بين باسيل وبري.. ما الذي يجري في لبنان؟

وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل وهو يصف رئيس المجلس النيابي اللبناني بيه بري بالبلطجي
تتوالى تبعات التصريح الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي لوزير الخارجية اللبناني جبران باسيل وهو يصف رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالبلطجي.

فقد انتشر قبل يومين تسجيل مصور عبر العالم الافتراضي للوزير وهو يخاطب مجموعة من الناس منتقدا رئيس المجلس النيابي، ويعرض لهم بعض التجاوزات التي يمارسها على اللبنانيين، وفق ما ورد في التسجيل.

وهو ما أدى إلى انقسام المغردين اللبنانيين بين مؤيد للوزير في وصفه لبري، بالمشاركة عبر وسوم #بري_بلطجي_ونص، #بلطجيه_ونص، #جبران_باسيل_يمثلني، #بلطجيّة_حركة_البلطجيّة، وآخرين رافضين ومهاجمين لما أسموه تطاول الوزير على رئيس المجلس النيابي واستخدامه لغة خطابية وصفوها بغير المؤدبة والتصعيدية على وسم #البلطجي_جبران، #الشارع_عم_يغلي.

وعدد أنصار باسيل ما وصفوه بأنه أدلة على "بلطجية" رئيس مجلس النواب، وذلك من خلال ذكر مشاريع تهم الدولة ما زالت أسيرة المجلس النيابي منذ سنوات.

في حين استحضر ناشطون تسجيلات مصورة تشهد وفق قولهم على بلطجة أنصار بري، وذكروا قصصا من عمليات حرق واعتداءات على محطات تلفزيونية وأملاك عامة لكل من يعارضهم "بري أكبر بلطجي تحت قبة البرلمان، وكالعادة البلاطيج الصغار سوف يكسرون ويخربون بحجة أن ذلك اعتداء على محور المقاومة ويشعلوا الفتنة بالبلاد لمجرد انتقادهم".

وفي المقابل، شن الطرف الآخر هجوما على باسيل واعتبروه بأنه هو سيد البلطجة في لبنان، وعليه الاعتذار إلى بري، وعدم التصعيد بالتزامه لغة خطابية أكثر دبلوماسية وأدبا وفق وصفهم، ولم يخل الموضوع من بعض الشتائم والقدح والوعيد للوزير، بينما يرى فريق ثالث أن البلد يعيش تحت سلطة البلطجة من جميع الأطراف.

بداية الأزمة
وبدأت أجواء السياسة تتعكر في السر خلال الفترة الأخيرة على خلفية اتهام فريق رئيس الجمهورية ميشال عون سعي رئيس البرلمان اللبناني إلى تثبيت عرف بحجز وزارة المالية للطائفة الشيعية، وتوقيع الوزير على كل المراسيم. ويقول باسيل إن "الاتهام بالانقلاب على الدستور يوجه لهؤلاء الذين يريدون خلق أعراف جديدة واحتكار طائفة معينة لوزارة المالية".

وتعمقت المشكلة أكثر على خلفية عدة ملفات بحاجة لتشريع وما زالت عالقة، وسط تبادل اتهامات بخرق الدستور بين الفريقين، وفاقمها طلب عون إصدار مرسوم ترقيات لعدد من ضباط الجيش دون توقيع وزير المالية، وهو ما رفضه بري (زعيم حركة أمل) ووجد فيه خرقا للدستور. وما زال المرسوم عالقا ولم يُنشر بعد.

وجاء الخطاب المسرب لباسيل -وهو رئيس التيار الوطني الحر الذي أسسه عون- قبل يومين، وفجر الأجواء السياسية المشحونة أصلا، وأظهر الخلاف للعلن وأشرك بعض السياسيين والأحزاب السياسية فيه، فضلا عن تحرك الأنصار في الشارع اللبناني على منصات التواصل.

 

ردود على الأرض
وعلى الأرض، عبر مناصرو بري عن غضبهم بقطع عدد محدود من الطرقات في العاصمة بيروت بالإطارات المشتعلة، احتجاجا على ما ورد من توصيف لبري بتسجيل باسيل المسرب، الذي ألقاه في حضور شعبي من أنصاره في بلدة محمرش بالشمال اللبناني، وفق ما نقله مغردون.

ورد وزير المالية علي حسن خليل المعاون السياسي لبري عبر تويتر، فقال "إذا كان هناك من يسمع فليسمع أن صهره المفضل قليل الأدب ووضيع وكلامه ليس تسريباً بل هو خطاب الانحطاط ونعيق الطائفيين أقزام السياسة الذين يتصورون أنهم بالتطاول على القادة يحجزون موقعاً بينهم".

 

المصدر : الجزيرة