لأنني أرى كثيرا من الفتيات حولي وصلن لسن الثلاثين ولم يتزوجن، لدرجة أنهن يلجأن للزواج التقليدي وهذا ما أرفضه بشدة".

وتضيف للجزيرة نت "ما دام هناك فرصة حاليا أن أختار شخصا بكامل إرادتي في حدود الأدب والعادات والتقاليد العربية فما المانع؟ لا أراه عيبا ولا حراما".

الأرقام الرسمية في مصر تؤكد أن ما يزيد على ستة ملايين فتاة تجاوزن الـ35 دون زواج، وأصبحت كلمة "عانس" مصطلحا يرعب الأسر والفتيات على حد سواء

مشاركة وبساطة
وتتفق معها في المقدمات ريتاج محمد الطالبة في السنة الأولى بكلية الآداب، قائلة "لا أنكر أن لي شقيقات حتى الآن لم يتزوجن رغم أنهن أكبر مني، وبدأ أبي وأمي يلجآن لعرضهن على المقربين وهذا ما أرفضه".

وتضيف "أرى أن الزواج أكبر من هذا، الزواج ليس فقط رجلا وامرأة للإنجاب بهدف استمرار الحياة، الزواج مشاركة، وعن نفسي أفضل أن يكون زوجي أو شريك حياتي صديقي وحبيبي وأخي وأبي وكاتم أسراري، وأعتقد أن من الصعب أن أجد هذه المواصفات في الزواج التقليدي".

أما مريم عبد الرحمن الطالبة الجامعية التي تكبرهما بثلاثة أعوام فتقول "لا أعترض أبدا على مقولة اصطياد عريس من الجامعة لأنه في الجامعة الجميع على طبيعته جدا دون تكلف".

وتتابع "كطلبة وزملاء نعرف كل صغيرة وكبيرة عن بعضنا البعض بكل وضوح، فزواج الجامعة هو الأفضل والأنجح".

لقب عانس
وتعلق أستاذة علم النفس الدكتورة شهيرة رؤوف "كل يوم تزداد بشكل كبير نسبة العنوسة في الوطن العربي لدرجة أن هناك فتيات تعدين سن الـ35 ولم يتزوجن حتى الآن، مما جعلهن يبحثن على أي طريق لإنقاذهن من لقب عانس".

وتضيف أن "البعض يلجأن للزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي توتير وفيسبوك، وهذا بحد ذاته يعتبر كارثة كبيرة وصلت لمجتمعنا لا بد من الحد منها".

لكنها لا تجد عيبا في حب الجامعة "بل أراه أصدق حب ومشاعر، ولكن بعض القصص لا تستمر بسبب مغالاة الأهالي في تكاليف الزواج، مما يجعل الشاب لا يستطيع تحمل تلك الطلبات وتنتهي بالانفصال".

المصدر : الجزيرة