المونديال يريح الليبيين من هموم السياسة

زحمة كبيرة على وكالات بيع اجهزة التقاط الجزيرة الرياضية ( الجزيرة نت)
محلات بيع أجهزة الاستقبال الخاصة بـ بي إن سبورتس تشهد زحاما معتبرا (الجزيرة نت)

خالد المهير-طرابلس

يقف المهندس شعيب رمضان الورفلي ساعات في طابور طويل، وهو يتحدث عن شغفه بالمنتخب البرازيلي في سبيل الحصول على جهاز استقبال بي إن سبورتس.

وأكد الورفلي أثناء زيارة قامت بها الجزيرة نت لأحد مراكز بيع أجهزة الاستقبال في بنغازي أن أجواء مدينته اختلفت بالكامل مع انطلاق مباريات المونديال، حتى أنه لم يأبه لأصوات طائرات قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر التي كانت تحلق في سماء بنغازي يوم أمس.

المهندس الورفلي ليس وحده من أبعدته مباريات كأس العالم عن أخبار الاشتباكات والاغتيالات والأزمات السياسية التي تعصف بليبيا، فالصيدلي علي محمد الفرجاني لاحظ أيضا هدوء بنغازي منذ انطلاق المونديال.

أما المعلق الرياضي زين العابدين بركان الذي يقطن مدينة بنغازي فتحدث عن اختلاف كبير بين متابعة كأس العالم عام 2010 و2014.

الورفلي أكد أن أجواء بنغازي اختلفت مع انطلاق المونديال (الجزيرة نت)
الورفلي أكد أن أجواء بنغازي اختلفت مع انطلاق المونديال (الجزيرة نت)

وأوضح بركان -في حديث للجزيرة نت- أن الظروف الأمنية ألقت بظلالها على متابعة المباريات خاصة تلك التي تقام في ساعات متأخرة من الليل، وأشار إلى غياب الفرح والتلويح بأعلام منتخبات الأرجنتين والبرازيل وإيطاليا كما كان في دورة 2010.

وعزا ذلك إلى انتشار مظاهر السلاح بحيث بات عشاق كرة القدم يفضلون مشاهدة المباريات في بيوتهم بدلا من المقاهي والمنتديات، واعتبر أن المونديال هذا العام جاء في وقته المناسب "لأن الليبيين في أمس الحاجة إليه". وأشار إلى أن لغة الشارع تغيرت من السياسة إلى تكهنات المباريات، وأنه "لا صوت يعلو على صوت المونديال".

المونديال والمظاهرات
وفي العاصمة طرابلس، قال الصحفي عصام الزبير للجزيرة نت إن تأثيرات المونديال كانت واضحة وجلية على مظاهرات الجمعة الماضية التي لم تكن في مستوى المظاهرات السابقة في جمعة "لا للتمديد" وجمعة "الخلاص" لتزامنها مع مباراة المكسيك والكاميرون.

واستدل الزبير على شغف الشباب الليبي بكرة القدم حينما لم يأبه الشباب بهجوم كتائب الصواعق والقعقاع على المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في مايو/أيار الماضي، وخرجوا للاحتفال بفوز فريق ريال مدريد الإسباني بكأس أبطال أوروبا.

ويرى أن فعاليات المونديال مناسبة لـ"تنفيس" الليبيين عن همومهم السياسية والأمنية المتزايدة، واعتبر مشاهدة المباريات محاولة للهروب من السياسة.

حجم المظاهرات تراجع مع بداية المونديال وفق تقديرات البعض (الجزيرة-أرشيف)
حجم المظاهرات تراجع مع بداية المونديال وفق تقديرات البعض (الجزيرة-أرشيف)

حديث الزبير لا يتفق معه رئيس تحرير صحيفة أخبار طبرق عوض الشاعري الذي أكد أن اهتمام شباب مدينة طبرق بشرق البلاد بالمونديال لم يمنعهم من الخروج إلى ميدان الشهداء مساء الجمعة الماضية، وطلب عزل مفتي الديار الصادق الغرياني.

وتحدث الشاعري عن رواج في سوق الإلكترونات بشكل غير مسبوق في مدينته القريبة من الحدود المصرية، لكنه يرى أن أجواء الفرح وإطلاق أبواق السيارات والألعاب النارية عقب فوز البرازيل والأرجنتين -كما كان في الأعوام السابقة- اختفت من الشوارع.

وإن كان الاهتمام بالمونديال لا يختلف في مدينة سبها في الجنوب عن بقية المدن، فإن حميمية المشاهدة الجماعية في البيوت تميز سبها، وفق ما أكده الصحفي رمضان كرنفودا للجزيرة نت الذي أكد تلاشي ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية مع بداية المونديال.

ويؤيد تعليق كرنفودا رفيقه إبراهيم الهادي (موظف حكومي) الذي يقول ساخرا إن لحظة المباريات تفسح المجال لسرقة السيارات المزدحمة بكثرة أمام بيوت أهالي سبها.

المصدر : الجزيرة