شاهد.. روبوتات بوسطن داينامكس وحركات أكروباتية جديدة في رياضة الباركور

صور مقطع فيديو جديد روبوتات شركة "بوسطن داينامكس" (Boston Dynamics)، المسماة "أطلس" (Atlas)، والشبيهة بالبشر أثناء تنفيذها لأول مرة سلسلة من القفزات لتخطي العوائق كما يفعل ممارسو رياضة الباركور، إذ كانت تقفز عبر الفجوات، وتؤدي انقلابات خلفية منسقة، وتقفز على العوارض رغم وزنها الكبير، وبرشاقة أكثر من معظم البشر.

وتحاول شركة "بوسطن داينامكس" زيادة مهارات الحركة للروبوتات، ومع ذلك فإن هذا النوع من الأداء يستغرق "شهورًا" من التطوير، وفقًا لبيان صحفي صادر عن الشركة، ومن المحتمل ألا تمارس الروبوتات هذه الحركات في الشارع قريبا.

وفي حين أن الروبوتات يمكن أن تتكيف مع التغيرات الطفيفة في المكان أو البيئة المحيطة، فقد شهدت معدل فشل بنسبة 50% أثناء القفز، وفقًا لتقرير مبدئي من موقع إنجادجيت (Engadget).

وقالت الشركة إنه حتى الإيماءات البسيطة مثل رفع اليدين في نهاية الفيديو لم تسر بسلاسة، وأكدت الحاجة إلى مزيد من تحسين الحركات، لأن مرونة جسم الروبوتات محدودة بسبب افتقارها إلى العمود الفقري وضعف مفاصل الذراع نسبيًّا.

وحتى الآن، لم تقم الشركة بزيادة إنتاجها من روبوتات أطلس، مثل روبوت سبوت (Spot) "الكلب الآلي". فالروبوت الحالي نموذج اختباري لمعرفة حدود الروبوتات، وهذا هو السبب في اختيار رياضة الباركور للمساعدة في تطوير حركة الروبوتات في المستقبل، والتي قد تساعد البشر في نهاية المطاف في مجموعة واسعة من المهام التي تتطلب مجهودا خارقا من الإنسان، مثل القبض على المجرمين، إذ يجب أن تكون الآلات ذات ردود الأفعال الشبيهة بالبشر مصممة لمساعدة الإنسان، وليس لإيذائه أبدًا.

القدرة على الارتجال

إن التطورات الحركية المعروضة في الفيديو مذهلة؛ إذ يستخدم روبوت أطلس في إحدى اللقطات قوة كبيرة في الجزء العلوي من الجسم أثناء القفز فوق قضيب حديدي، وتنفيذ عمليات معقدة بشكل كبير مع موازنة وإدارة توزيع الوزن عبر الأطراف الأربع في وقت واحد.

وكانت معظم مقاطع الفيديو السابقة التي تعرض روبوت أطلس تتضمن حركات تستخدم الجزء السفلي من الجسم (باستثناء بضع لفات وحركات رقص).

ويقول آرون سوندرز نائب رئيس قسم الهندسة في "بوسطن داينامكس" إن فريق تطوير أطلس سيعمل على المزيد من التقدم في الجزء العلوي من الجسم، وقد تساعد التحسينات المستقبلية الروبوت على القيام بشيء مثل السحب، الذي سيفتح الباب أمام نطاق أوسع بكثير من الأنشطة.

كما أن هناك تقدما كبيرا آخر يتعلق بقدرة أطلس على تطوير إدراك الروبوتات في الوقت الفعلي بطرق غير مسبوقة.

وقال سكوت كويندرسما قائد فريق أطلس من "بوسطن داينامكس" -في بيان صحفي- إن "تحركات أطلس مدفوعة بالرؤية الفعلية الآن، ولم تكن كذلك في السابق. على سبيل المثال، كانت الحركات في السابق مثل مقاطع الفيديو الخاصة بالرقص تدور حول إنشاء مجموعة متنوعة من الحركات الديناميكية وربطها معًا في روتين يمكننا تشغيله مرارًا وتكرارًا. لكن في هذا الفيديو لا يزال يتعين على نظام التحكم في الروبوت إجراء كثير من التعديلات الحاسمة أثناء الطيران للحفاظ على التوازن وتقييم الموقف".

وأعلن كويندرسما أن هذه المرة هي الأولى التي يتم فيها تشغيل أطلس باستخدام الإدراك البصري الخاص به للحركة، بدل الاعتماد على الحركات المبرمجة مسبقًا التي لن تعمل إلا في بيئة ثابتة.

وفي حين أن تحركات الروبوتات في الفيديو الجديد لا تزال محدودة بعض الشيء، فإننا نشهد أيضًا بداية الارتجال القائم على قدرات الآلة، بدل التنسيقات الرقمية (مثل الذكاء الاصطناعي).

والفيديو أعلاه أصدرته الشركة أيضًا، وهو مقطع من وراء الكواليس، ويُظهر الخسائر الفادحة التي تُلحقها هذه الحركات بالآلات، ورغم ذلك يظهر الفيديو هذا أننا نقترب اليوم خطوة كبيرة من اختبار الروبوتات البشرية للقيام بمجموعة غير مسبوقة من المهام الصعبة والتي تتطلب حركة نشطة.

المصدر : مواقع إلكترونية