"ذره بين".. إيران تطلق تاسع محرك بحث وطني

محرك البحث الإيراني يوفر خدمة الاستماع للموسيقى والكتب الصوتية ومنصات البودكاست وغيرها دون الحاجة إلى تنزيل هذه الملفات (مواقع التواصل)

طهران- أعلن وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الإيراني عيسى زارع بور تدشين تاسع محرك بحث يحمل اسم "ذره بين" (المجهر) ومتاح باللغة الفارسية، مؤكدا أن هذا الإنجاز الوطني تحقق بجهود إيرانية وبدعم من شركة الاتصالات الوطنية "همراه أول".

وأضاف الوزير الإيراني -في منشور علی إنستغرام- أن محرك البحث الجديد يتمتع بمزايا تفوق ما تقدمه محركات البحث العالمية؛ إذ يسهل وصول المستخدمين إلى باقة متنوعة من المحتوى التعليمي والمرئي والمسموع، فضلا عن تصفح مواقع التواصل الاجتماعي.

ويوفر محرك البحث الإيراني خدمة الاستماع للموسيقى والكتب الصوتية ومنصات البودكاست وغيرها، من دون الحاجة إلى تنزيل هذه الملفات، وفق زارع بور، الذي أوضح أن محرك بحث "ذره بين" يتميز عن غيره بقدرته على التصفح الذكي والبحث السريع في الشبكة العنكبوتية، وربْط المستخدم بالمتاجر وأسواق العقارات والسيارات والذهب.

زارع بور الصحافة الإيرانية)
زارع بور وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الإيراني أعلن تدشين محرك بحث "ذره بين" الإيراني (الصحافة الإيرانية)

توطين التقنية

وحثت وزارة الاتصالات الإيرانية مواطنيها على استخدام محرك بحث "ذره بين"، ووعدت بأن تكون تكلفة باقات الإنترنت المستهلكة عبر التصفح بهذا المحرك مجانية أو نصف أسعار مثيلاتها.

وتكمن أهمية مثل هذه المشاريع في"توطين التقنية العالمية"، وفق الباحث الإيراني في الشؤون التقنية بوريا آستركي، الذي أكد أنه رغم تواضع المشاريع الإيرانية في مجال تقنية المعلومات، لا سيما مجال محركات البحث الوطنية على المدى القصير، فإنها تبشر بخير على المدى البعيد.

وأوضح في حديث للجزيرة نت أن بلاده تسعى من أجل تحقيق الاستقلال على شتى الصعد، حرصا منها على سد الطريق أمام المتربصين بها، وخشيتها من الغزو الثقافي وتسرب معلومات مستخدميها إلى بعض الأطراف الخارجية التي تعدهم من الأعداء.

محرك بحث "ذره بين"(بمعنة المجهر) هو محرك بحث فارسي خاص للمستخدمين الايرانيين
"ذره بين" محرك بحث فارسي خاص للمستخدمين الإيرانيين (مواقع التواصل)

العقوبات الغربية

وأشار آستركي إلى أن بعض محركات البحث العالمية مثل غوغل حرمت الإيرانيين من الاستفادة من بعض خدماتها، تماشيا مع العقوبات الغربية، مستبعدا أن تصل العقوبات إلى حظر خدمة البحث على الإيرانيين عبر محركات البحث العالمية، مستدركا أن الواجب الوطني يتطلب من الحكومة الإيرانية العمل على إطلاق محركات بحث تكون جاهزة عند حدوث أي طارئ، بما فيه إغلاق بعض محركات البحث العالمية أو قطع الإنترنت عن طهران.

إقبال متواضع

ووصف آستركي إقبال الإيرانيين على محركات البحث الوطنية بالمتواضع مقارنة مع محركات البحث العاليمة، مثل غوغل.

ويعد محرك بحث "ذره بين" التاسع من نوعه؛ إذ سبق أن دشنت إيران 8 محركات بحث في العقدين الماضيين، إلا أنها لم تحقق نجاحا كبيرا رغم أن بعضها تمكن من لفت انتباه المستخدمين الإيرانيين فترات قصيرة.

ورغم الإقبال المتواضع للإيرانيين على محركات البحث الوطنية -مثل: بارسيك، وكردو، وبارسي جو، وسلام، وجس جو، وترب- فإن بعضها -لا سيما محرك بحث يوز- فشلت تماما ولم يعد لها أي وجود.

وأوردت وكالة أنباء "خبر آنلاين" تقريرا كشفت فيه عن أن ميزانية مشروع محرك بحث "يوز" تجاوزت 70 مليار ريال إيراني (يعادل أكثر من 300 ألف دولار أميركي) وأعلن إفلاسه بعد 6 أعوام من انطلاقه.

ويرى مراقبون إيرانيون أن هناك فارقا شاسعا بين محركات البحث الوطنية ونظيراتها العالمية، إلا أنه لا يمكن غض البصر عن الإنجازات التي حققها العلماء والباحثون داخل البلاد لتوطين تقنية البحث في الشبكة العنكبوتية.

المصدر : الجزيرة