التكنولوجيا تساعد أجهزة الأمن في اكتشاف الزوج القاتل

بابيس أناجوستوبولوس زعم أن زوجته قُتلت على أيدي لصوص خلال سطو على المنزل (مواقع التواصل)

غزت الأجهزة الذكية حياتنا وتمددت لتشمل كل أرجاء المنزل؛ فمن الهاتف للثلاجة والتلفاز، وحتى الساعة؛ فأصبحنا محاطين بكم هائل من الأجهزة الذكية التي تراقب حركاتنا وسكناتنا.

ولكن كيف يمكن أن تساعد هذه الأجهزة مؤسسات إنفاذ القانون في عمليات البحث والتحقق ومطاردة المجرمين؟ وكيف يمكنها أن تكشف عن المتورطين في الجرائم؟ وهل أصبحت هذه الأجهزة بمثابة المحقق "كولومبو" (نسبة إلى مسلسل تلفزيوني أميركي كان يعرض في السبعينيات) الذي يمكنه معرفة الجاني من تحليل الأدلة؟

جريمة قتل

قدمت بيانات الهواتف الذكية والساعات الذكية أدلة حاسمة أدت إلى اعتراف رجل بقتل زوجته، إذ أظهرت البيانات أن قصته حول ما حدث لا يمكن أن تكون صحيحة.

فقد زعم طيار المروحية اليوناني الأصل بابيس أناجوستوبولوس أن زوجته قُتلت على أيدي لصوص خلال السطو على المنزل. ومع ذلك، فإن البيانات الواردة من هاتفه وساعة زوجته الذكية ونظام المراقبة في المنزل جميعها تتعارض مع روايته للأحداث.

وقالت الشرطة إن طيارًا يبلغ من العمر 33 عامًا اعترف بقتل زوجته البريطانية الشابة كارولين كراوتش، في جريمة صدمت اليونان.

وادعى أناجوستوبولوس أن 3 لصوص اقتحموا منزل الزوجين في أثينا وقيدوه، لكن بعد تحقيق مطول قالت الشرطة إن قصته لم تصمد أمام البيانات التي كانت بحوزتهم.

فقد قاموا بفحص مجموعة من الأجهزة التقنية لتأكيد روايته؛ فكشفت ساعة الزوجة التي تقيس القراءات الحيوية (البيومترية) عن وجود قياسات نبضها يوم وفاتها، كما استطاعوا تتبع حركات أناجوستوبولوس عبر هاتفه المحمول، وسلط نظام المراقبة بأجهزة الزوجين الضوء على التناقضات في قصة الزوج.

الساعة أظهرت نبض القلب

وأظهرت ساعة كراوتش الذكية أن قلبها كان لا يزال ينبض في الوقت الذي ادعى فيه زوجها أنها قُتلت، كما أظهره متتبع النشاط على هاتفه وهو يتحرك في أرجاء المنزل في الوقت الذي قال إنه مقيد فيه؛ والوقت المسجل الذي أزيلت فيه بطاقات تخزين البيانات من كاميرا أمن المنزل يحكي أيضًا قصة مختلفة عن روايته للأحداث.

وطلب منه المحققون بعد حفل التأبين الذهاب معهم إلى أثينا، قائلين إن هناك انفراجا في التحقيق وأرادوا التعرف على المشتبه فيه، وقالوا إنه اعترف بعد 8 ساعات من الاستجواب، وبعد مواجهته بالحقائق.

A customer checks Apple's new Apple Watch Series 4 after it went on sale at the Apple Store in Tokyo's Omotesando shopping district, Japan, September 21, 2018. REUTERS/Issei Kato
ساعة الزوجه كارولين كراوتش الذكية سجلت القراءات البيومترية لنبضها يوم وفاتها (رويترز)

ما حدث في أجهزتنا الذكية لن يبقى فيها

ليست هذه المرة الأولى التي تساعد فيها البيانات الواردة من هاتف ذكي في حل جريمة؛ فقد أثبتت بيانات جهاز آيفون أيضًا أنها كانت حاسمة في حالة مشابهة جدًّا عام 2018، عندما أدعى رجل مرة أن زوجته قُتلت على أيدي متسللين.

وقتل صيدلاني في المملكة المتحدة زوجته، ثم حاول جعل الأمر كأن متسللين اقتحموا المنزل ونفذوا القتل، لكن بيانات النشاط من أجهزة آيفون لكل من القاتل والضحية أظهرت ما حدث بالفعل.

تم الكشف عن خداع الزوج بعد أن فحصت الشرطة تطبيق آيفون الصحي، الذي يتتبع خطوات المستخدم على مدار اليوم، على هاتفه وهاتف زوجته.

ففي الدقائق التي أعقبت وفاة الزوجة، سجل هاتف الزوج نشاطًا محمومًا، حيث كان يتجول بتوتر في أرجاء المنزل وهو يحاول تقليد عملية السطو ويركض صعودًا وهبوطًا على الدرج.

كما ظل التطبيق الصحي للزوجة المقتولة ثابتًا حتى بعد وفاتها، فقد سجل 14 خطوة، إذ أخذ زوجها جهاز الآيفون من مكان الجثة ووضعه في الخارج ليبدو كما لو أن "السارق" أسقطه أثناء مغادرته.

كان هناك عدد من الحالات الأخرى التي لعبت فيها بيانات الهواتف الذكية والساعات الذكية دورًا مهمًا، من خلال تحديد النشاط أو المواقع التي تتعارض مع قصة رواها أحد المشتبه فيهم.

المصدر : مواقع إلكترونية