عزام الأحمد يطرد من خيمة عزاء جرار

عزام الاحمد وعدنان الضميري
عدنان الضميري (يمين) وعزام الأحمد تعرضا لانتقادات علنية مفادها قيام السلطة بالتنسيق مع إسرائيل بشأن استشهاد جرار
يتداول رواد التواصل الاجتماعي تسجيلا مصورا لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد وهو يطرد من خيمة عزاء الشهيد أحمد جرار في العاصمة الأردنية عمان.

وأظهر الفيديو رجلا -قال ناشطون إنه من عائلة جرار- وهو يقاطع الأحمد أثناء إلقائه كلمة في خيمة العزاء، ويوجه له الاتهام بأنهم هم من سلموه (أي السلطة الفلسطينية) من خلال المشاركة في "جريمة اغتياله جراء تسليم معلومات قادت للوصول إليه".

وظهر في الفيديو عدد من الغاضبين وهم يطالبون الأحمد بمغادرة مكان العزاء تعبيرا عن رفضهم التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني، وتخلي حركة فتح عن الكفاح المسلح.

ووفقا للتسجيل، فقد دعا المحتجون الأحمد إلى عدم الحديث، لكنه أصر على إلقاء كلمته داخل العزاء، رغم تعالي الأصوات المقاطعة له بعبارة "انتوا سلمتوه.. انهي".

وفي السياق ذاته، انتشر تسجيل آخر عبر فيسبوك لمشادة كلامية بين طلبة جامعة النجاح الوطنية والناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء عدنان الضميري، وهم يتهمون السلطة بالتنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي.

وهو ما استفز اللواء وجعله يرفض بشدة الاتهام، وأكد أن التنسيق متوقف منذ أكثر من عامين، وأطلق تحديا للحضور إذا كان بإمكانهم أن يوفروا أي معلومة تفيد بأن السلطة قامت بذلك منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.

وانتشرت عقب مقتل جرار على مواقع التواصل تغريدات تفيد بأن الضميري قال ما معناه "قدمنا معلومات مهمة عن تواجد الشهيد أحمد نصر جرار بهدف اعتقاله وحمايته من القتل، ولكنه رفض تسليم نفسه للقوة وحاول إطلاق النار على الجنود، مما جعلهم يطلقون النار عليه ويقتلونه".

أسباب الاتهامات
واستشهد الفلسطيني أحمد نصر جرار في مواجهة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية اليامون بقضاء جنين بعد مطاردة استمرت نحو شهر، حيث تتهمه إسرائيل بقتل مستوطن في التاسع من الشهر الماضي قرب مدينة نابلس (شمالي الضفة الغربية).

ولقي الشهيد جرار مصرعه بعد عملية عسكرية واسعة حاصرت القوات الإسرائيلية خلالها قبل ثلاثة أيام مبنى بقرية اليامون بأعداد كبيرة. وحسب رواية جيش الاحتلال -الذي تقدم بقوات خاصة معززة بالمروحيات والكوماندوز- فإنه تمكن من قتل أحمد جرار بعد اشتباك معه في مبنى مهجور في القرية.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت خلال الأسابيع الماضية قرى عدة وشنت عمليات أكثر من مرة في يوم واحد بقرية برقين -مسقط رأس أحمد نصر جرار- واعتقلت أقارب له وشبانا آخرين على أمل الحصول على أي معلومة تؤدي إلى الوصول إليه، كما هدمت عددا من المنازل؛ أملا في الوصول لجرار، إلى أن تمكنت منه قبل أيام.

اتهامات صريحة
اتهمت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- السلطة الفلسطينية بتقديم معلومات لقوات الاحتلال الإسرائيلي للتعرف على منفذي عملية قتل حاخام إسرائيلي قرب نابلس (شمال الضفة الغربية).

وقالت كتائب القسام على موقعها الإلكتروني إن التعاون بدأ سريعا بين العدو والسلطة للتعرف على منفذي العملية، وأوضحت أن السلطة الفلسطينية قدمت ما وصفته "بطرف خيط" للاحتلال الإسرائيلي. ولفتت كتائب القسام إلى أن الشهيد أحمد نصر جرار تمكن من الإفلات عدة مرات رغم المتابعة الأمنية والمعلوماتية الحثيثة له.

وتبنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية مقتل حاخام إسرائيلي غرب نابلس قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، ونعت الشهيد أحمد جرار قائد الخلية التي نفذت العملية، بينما اعتبرت حماس أن استشهاد جرار نصر للإرادة والمقاومة الإسلامية.

ووصفت كتائب القسام ما أقدم عليه جرار بالملحمة التي تأبى الاستسلام أو الرضوخ لتهويد القدس أو فرض إرادة الاحتلال على الشعب الفلسطيني.

المصدر : الجزيرة