إصابة نيمار تنغص على البرازيليين فرحة التأهل

فرحة جماهير البرازيل خارج ملعب "كاستيلاو" في مدينة فورتاليزا
مظاهر الفرحة بالتأهل عمت في مدينة فورتاليزا (الجزيرة نت)

أحمد السباعي-فورتاليزا

 
كالصاعقة سقط على البرازيليين خبر غياب النجم البرازيلي نيمار عن كأس العالم بعد تعرضه لكسر في فقرات الظهر، ونغص عليهم فرحتهم بفوز منتخب بلادهم على كولومبيا والتأهل إلى نصف النهائي لمقابلة المنتخب الألماني.

وبعد انتهاء المباراة مباشرة، احتل خبر غياب نيمار شاشات التلفزة المحلية وبُث فيديو صوّره أحد مرافقي نجم فريق برشلونة الإسباني، لنقله من الملعب إلى المستشفى وتأكيد الطبيب المعالج للمنتخب البرازيلي "أن نيمار لن يكمل المشوار".

وأفردت إحدى المحطات تقريرا عن خشونة المنتخب الكولومبي، والألعاب الخطرة التي ارتكبها بحق لاعبي منتخب السامبا، مشيرا إلى أن لاعبي "الكونغ فو لا يضربون بهذه القوة".

ولم تشذ الصحافة المكتوبة عن "خبر الكارثة الوطنية" حيث تصدر عناوين الصفحات الأولى للصحف. ويرسم غياب نيمار وقائد الفريق تياغو سيلفا لنيله إنذارين، الشكوك حول فوز منتخب السامبا بالنجمة السادسة والكأس الذهبية على أرضه وبين جمهوره.

‪سكان المناطق الفقيرة قرب ملعب كاستيلاو زينوا شرف منازلهم بألوان العلم‬ (الجزيرة نت)
‪سكان المناطق الفقيرة قرب ملعب كاستيلاو زينوا شرف منازلهم بألوان العلم‬ (الجزيرة نت)

فرحة ناقصة
الخبر خيم على فرحة عشرات آلاف جماهير ملعب "بلاسيدو أديرالدو كاستيلاو" بمدينة فورتاليزا شمال شرق البرازيل، لكنه لم يمنعهم من الاحتفال والرقص في الشوارع على نغمات موسيقى السامبا المحببة إلى قلوبهم.

"الناس هنا فقراء، لكنهم يعشقون الكرة المستديرة إلى درجة الهوس، ولم يخرجوا للمطالبة بتحسين أوضاعهم إلا بعدما باتوا لا يجدون قوت يومهم، ورغم ذلك فرحتهم بالفوز والتأهل لا توصف" يعلق فرانكو (سائق تاكسي) على فرحة المناطق الفقيرة القريبة من الملعب.

وتابع أن المباراة كانت جميلة ومنتخب السيليساو سيطر على معظم فتراتها وأضاع العديد من الفرص، ولكن "إصابة نيمار هزت البرازيل التي لن تنام اليوم".

ويقع طريق الخروج من ملعب "كاستيلاو" بجانب المناطق التي يسكنها الفقراء ومعدومو الحال والتي تسمى "الفافيلا"، وهؤلاء كانوا أول من خرجوا للاحتفال، فرسموا علم بلادهم على حيطان منازلهم، وزينوا شرفاتها بالألون الأخضر والأصفر والأزرق، وشاركوا جماهير الملعب الرقص والاحتفال.

وخلال هذه الأجواء، يصرخ أحدهم "فرحة فوز منتخب بلادي أنستني أنني لم آكل منذ ثلاثة أيام، وطالما منتخبنا يربح سأرقص وأغني حتى الفجر".

مكاسب كولومبية
على الضفة المقابلة، لم يكن الكولومبيون في أسوأ أحوالهم رغم الخسارة، فهم يرون أن فريقهم بين أفضل ثماني منتخبات في العالم وهذا بحد ذاته إنجاز، فالمنتخب بلغ هذا الدور "دون نجمنا راداميل فالكاو الذي غاب عن المونديال بسبب الإصابة"، يؤكد فرناندو أحد مشجعي منتخب كولومبيا.

‪مشجع برازيلي خارج ملعب كاستيلاو‬ (الجزيرة نت)
‪مشجع برازيلي خارج ملعب كاستيلاو‬ (الجزيرة نت)

ويتدخل صديقه بابلو ليقول "ربحنا من مونديال البرازيل منتخبا شابا نافس كبار منتخبات العالم وتفوق عليهم، وأكبر مكسب كان لاعب نادي موناكو الفرنسي خميس رودريغز -هداف كأس العالم حتى الآن بستة أهداف- حيث تُذكرنا هذه التشكيلة بمنتخب النجم كارلوس فالديراما في تسعينيات القرن الماضي".

ولم يتابع المباراة فقط جماهير المنتخبين، فهناك عشاق كرة القدم الذين لا ينحازون إلى أي فريق، بل يبحثون عن اللعب الجميل. أحد هؤلاء الأميركي مايكل الذي تحدث عن مباراة نارية وندية بين الفريقين.

ورغم تقدم منتخب السيليساو بهدفين فإنه -حسب مايكل- بقي متخوفا من "طوفان كولومبي يغرق السفينة البرازيلية"، وعبّر عن غضبه من لاعب منتخب كولومبيا خوان كاميلو زوينغا الذي تسبب في غياب نيمار، وطالب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بتشديد العقوبات على اللاعبين الذين يتعمدون إيذاء مواهب كنيمار وميسي ويحرمون جمهور كرة القدم من متعة مشاهدتهم.

المصدر : الجزيرة