مغردون: قوات التأمين أكثر من عدد الناخبين

Women leave after casting their votes at a school used as a polling station in Alexandria, Egypt, October 18, 2015. Egypt's long-awaited parliamentary election got off to a slow start on Sunday, marking the final step in a process that was meant to restore democracy but which critics say has been undermined by state repression. REUTERS/Asmaa Waguih - RTS4XWP
النشطاء سخروا من كثافة الانتشار الأمني لقوات الجيش والشرطة لتأمين الانتخابات وقلة عدد الناخبين (رويترز)

أنس حسن

مع عزوف المصريين عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية تصدر وسم "#محدش_راح" موقع تويتر في مصر ودول عربية أخرى، حيث حقق الوسم الساخر مشاركات ضخمة تجاوزت ٥٠ ألف تغريدة جاء أغلبها لإبراز ما سماه المغردون فشل النظام السياسي في إقناع الشعب بالمشاركة.

وحرص المشاركون في الوسم على نشر صور توضح حجم الإقبال الضعيف على اللجان الانتخابية في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية في مناطق غرب الدلتا والوادي الجديد، وعكست الصور ما يراه مغردون عزوفا وعدم ثقة شعبية واسعة في النظام السياسي بمصر، معتبرين عدم المشاركة الشعبية تصويتا عكسيا ضد المنظومة السياسية.

اعتراف رسمي
لكن ما أشعل التعليقات والمشاركات على الوسم كان تصريحا رسميا صدر عن اللجنة العليا للانتخابات المصرية التي كشفت أن نسبة المشاركين لم تتجاوز ٢% حتى ساعات العصر، وهو ما اعتبره المغردون تأكيدا على صدمة الجهات الرسمية وناقوس خطر يدقه المنظمون لحث الإعلام على تشجيع الناس على المشاركة.

غير أن ما لم يكن متوقعا هو سخرية رئيس نادي القضاة في مصر المستشار فتحي عبد الله من ضعف الإقبال على الانتخابات، وذلك أثناء ظهوره على قناة الحياة المصرية مجيبا على استفسار بشأن الخروقات الانتخابية، حيث أجاب المستشار فتحي بأنه لا توجد خروقات ولا تعديات ولا "ناخبون".

التصريحات أشعلت مواقع التواصل مجددا وزادت من زخم وسم #محدش_راح حيث اكتسبت الحملة على تويتر بعدا رسميا عقب تصريحات المستشار ومن قبله اللجنة العليا للانتخابات، لكن هذه التصريحات أثارت بعض الشكوك لدى مغردين، حيث اعتبروا أن هذه الصراحة غير المعتادة من مسؤولي النظام تبعث الشك في موقف السلطة من وجود البرلمان وشرعيته.

قوات التأمين
وسخر الشباب المشاركون على وسم #محدش_راح من كثافة وجود قوات الأمن بعد أن أعلنت السلطات الرسمية عن اشتراك قوات الجيش والشرطة معا في تأمين الانتخابات، في مقابل قلة الوجود الشعبي بعبارات مثل "قوات التأمين أكثر من عدد الناخبين".

في حين أثار سخرية البعض الآخر استعانة بعض القنوات المصرية بصور قديمة لطوابير الناخبين في عام ٢٠١٢ حيث شهدت مصر أول انتخابات ديمقراطية في تاريخها بعد ثورة ٢٥ يناير/كانون الثاني 2015، حيث بثت إحدى القنوات صورا لناخبين يرتدون الزي الشتوي، وهو ما يتناقض مع موجة الحر التي تشهدها مصر الآن.

في حين تداول ناشطون فيديو قالوا إنه لشخصية عسكرية مصرية على إحدى المحطات التلفزيونية يهاجم فيها الشباب لعدم مشاركتهم، حيث اعتبر أن سلوك الشباب هو نكران جميل لولي الأمر الذي يحرص -بحسب قوله- على مرافقة الشباب له في كل جولاته، ومتهما إياهم بالنوم بالعطل والجلوس على المقاهي بلا فائدة.

ورد الشباب على هذه الاتهامات بتغريدات أوضحت يأسهم من اللعبة السياسية وشخوصها بشكل عام، وأرجعوا انعدام المشاركة الشبابية إلى سياسات القمع والاعتقال والقتل المتبعة من النظام تجاه أي فعل شبابي معارض أو حتى محايد، وطالب المغردون اللواء الذي يهاجم الشباب بالبحث عنهم في المعتقلات ودول المهجر والقبور، وفق ما أوردوه.

المغردون العرب كان لهم أيضا حضور واسع على وسم #محدش_راح، حيث احتلت نقاشات الانتخابات المصرية موقعا متقدما في تويتر بالسعودية والكويت وغيرها من دول الخليج. 



المصدر : الجزيرة