راديو البنات.. حلم المرأة السودانية عبر الهاتف الجوال

راديو البنات- السودان- مديرة البرامج (الجزيرة)
صاحبة فكرة "راديو البنات" خالدة المنى التمست أزمة وعي لدى المرأة السودانية وشعرت بضرورة إنشاء إذاعة متخصصة (الجزيرة)

علوية مختار-الخرطوم

"راديو البنات" نافذة إعلامية رقمية، تعد الأولى من نوعها في السودان كإذاعة متخصصة تعنى بقضايا المرأة في الخرطوم، تطل عبر أثير الإنترنت بحزمة برامجية تطرح المسكوت عنه في المجتمع السوداني المحافظ بكل شفافية دونما قيود.

خرج عن النمط التقليدي إلى فضاءات مفتوحة مقارنة بالإذاعات المتخصصة في السودان (40 إذاعة) التي تبث على أثير (أف أم) ذي الحدود الجغرافية الضيقة والتي يصل في أقصاها 40 كيلومترا.

قبل نحو عام ونصف العام انطلق "راديو البنات" ليواكب الإعلام الجديد، ويختزل النص والصوت والصورة بوسيلة واحدة، ويتخذ من الجوال والإنترنت وسيلتين لإيجاد صوت خاص للمرأة السودانية وسط الزخم العنكبوتي، ليُعرف بهويتها للعالم، وتُعبر من خلاله عن ذاتها.

برامج "دسمة"
ويفرد الراديو مساحات واسعة لقضايا العنف ضد المرأة بالسودان، ويسلط الضوء على السودانيات بمناطق الحروب المختلفة هناك، فضلا عن المناطق المهمشة ذات الخدمات البسيطة.

وتتنوع البرامج بالإذاعة المستحدثة، وتبث بتقنيات عالية سبقت التكنولوجيا الموجودة بالسودان لتقدم مادة دسمة لجذب النساء عبر عنصر نسائي خالص، فنجد برنامجا بعنوان "سودانية" لتعريف العالم بالمرأة السودانية.  

ويعكس برنامج "الحدث" صورة سودانيات صنعن الحدث في المجتمع، كما أفردت مساحة لتفاعلات النساء بالدول المختلفة عبر نافذة "العالم بعيونهن".

البداية
وتقول صاحبة فكرة "راديو البنات" خالدة المنى للجزيرة نت إن الفكرة راودتها منذ عام 2014، وغزاها ظهور المجموعات بشكل قوي على موقعيْ التواصل الاجتماعي (فيسبوك وواتساب) إلى جانب التماسها لأزمة وعي لدى المرأة السودانية، وشعورها بضرورة إنشاء إذاعة متخصصة لها.

وأكدت المنى أن ارتفاع تكاليف إنشاء إذاعة عبر الأثير -والتي وصلت وقتها لنحو ملياري جنيه آخر ولادتها- لتحيا الفكرة من جديد عبر الإنترنت. وترى أن الراديو حقق نجاحا بإدراجه ضمن الموقع العالمي للإذاعات المختلفة "قاردن".

تحديات ماثلة
صعوبات كثيرة واجهت "راديو البنات" بمسيرته ولا تزال ماثلة، حددتها المنى، أولها غياب الجهات الداعمة للفكرة وميلها نحو الإعلام التقليدي، مع غياب الإعلانات رغم نجاح الإذاعة في استقطاب المستمعين داخليا وخارجيا.

‪المذيعة هبة جبريل: هناك محبطون لكن الأصوات الإيجابية كانت مرتفعة فللنساء أفكار وطموحات لا بد أن تبرز‬ المذيعة هبة جبريل: هناك محبطون لكن الأصوات الإيجابية كانت مرتفعة فللنساء أفكار وطموحات لا بد أن تبرز (الجزيرة)
‪المذيعة هبة جبريل: هناك محبطون لكن الأصوات الإيجابية كانت مرتفعة فللنساء أفكار وطموحات لا بد أن تبرز‬ المذيعة هبة جبريل: هناك محبطون لكن الأصوات الإيجابية كانت مرتفعة فللنساء أفكار وطموحات لا بد أن تبرز (الجزيرة)

وجدت فكرة الإذاعة المتخصصة ارتياحا في الشارع السوداني خاصة عند شريحة النساء، باعتبارها منفذا لحل مشكلاتهن، وطرح أفكارهن، وإبرازها بشكل أكثر شفافية دون حرج.

ولكنها في الوقت نفسه وجدت بعض الاستنكار ممن تساءلوا عن جدوى تخصيص إذاعة للنساء في وقت أصبحت فيه المرأة أكثر قوة عن ذي قبل، ونجحت في خلق مكانة لها بالمجتمع، وأن تزيل النظرة التقليدية باعتبارها تابعا للرجل، ولا مجال لخروجها من المنزل.

وتقول هبة جبريل مذيعة بالراديو "هناك محبطون عادة ما يوجهون لنا أسئلة، على شاكلة ماذا تريدون من فكرة الراديو؟ وأنتم في الأساس نساء ومكانكن الطبيعي المنزل".

 وتضيف "لكن الأصوات الإيجابية كانت مرتفعة" وترى أن للنساء أفكار وطموحات "لا بد أن تبرز".

المصدر : الجزيرة