الجزائريون يحملون حاليلوزيتش مسؤولية الإخفاق
ياسين بودهان–الجزائر
فشل المنتخب الجزائري أمس في إسعاد جماهيره، إثر هزيمته في أول ظهور له في نهائيات كأس العالم المقامة حاليا بالبرازيل أمام المنتخب البلجيكي 1/2 بملعب "مينيرو" في مدينة بيلو آوريزونتي البرازيلية.
وبعدما تقدم رفقاء مجيد بوقرة في الدقيقة 23 بهدف من توقيع سفيان فيغولي، فشلوا في الحفاظ على تقدمهم، بعد تمكن المنتخب البلجيكي من تعديل النتيجة في الدقيقة 69 برأسية مروان فيلايني، وبعد عشر دقائق تمكن "الشياطين الحمر" من تسجيل هدف ثان كان بمثابة صدمة لعشاق وأنصار الخضر في الجزائر وفي العالم العربي.
ويعد هدف سفيان فيغولي أول هدف للجزائر خلال نهائيات كأس العالم منذ مونديال المكسيك سنة 1986، حيث كان آخر هدف من توقيع اللاعب جمال زيدان من كرة ثابتة في مواجهة الجزائر الأولى أمام أيرلندا الشمالية.
صدمة
وقبل المباراة شهدت مختلف شوارع العاصمة الجزائر مظاهر احتفالية، ورفع الرايات الجزائرية الشباب المتحمس في الأحياء الشعبية وداخل المقاهي والساحات العمومية، كما شهدت تجارة قمصان الفريق الجزائري رواجا كبيرا عبر مختلف المحلات التجارية.
في حين فضل بعض الشباب الاحتفال باكرا بين الشوطين بعد تقدم الخضر بهدف دون رد، لكن كل تلك المظاهر الاحتفالية غابت تماما بعد نهاية المقابلة، وكانت الهزيمة صدمة لأنصار المنتخب، رغم أن النتيجة كانت متوقعة لدى الكثير من المناصرين، لكن هدف الخضر أنعش الآمال بتحقيق فوز كان بالإمكان.
وحمل الشارع الرياضي الجزائري المدرب وحيد حاليلوزيتش مسؤولية الاخفاق، بسبب خياراته التكتيكية غير الموفقة"، وعدم نجاحه في تحضير اللاعبين نفسيا.
وقال رئيس وفاق سطيف سابقا، المدير العام لاتحاد بلعباس حاليا عبد الحكيم سرار للجزيرة نت إنه شاهد اليوم المنتخب الجزائري ضعيفا، وفريقا دخل بمركب نقص، وحسب سرار دخل لاعبو المنتخب الجزائري المباراة بعقلية استحالة الفوز على منافسهم.
وانتقد سرار الذي -كان لاعبا دوليا سابقا- بشدة طريقة اللعب الدفاعية التي اعتمد عليها حاليلوزيتش، مشيرا إلى أن الطريقة الدفاعية موجودة الآن في الكرة العالمية، لكنها تعتمد على الهجمات المرتدة، "غير أن الذي شاهدناه اليوم طريقة كلاسيكية، كنا نشاهدها في السبعينيات والثمانينيات حيث يكون الدفاع بعشرة لاعبين".
كما انتقد التغييرات التي أجراها حاليلوزيتش بإدخال سليماني وغيلاس، لأنها لم تقدم أي إضافة في تقديره عكس التغييرات التي أجراها المدرب البلجيكي مارك ويلموتس التي أثمرت هدفين.
ورغم أن النتيجة كانت متوقعة -يقول سرار- تحرر اللاعبون وربما تساعدهم للعودة إلى أجواء المنافسة، في المواجهات المقبلة أمام كوريا الجنوبية وروسيا.
لكن الخطأ الذي كان سببا في انهزام الخضر في تقديره كان في التغييرات التي أجراها المدرب حاليلوزيتش، فبينما أجرى المدرب البلجيكي تغيرين بإدخال مهاجم صريح ووسط ميدان هجومي، كان الأجدر بحاليلوزيتش أن يعزز وسط الميدان الدفاعي بتغيير سوداني، أو تغيير لاعب من وسط الميدان الدفاع "تايدر أو بن طالب" وإدخال مدحي لحسن، أو ياسين براهيمي من أجل الاستحواذ على الكرة, وهو ما يثبت أن المدرب البلجيكي قرأ المباراة أفضل من حاليلوزيتش.
ورغم انهزام الخضر اليوم يعتبر عماري أن مباراة اليوم كانت فيها جوانب إيجابية، فالمنتخب البلجيكي هو المنتخب الأوروبي الأول الذي تأهل لنهائيات كأس العالم الحالية، والمنتخب الجزائري كان فائزا حتى الدقيقة 70، كما أن الجزائر سجلت أول هدف لها منذ مونديال المكسيك 1986، وهو ما قد يحرر الجزائري لأداء أفضل في المقابلات المتبقية، خاصة أن روسيا وكوريا الجنوبية أقل قوة من بلجيكا.
لكن ذلك لن يتحقق دون مراجعة المدرب الجزائري لخياراته التكتيكية، خاصة تفعيل الدفاع ووسط الميدان الاسترجاعي، لبناء منظومة هجومية سريعة، وفق الإعلامي عماري.
في المقابل حمل الصحفي الرياضي عز الدين مخلوفي المدرب حاليلوزيتش مسؤولية الانهزام، "لأنه لعب بطريقة دفاعية بحتة".
وانتقد مخلوفي في حديثه للجزيرة نت التغييرات التي أجراها حاليلوزيتش كونها جاءت متأخرة وغير موفقة، وكان الأجدر حسب رأيه ألا يشرك رياض محرز ومهدي مصطفى، ويفسح المجال أمام ياسين براهيمي وعبد المومن جابو.