رياضيون عراقيون يترشحون للانتخابات النيابية

دعايات انتخابية للرياضيين
جانب من الدعايات الانتخابية بالعراق (الجزيرة نت)
علاء يوسف-بغداد
وكأن واقع الرياضة العراقية المتدهور كان حافزا لترشيح عدد من الرياضيين أنفسهم للسباق الانتخابي في البرلمان المقبل، والهدف هو إنقاذ الرياضة وتحقيق طموح الشباب الذي أصبح وسيلة سهلة للجماعات المسلحة في استقطابها بسبب انتشار البطالة داخل المجتمع.

وضمت قائمة المترشحين عدة أسماء رياضية، لعل أشهرها نجم كرة القدم الدولي السابق أحمد راضي مرشح ائتلاف متحدون للإصلاح عن العاصمة بغداد، الذي قال للجزيرة نت إن ترشحه يأتي وفق إستراتيجية لتطوير الرياضة العراقية التي تدهورت في السنوات السابقة من خلال تخصيص ميزانيات مالية لبناء بنى تحتية ومنشآت رياضية فضلا عن الاهتمام بجميع الاتحادات الرياضية.

وأضاف راضي أن العديد من الأنشطة الرياضية توقفت بسبب غياب الدعم المالي، مما انعكس سلبا على الرياضة العراقية، "ونسعى من خلال برنامجنا الانتخابي لإدخال الاستثمار في جميع مؤسسات الرياضة من أجل أن تعتمد على نفسها من خلال النقل التلفزيوني والحضور الجماهيري".

 
وأشار إلى أن الرياضة تعتمد على العنصر المادي بشكل أساسي، وبالتالي فإن توفيره وفق إستراتيجية واضحة من شأنه أن يساعد في تنفيذ خطط لتطوير الرياضة العراقية.
 
وأوضح راضي أن هدفه يكمن في إبعاد الشباب عن أخطار الصراع الذي يشهده العراق منذ سنوات من خلال صناعة جيل جديد مثقف قادر على قيادة المجتمع مما يعطي الأمل والدافع لبناء البلد، مشيرا من جهة أخرى إلى أنه اختار رقمه الانتخابي 8 مشابها للرقم الذي حمله في الملاعب بهدف توصيل رسالة تربط بين الماضي والحاضر.
 

جانب آخر من الدعايات الانتخابية (الجزيرة)
جانب آخر من الدعايات الانتخابية (الجزيرة)

تطوير الرياضة
من جانبه، قال اللاعب الدولي السابق رياض عبد العباس، وهو مرشح ائتلاف المواطن، إنه ترشح على أمل المساهمة في تطوير الرياضة وإنقاذ الشباب من واقعه الحالي على طريق بناء عراق جديد يعتمد على الكفاءة في كل المجالات.

 
وأضاف رياض للجزيرة نت أنه يطالب بإبعاد وزارة الشباب والرياضة عن المحاصصة السياسية التي دخلت للبلد بعد العام 2003 من خلال تعيين وزير ووكلاء مختصين بالرياضة وهموم الشباب بعيدين عن السياسة، مبينا أن الشباب العراقي يشعر بالغياب وعدم وجود أمل له في الحياة بسبب زيادة نسبة البطالة في المجتمع، ولذلك بدأ البعض في الاتجاه نحو التخريب.
 
ويؤكد رياض أن تركيزه ينصب على الشريحة المهمة والحية في المجتمع وهي الشباب من خلال الاهتمام بها بعد أن عجز السياسيون عن ذلك، على حد قوله، مبينا أن الرياضة العراقية تعاني من تقاطعات كبيرة وتخلف إداري رغم وجود خامات جاهزة، إلا أن هذه التقاطعات أثرت عليها سلبيا.

ويعتبر الصحفي الرياضي يوسف فعل أن ترشح الرياضيين للانتخابات النيابية محاولة تطلق في اتجاهات مختلفة ضمن رغبات جامحة للرياضيين الذين يشعرون أنهم أمام مسؤولية لإيصال أصوات الشباب وحقوق الرياضيين إلى أصحاب القرار للحصول على متطلباتهم المشروعة رغم صعوبة المهمة.

يوسف فعل (الجزيرة)
يوسف فعل (الجزيرة)

فرصة مثالية
وأضاف في تصريح للجزيرة نت أن هذه فرصة مثالية من الكتلة البرلمانية لاستثمار نجوم الرياضة لصالحهم لتسليط الأضواء عليهم في وسائل الإعلام، مما يحقق الانتشار المجاني وسط فوضى القوائم الانتخابية، وفي الضفة الأخرى تعد محاولة للرياضيين لتحريك الماء الراكد في لجنة الشباب والرياضة البرلمانية التي لم تلب طموحات الرياضيين.

وأشار إلى أن الأداء في لجنة الشباب والرياضة في الدورات البرلمانية السابقة كان ضعيفا حسب تقديره، مما ولد الإحباط والشعور بالعجز من فرض الرياضيين أصواتهم على السياسيين لأنهم تخلوا من روحهم الرياضية أمام الانتماءات الحزبية والقومية والمذهبية.

لكن فعل لفت في الوقت نفسه إلى أن ظفر الرياضيين بمقاعد البرلمان مهمة عسيرة وصعبة المنال وتحتاج إلى مجهودات سخية وعمل مضن وحركة دؤوب وتقديم إستراتيجية واضحة لتطوير الرياضة بعيدا عن الاعتماد على برامج القائمة الانتخابية.

المصدر : الجزيرة