استشهاد #هديل_الهشلمون يعيد فلسطين للواجهة

الفتاة الهشلمون تقف على الحاجز الإسرائيلي
الفتاة المنتقبة التي لم تتجاوز العشرين من العمر أحيت بمقتلها غضبا عربيا واسعا على مواقع التواصل (الجزيرة)

ما زالت فلسطين تؤكد دوما على مركزيتها في الوعي العربي بالرغم من انفجار الصراعات السياسية والمذهبية في الدول العربية المجاورة، وانشغال العرب في عدة حروب داخلية سيطرت على نقاشاتهم السياسية مما حدا بمحللين للحديث عن تراجع مركزية فلسطين أمام هذه الصراعات الجديدة.

لكن حادثة استشهاد الفتاة الفلسطينية هديل الهشلمون على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي عكست من جديد مركزية قضية فلسطين في النقاشات العربية، فـالفتاة المنتقبة والتي لم تتجاوز العشرين من العمر أحيت بمقتلها غضبا عربيا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص "تويتر" الذي امتلأ بتغريدات السخط والشجب لهذا الحادث.

فقد دشن المغردون وسمي "#هديل_الهشلمون" و"#هديل _الهشلمون_شهيدة_النقاب" للتعبير عن غضب واسع بحادثة القتل بدم بارد، وتجاوزت تغريدات العرب على كلا الوسمين ما مجموعه ١١٠ آلاف تغريدة ساخطة، ما بين نداءات لصحوة الضمير وشجب لمواقف القيادات العربية والإسلامية.

جلد الذات وتحميل المسؤولية للعرب وأفعالهم وانقساماتهم كان بارزا هذه المرة في النقاشات، فلم يعد الإسرائيليون وحدهم من يتم تحميلهم وزر الانتهاكات المتعلقة بالفلسطينيين والأقصى أيضا، بل أصبح الحديث مقرونا دوما بتحميل واقعنا الانقسامي والصراع الطائفي الشق الأكبر من المسؤولية.

وفي هذا السياق يؤكد الشيخ والداعية الكويتي نبيل العوضي على مسؤولية العرب أولا عن مثل هذا الانتهاك والقتل البارد، معتبرا أن هديل الهشلمون لم تُقتل بيد الاحتلال فقط، وإنما بيد التخاذل الإسلامي والعربي، حسب قوله.

ويؤكد على ذات المعنى المتحدث الرسمي باسم الهيئة الوطنية لكسر الحصار وإعادة الإعمار في غزة أدهم أبو سلمية حيث اعتبر أن "نقاب هديل الهشلمون سترها حتى الشهادة، بينما كشف ذات النقاب ستر أولئك الذين تآمروا مع هذا المحتل وأعانوه على قتل حرائر المسلمين" حسب تغريدة له.

سياق وعظي
وفي سياق آخر عكست تغريدات بعض الرموز الدينية والمشايخ على تويتر منحى آخر للتعليق على الحدث مبتعدين قليلا عن الأثر السياسي وسياقه ومتوجهين بخطابهم إلى الجانب الديني، فقد ركز كثير من الدعاة الإسلاميين في تويتر على مفهوم النقاب والحجاب.

وقد اعتبر بعض الشيوخ في تغريداتهم تمسك هديل بنقابها دلالة هامة حول فكرة التمسك بالثوابت، وقد بدا ذلك ظاهرا في استخدام وسم "#هديل_الهشلمون_شهيدة_النقاب"، وقد اعتبر الشيخ والداعية علي بادحدح أن الشهيدة هديل لم تعط الدنية في دينها برفضها الكشف عن وجهها، معتبرا إياها قد حفظت شرفها وكرامتها.

بينما انتشرت تغريدة للشيخ السعودي سعد التويم في تويتر وتم إعادة تغريدها أكثر من سبعمئة مرة، حاول فيها الشيخ مهاجمة الفتيات اللاتي يقاتلن لخلع الحجاب، حسب قوله. مشيرا إلى أن هديل قد قتلت وهي ترفض خلعه فيما يعد إشارة واضحة إلى الجدل السائد حول حرية المرأة وحجابها في دول خليجية.

وتوالت التغريدات على كلا الوسمين منهالة بالشجب والنكير على الاحتلال الإسرائيلي، ومتعاطفة مع هديل الهشلمون، ومتمنية الرحمة لها والغفران في هذه الأيام المباركة، وننقل لكم هنا جانبا من هذه التغريدات المتنوعة:

المصدر : الجزيرة