هل يحاصر الفسادُ من يحاربه بمصر؟

كومبو للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الجهاز المركزي للمحاسبات هشام جنينة
مغردون رأوا أن حديث جنينة الصريح عن حجم الفساد يثير "عش الدبابير" ضده بدعم من السلطة السياسية (رويترز)
أثار الحديث عن ملف الفساد الحكومي بمصر جدلا واسعا على مواقع التواصل عقب تصريحات رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات هشام جنينة عن معدلات مرتفعة من الفساد الحكومي مارستها أجهزة الدولة بلغت ستمئة مليار جنيه خلال عام واحد، مما فتح الباب على مصراعيه لانتقادات واسعة للنظام السياسي في مصر وتساؤلات عن حقيقة تلك الأرقام.

وبالرغم من أن مؤيدي النظام في مصر انطلقوا بالتشكيك في تقارير المركزي للمحاسبات وفي تصريحات رئيسه، فإن الرئيس المصري أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في التصريحات مكونة من شخصيات بارزة متهمة بالفساد أو قادمة من المؤسسات المتهمة من قبل التقرير بالفساد، مما جعل هذه الخطوة -وفق مغردين- مدخلا للتشكيك منذ البداية في تقرير أهم الأجهزة الحكومية المراقبة للفساد.

ومع تفاعل مواقع التواصل بشكل يومي مع تصريحات جنينة وتقرير الفساد وحجمه، إلا أن نتيجة التحقيق التي جاءت بها اللجنة الرسمية، والتي أكدت أن تصريحات جنينة غير دقيقة كانت العامل الأبرز في تحريك النقاش بشكل واسع على مواقع التواصل.



اتهام المركزي للمحاسبات بعدم الدقة واتهام جنينة بالأخونة والخيانة، كانت مقدمات للتقرير -في نظر مغردين- للتهيئة لإزاحة مرتقبة لجنينة من رئاسة المركزي للمحاسبات، فالحديث الصريح عن حجم الفساد وفق قولهم حرّك الذئاب وأزعج "عش الدبابير" الذي طالما نعم بالأمن والستر لفترات متعاقبة.

الحملات الإعلامية ضد هشام جنينة رصدها بوضوح المغردون على وسم "#ادعم_هشام_جنينه"، حيث رأوا العملية خطا ممنهجا ضد من اعتبروه "آخر الرجال المحترمين" في المنظومة البيروقراطية المصرية، والتي انهكها الفساد وفق تقرير المركزي للمحاسبات وتفتقد أي مستوى من مستويات المحاسبة والرقابة الحقيقية على مسار الأموال داخلها.

في السياق نفسه، سخر مغردون على الوسم من كون اللجنة المكلفة بالتحقيق في اتهامات المركزي للمحاسبات هي من طرف المتهمين بهذا الفساد، وعليه يتعجب المغردون من أن الطرف الذي يجب أن يكون محايدا في التحقيق في اتهامات جهة حكومية رقابية ضد أخرى تنفيذية كان يجب أن يكون محايدا وفق قولهم، مما يلقي بظلال من الشك حول موقف النظام السياسي ورئيسه من وجود جنينة في هذا المنصب.

تطور التفاعلات لم يقف عند هذا الحد، حيث رصد مغردون إعلان رجل المخابرات السابق سامح سيف اليزل ورئيس ائتلاف دعم مصر في البرلمان الجديد عن نيته التحقيق مع هشام جنينة في البرلمان، مما يؤكد -وفق مغردين- نية النظام تصفية جنينة سياسيا أو إلزامه جانب الصمت على ما يدور من فساد داخل أروقة الأجهزة الأمنية والسيادية.

مصطفي بكرى أعلن انه هيقود حمله داخل البرلمان لعزل هشام جنينه وتحويله للنائب العام لمحاسبته وعشان كدة #ادعم_هشام_جنينه

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي