بدون ذكر الأسعار ولا مواعيد التسليم.. ماسك يقدم شاحنته نصف المقطورة الكهربائية لـ"بيبسيكو"

خبراء الصناعة يتساءلون عما إذا كانت الشاحنات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات يمكنها أن تتحمل قوة سحب الأحمال الثقيلة لمئات الأميال (رويترز)

سلّم إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" (Tesla) أول طراز من الشاحنات نصف المقطورة الكهربائية أمس الخميس إلى شركة "بيبسيكو" (PepsiCo)، من دون تقديم معلومات حول أسعار الشاحنة أو خطط الإنتاج أو مقدار الشحنات التي يمكن أن تنقلها، وفق تقرير لوكالة "رويترز" (Reuters).

وقال ماسك، الذي ظهر على خشبة المسرح في حدث أقيم بمصنع "تسلا" في نيفادا، إن الشاحنة نصف المقطورة طويلة المدى التي تعمل بالبطارية ستقلل من انبعاثات الطريق السريع، وتتفوق على نماذج الديزل الحالية فيما يتعلق بالطاقة والسلامة، كما ستتفوق على تقنية الشحن السريع التي ستستخدمها تسلا في إنتاجها القادم لـ"بيك آب سايبرترك".

وأضاف ماسك "إذا كنت سائق شاحنة وتريد أفضل مركبة على الطريق، فهذه هي"، مشيرا إلى أنه قد مرت 5 سنوات منذ أن أعلنت تسلا أنها تطور الشاحنة الكهربائية بالكامل.

ومع ذلك، لا يزال خبراء الصناعة متشككين في أن الشاحنات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات يمكن أن تتحمل قوة سحب الأحمال الثقيلة لمئات الأميال.

وفي أول كشف لتسلا منذ تولي ماسك مسؤولية "تويتر" (Twitter) -وهو الاستحواذ الذي يخشى بعض المستثمرين أنه أصبح مصدر إلهاء لماسك عن المشاريع الأخرى- لم تعلن الشركة عن أسعار الشاحنة نصف المقطورة، ولم تقدم تفاصيل عن الأنواع المختلفة من الشاحنة التي أعلنت عنها في البداية، كما لم تقدم توقعاتها بمواعيد التسليم إلى بيبسيكو أو عملاء آخرين.

وقالت شركة تسلا في عام 2017، إن النسخة ذات المدى 482 كيلومترا في الشحنة الواحدة ستكلف 150 ألف دولار، والنسخة 800 كيلومتر في الشحنة ستكلف 180 ألف دولار، لكن أسعار سيارات تسلا الكهربائية للركاب زادت بشكل حاد منذ ذلك الحين ولم تعلن لحد الآن الشركة عن سعر جديد لطراز الشاحنات.

وقال روبن دينهولم، رئيس مجلس إدارة تسلا مؤخرا إن صانع السيارات قد ينتج 100 شاحنة هذا العام. وقال ماسك إن شركة تسلا تهدف إلى إنتاج 50 ألف شاحنة في عام 2024.

وكانت شركة بيبسيكو -التي أكملت أول عملية شحن لها بشاحنة تسلا الجديدة لتقديم وجبات خفيفة لأولئك الذين يحضرون حدث إطلاق الشاحنة- قد طلبت 100 شاحنة في عام 2017.

وكانت شركة "يو إس بي" (UPS) و"وال مارت" (Walmart) من بين الشركات الأخرى التي حجزت الشاحنة الجديدة.

وقال ماسك إن الشاحنة نصف المقطورة كانت تجري تجارب بين مصنع تسلا في نيفادا ومصنعها الآخر في كاليفورنيا. وقالت تسلا إنها أكملت مسيرة 800 كيلومتر بشحنة واحدة، حيث بلغ وزن الشاحنة نصف المقطورة مع البضائع 81 ألف رطل (40.5 طنا) إجمالا.

ولم تكشف تسلا عن وزن الشاحنة الجديدة، في حين تحدث ماسك في الماضي عن احتمالية وجود شاحنات ذاتية القيادة بالكامل.

ولم تقدم تسلا تفاصيل حول كيفية عمل أنظمة مساعدة السائق في الشاحنة نصف المقطورة التي تم الكشف عنها أمس الخميس أو الإصدارات المستقبلية.

وانتهى العرض التقديمي للشاحنة الجديدة بدون أن يأخذ ماسك أسئلة، كما يفعل غالبا في عروض تسلا.

العرض التقديمي للشاحنة الجديدة انتهى بدون أن يأخذ ماسك أسئلة، كما يفعل غالبا في عروض تسلا (رويترز)

وقال أوليفر ديكسون، كبير المحللين في شركة "غايدهاوس" (Guidehouse) الاستشارية "العرض ليس مثيرا للإعجاب، نقل شحنة من الرقائق الخفيفة الوزن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون دليلا قاطعا على مفهوم قوة الشاحنة".

وحددت تسلا في البداية هدفها بإطلاق الشاحنة نصف المقطورة في عام 2019، بعد أن تم الكشف عنها لأول مرة في عام 2017. لكن في السنوات التي تلت ذلك الكشف، سبق المنافسون تسلا في بيع شاحنات تعمل بالبطاريات الخاصة بهم.

وتعد "فولفو" (Volvo) و"نيكولا" (Nikola) و"رينو" (Renault) من بين منافسي تسلا في تطوير بدائل لشاحنات محركات الديزل.

فيل لكنه مثل الفهد

قال ماسك إن شاحنة تسلا نصف المقطورة قادرة على الشحن بسرعة 1 ميغاوات ولديها تقنية التبريد السائل في بطارية الشحن مع إصدار محدث من محرك تسلا "سوبرتشارجر" الذي سيتم توفيره لشاحنة سايبرترك، ومن المقرر أن تدخل حيز الإنتاج في عام 2023.

وقالت تسلا إن الشاحنات من فئة نصف المقطورة تمثل 1% فقط من مبيعات السيارات الأميركية، لكن تمثل 20% من إجمالي انبعاثات السيارات.

وقال ماسك إن الشاحنة نصف المقطورة تستخدم 3 محركات كهربائية تم تطويرها لنسخة تسلا من طراز "إس" (S)، وأحد هذه المحركات يعمل بسرعة فائقة على الطريق، أما الاثنان الآخران فهما احتياطيان عندما تحتاج الشاحنة إلى تسارع أكبر، وهي ميزة تجعل الشاحنة أكثر كفاءة في استخدام الطاقة.

وقال ماسك "هذا الشيء لديه قوة جنونية بالنسبة لشاحنة تعمل بالديزل". وأضاف "إنها مثل فيل يتحرك مثل الفهد".

ومن بين العوامل التي استشهد بها المستثمرون لعدم حماستهم للشاحنة الجديدة؛ بيع ماسك لأسهم تسلا لتمويل استحواذه على تويتر، علاوة على إشارات الاقتصاد العالمي المتباطئ الذي بدأ يتسبب في خفض الطلب على سيارات تسلا ذات الأسعار العالية.

المصدر : رويترز