انتقادات بالسودان بعد الهزائم الكروية

من مباراة الهلال والشف الجزائري ويظهر فيها لاعب الهلال المحترف إدوارد سادومبا
undefined

عماد عبد الهادي-الخرطوم

واجهت كرة القدم السودانية عاصفة من الانتقادات بعد خروج عملاقيها المريخ والهلال من مسابقة دوري أبطال أفريقيا، وخروج فريق الأمل عطبرة من كأس الاتحاد الأفريقي، واعتبر كثيرون أن ما حدث تقصير غير مبرر.

في مقابل ذلك وجد فريق أهلي شندي الصاعد للدرجة الممتازة حديثا والذي أحدث مفاجأة بصعوده إلى دور الـ16 في كأس الاتحاد الأفريقي لأول مرة في تاريخه إشادة بإقصائه سيمبا بطل تنزانيا رغم خسارته في جولة الذهاب بأرض الأخير بثلاثة أهداف دون رد.

وبدا أن قمة الكرة السودانية ممثلة في فريقي المريخ والهلال لم تستفيد من مشاركاتهما المتكررة في ذات البطولة ولا من عدد المحترفين بصفوفهما والدعم الجماهيري أو رأس المال الخاص الذي يغدق عليهما.

ويضم كل من المريخ والهلال محترفين أفارقة في صفوفه دون إحداث أي أثر إيجابي على مشاركاتهما الخارجية رغم ما يحصلون عليه من أموال طائلة ظلت مسار نقد لإدارات الفريقين معا.

خروج العملاقين
فقد خرج المريخ من بطولة الأندية الأفريقية في دور الـ16 على يد فريق مازمبي الكنغولي بالخسارة في لوممباشي بهدفين دون مقابل والتعادل في أم درمان بهدف لكليهما.

المريخ ودع أبطال أفريقيا بعد خسارته أمام مازمبي الكنغولي (الجزيرة نت)
المريخ ودع أبطال أفريقيا بعد خسارته أمام مازمبي الكنغولي (الجزيرة نت)

وخرج الهلال من المنافسة ذاتها في الدور ذاته على يد الشلف الجزائري بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما في أم درمان والجزائر قبل أن تقسو عليه ضربات الترجيح التي فاز بها فريق الجزائر.

وعلى أثر الخروج المتكرر طالب مدربون وخبراء في كرة القدم ولاعبون سابقون بإعادة النظر في منهج إدارة كرة القدم السودانية وفي اختيار المحترفين والمدربين.

واستبعدوا قدرة الأندية السودانية على تحقيق أي نتائج إيجابية في ظل عدم اهتمام الدولة بالرياضة وتطويرها وعدم وجود بنيات تحتية تساعد في إيجاد مواهب حقيقية للاعتماد عليها.

فقد قال المدرب محسن سيد إن نتائج الفرق السودانية "كانت متوقعة بالنسبة لدينا كمدربين"، مشيرا إلى أنها نتائج مقبولة وإن لم تكن مرضية".

واتهم في حديثه للجزيرة نت الإعلام الرياضي السوداني بلعب "دور سالب وضع الفرق تحت ضغط نفسي لا يتحمله اللاعب السوداني".

ودعا القائمين على كرة القدم السودانية إلى العودة للخبرة الوطنية أو الاستعانة بمدربين أجانب أكفاء ذوي سمعة وتجربة وبطولات.

محدودية الأداء
أما المدرب محمد الطيب فأشار إلى محدودية قدرات اللاعبين الأجانب والوطنيين وأن "نتائج دور الإياب كانت تعبر عن ذلك"، معددا نقاط مختلفة لضعف الكرة السودانية.

وطالب في تعليق للجزيرة نت بإعادة صياغة نموذجية بحيث تكون 70% للقوة المهارية و30% للقوة البدنية"، داعيا إلى عقد ورشة لمناقشة أوضاع الكرة السودانية والاستعانة بخبراء أجانب لتقديم أفكار جديدة تغير مسارها.

‪محمد الطيب طالب بإعادة صياغة نموذجية لإعادة مجد الكرة السودانية‬ (الجزيرة نت)
‪محمد الطيب طالب بإعادة صياغة نموذجية لإعادة مجد الكرة السودانية‬ (الجزيرة نت)

ومن جهته أكد المحلل الرياضي بابكر مختار عدم مقومات الذهاب بعيدا في البطولات الأفريقية "لأننا نفتقد للرؤية في التسجيل وبناء الفرق وتدعيم الصفوف واختيار الأجهزة الفنية".

واعتبر أن الرغبة في البطولات لا تكفي لتحقيقها "ويجب التعامل مع البطولات وفق معطيات وأدوات تسجيل اللاعبين وفق رؤى متكاملة لكل خطوط الفرق".

وقال للجزيرة نت إن كرة القدم السودانية تفتقد تماما للمدارس السنية التي ترفد الفرق بالعنصر المكتمل، مشيرا إلى ظهور ضعف الكرة السودانية كلما تقدمت في البطولات القارية.

وأكد وجود تخبط إداري وصراعات تؤثر نفسيا على تماسك الفرق "وظهر هذا جليا في الميدان"، متوقعا خروج الكرة السودانية "حتى من الكونفدرالية خاصة إذا واجهنا فرقا من شمالها أو غربها".

وانتقد مختار ضعف المحترفين الأجانب "غير المؤهلين لتمثيل الأندية السودانية رغم ما يحصلون عليه من أموال كثيرة بالعملات الصعبة ".

المصدر : الجزيرة