كازاخستان تضرب البتكوين.. غلق الإنترنت يقضى على آمال أصحاب المناجم

كازاخستان خلف الولايات المتحدة مباشرة من حيث حصتها في سوق تعدين البتكوين العالمي (مواقع التواصل)

تعد كازاخستان موطنا لمناجم الفحم التي توفر إمدادًا رخيصًا وفيرًا من الطاقة الكهربائية، وهذا حافز رئيسي لوجود مناجم التعدين التي تتنافس على الطاقة، حيث إنها التكلفة المتغيرة الوحيدة لأعمالهم.

ومع دخول دولة كازاخستان في آسيا الوسطى في حالة من الفوضى هذا الأسبوع، تسبب إغلاق الإنترنت في ثاني أكبر مركز لتعدين البتكوين في العالم، في ضربة أخرى لأصحاب "المناجم" الذين يبحثون عن موطن مستقر للطاقة الكهربائية.

وانخفضت عملة البتكوين إلى ما دون 43 ألف دولار لأول مرة منذ سبتمبر/أيلول في تداول يوم الخميس.

وقامت الصين -منذ أقل من عام- بإبعاد جميع عمال مناجم العملات المشفرة الذين لجأ الكثير منهم إلى كازاخستان المجاورة.

ولكن بعد أشهر من إنشاء هؤلاء المهاجرين مناجم للعملات المشفرة في كازاخستان، تحوّلت الاحتجاجات على ارتفاع أسعار الوقود إلى أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ عقود، تاركة عمال مناجم العملات المشفرة عالقين في المنتصف.

وبعد إقالة حكومته وطلب مساعدة المظليين الروس لاحتواء المظاهرات، أمر الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف مزود الاتصالات في البلاد بإغلاق خدمة الإنترنت.

أدى هذا الإغلاق إلى توقف ما يقدر بنحو 15% من مناجم البتكوين في العالم، وفقا لما قاله كيفن زانج من شركة العملات الرقمية "فوندري" (Foundry) التي ساعدت في جلب أكثر من 400 مليون دولار من معدات التعدين إلى أميركا الشمالية.

وكتبت نت بلوكس – وهي منظمة غير حكومية تعمل على مراقبة أمن الشبكات وحرية الانترنت في مختلفِ دول العالم- في تغريدة أمس الجمعة "الآن في كازاخستان تم إغلاق الإنترنت لنحو 36 ساعة، مما يعرّض السلامة العامة للخطر ويترك الأصدقاء والعائلة معزولين".

هذه الأحداث توضح حقيقتين مهمتين حول صناعة تعدين البتكوين: أولا، تتميز شبكة البتكوين بالمرونة لدرجة أنها تحافظ على إيقاعها، حتى عندما يتم قطع اتصال جزء كبير من المعدنين بشكل غير متوقع.

وثانيا، قد تشهد الولايات المتحدة قريبًا تدفقًا جديدًا لمعدّني العملات المشفرة الذين يتطلعون إلى تجنب الاضطرابات المستقبلية.

السؤال الآن هو عما إذا كانت الولايات المتحدة -التي أطاحت بالصين كأكبر مركز لتعدين البتكوين على كوكب الأرض عام 2021- لديها مجال لاستيعاب المزيد من "عمال المناجم".

تعدين البتكوين في كازاخستان

عندما طردت بكين جميع "عمال مناجم البتكوين" في مايو/أيار 2021، بدت كازاخستان كأنها وجهة منطقية، فهي قريبة من الصين، وتعد أيضًا منتجًا رئيسيًا للطاقة.

التعدين هو عملية حوسبة كثيفة الاستخدام للطاقة، لإنشاء عملات معدنية جديدة والاحتفاظ بسجل لجميع المعاملات.

وتعد كازاخستان موطنًا لمناجم الفحم التي توفر إمدادًا رخيصًا ووفيرًا من الطاقة، وهو حافز رئيسي لعمال المناجم، بالإضافة إلى أن الحكومة الكازاخية لديها موقف أكثر تساهلاً بشأن البناء، وهو أمر جيد لعمال المناجم الذين يحتاجون إلى بناء منشآت مادية في فترة زمنية قصيرة.

وتأتي كازاخستان خلف الولايات المتحدة مباشرة من حيث حصتها في سوق تعدين البتكوين العالمي، مع 18.1% من جميع عمليات التعدين المشفرة، وفقا لمركز كامبريدج للتمويل البديل (Cambridge Centre for Alternative Finance).

لكن الحكومة لم تكن مبتهجة تماما بصناعة تعدين العملات المشفرة المزدهرة، فقد وضع المشرّعون الكازاخيون لأشهر قواعد جديدة لمحاولة تثبيط عمليات التعدين، بما في ذلك قانون يفرض ضرائب إضافية على أصحاب مناجم العملات المشفرة بدءا من عام 2022.

ويتوقع الخبراء أن هذه الخطوة ستغير بشكل كبير حوافز الذين يتطلعون إلى استثمار رؤوس الأموال داخل كازاخستان.

المصدر : مواقع إلكترونية