طوق نجاة للفرق الطبية.. جهاز قطري لتنقية الهواء من الفيروسات يحصد ذهبية جنيف للاختراعات

الجهاز الحائز حديثا الميدالية الذهبية في معرض جنيف للاختراعات صمّم بالكامل بمجهود وسواعد الشباب القطري.

فريق النادي العلمي القطري يؤكد أن جهاز تنقية الهواء تم تصميمه بسواعد وعقول قطرية (الجزيرة)
باحثون قطريون يبتكرون جهازا للتنفس وتنقية الهواء (الجزيرة)

الدوحة – المخاوف من نقص أجهزة الحماية الطبية بعد انتشار فيروس كورونا، والرغبة القوية في المساهمة المجتمعية كانت الدافع  للتحرك العاجل لإيجاد حل يمنع تعرض الفرق الطبية للخطر ويسهل مهامهم… كانت هذه أهم الأسباب وراء ظهور جهاز التنفس وتنقية الهواء المعروف اختصارا بـ"بابر" (PAPR) إلى النور من داخل جدران النادي العلمي القطري، وذلك ضمن مبادراته لدعم جهود دولة قطر في مكافحة خطر فيروس كورونا.

جهاز تنقية الهواء الحائز قبل أيام الميدالية الذهبية في معرض جنيف للاختراعات يستخدم لحماية الوجه من التعرض لخطر الإصابة بفيروس كورونا والفيروسات بصورة عامة.

والجهاز الجديد قطعة بلاستيكية شفافة تحمي الوجه من ذرات الهواء المتطايرة التي من الممكن أن تكون محملة بشتى أنواع الكائنات المجهرية، وهو مخصص للفرق الطبية والدفاع المدني الذين تتطلب طبيعة عملهم التعامل مع مصابين أو مناطق موبوءة.

ويقول نائب الرئيس التنفيذي للنادي العلمي القطري وأحد أعضاء الفريق المنفذ للجهاز المهندس عبد الرحمن صالح خميس، في حديث للجزيرة نت، إن فريق المخترعين في النادي عكف على تصميم وتصنيع جهاز تنقية الهواء خلال الجائحة، وهو منتج وطني تم تطويره ليتناسب مع احتياجات الكوادر الطبية وبمميزات أفضل من الأجهزة الأخرى.

جهاز تنقية الهواء فاز بالميدالية الذهبية لمعرض جنيف للاختراعات 2021 (الجزيرة)
الجهاز يحمي الفرق الطبية من التعرض للفيروسات (الجزيرة)

الحاجة أم الاختراع

ويشير خميس إلى أن الجهاز يوفر طاقة مدة أطول بـ3 أضعاف تبلغ 16 ساعة عمل مع قوة تدفق هواء بـ3 مستويات، وخفيف الوزن، موضحا أنه جهاز صنع في معامل النادي العلمي وبمدة وجيزة بناء على طلب اللجنة الفنية المشتركة بين النادي ومؤسسة حمد الطبية وتمت تجربته وتأكيد نجاح الاختبارات عليه.

ويلفت الانتباه إلى أن هذا الجهاز الحائز حديثا الميدالية الذهبية في معرض جنيف للاختراعات صمّم بالكامل بمجهود وسواعد الشباب القطري وقدراته العملية المتقدمة، وهو كغيره من الاختراعات ولد جراء الحاجة أو هو تطبيق عملي للمقولة الشهيرة "الحاجة أم الاختراع".

ويضيف أن جائحة كورونا التي ضربت العالم كله جعلت فريق النادي العلمي يتحرك تحركا حثيثا لإنقاذ الموقف ويسهم في توفير الحماية للفرق الطبية العاملة في خطوط الدفاع الأولى لمكافحة وباء "كوفيد-19".

ويوضح أنه في أثناء تصميم الجهاز "وجدنا أن الإنسان العادي يتذمر كثيرا من ارتداء الكمامة مدة دقائق قصيرة ويحاول التخلص منها في حين يضطر عناصر الفرق الطبية إلى ارتداء هذه الكمامات ساعات طويلة، ومن هنا جاءت الفكرة بأن نسعى لتوفير جهاز يحمي الوجه والجسم من الفيروسات وفي الوقت نفسه يوفر هواء نقيا ونظيفا من خلال الفلاتر المزود بها الجهاز لتساعد الأطباء وغيرهم من العاملين في القطاع الطبي على ممارسة أعمالهم بسهولة ويسر".

أحد أعضاء فريق النادي العلمي القطري أثناء شرح مكونات جهاز تنقية الهواء (الجزيرة)
الجهاز خفيف جدا وموفر للطاقة ويمكن استخدامه 16 ساعة متواصلة (الجزيرة)

بيئة حاضنة للشباب

وأوضح نائب الرئيس التنفيذي للنادي العلمي القطري أنه تم تصميم 3 نماذج من جهاز تنقية الهواء، مشيرا إلى أن النموذج الثالث تم التوصل اليه بعد التواصل المكثف مع أطباء مؤسسة حمد الطبية وإبداء ملاحظاتهم على الجهاز في أثناء التجربة إذ أدت هذه الملاحظات إلى تلافي العيوب.

وفي ما يتعلق بالمشاركة في معرض جنيف للاختراعات أوضح خميس أن المشاركة في المعارض الدولية والإقليمية هي نهج مستمر من جانب النادي لتمثيل دولة قطر في المحافل الدولية وتحفيز الشباب المبتكرين على تقديم أفضل ما لديهم، وتشجيعهم على إبراز مشاريعهم عالميا، والنادي يقدم كل الدعم للمبتكرين من أجل ضمان تطبيق مشاريعهم على أرض الواقع.

واختتم خميس حديثه للجزيرة نت بتأكيد أن جهاز تنقية الهواء يسجل كإنجاز لدولة قطر وثمرة جهد للنادي العلمي الذي يوفر بيئة حاضنة ومسؤولة تشجع الشباب على البحث والعطاء.

من جانبه يؤكد مشرف وحدة التصنيع الرقمي بالنادي العلمي القطري المهندس صالح العبد الله أن جهاز تنقية الهواء ليس المبادرة الوحيدة من للنادي العلمي لمواجهة جائحة كورونا.

وأوضح، للجزيرة نت، أن النادي العلمي القطري نجح في تصميم وتنفيذ أجهزة متعددة منها واقي الوجه الطبي الذي وُزّع على مؤسسات طبية وأمنية وتعليمية عدة في الدولة، ومنها مؤسسة حمد الطبية والهلال الأحمر القطري وأكاديمية أسباير وبعض مدارس المرحلة الثانوية في الدولة، وأضاف "أيضًا قمنا بتصميم وتصنيع المساعد الآمن ورابط الكمام الطبي".

ونوّه العبد الله بأن أعضاء النادي العلمي فكروا في ما يمكن تقديمه للمساعدة على محاربة خطر انتشار فيروس كورونا بحيث "وظفنا التكنولوجيا في مساندة هذه الجهود من خلال تشكيل لجنة تضم مهندسين وأعضاء في النادي قامت بتفكيك جهاز واقي الوجه الطبي، الذي تستخدمه الكوادر الطبية في مؤسسة حمد، لدراسة مكوناته، ثم قمنا بتصميم نماذج أولية من الجهاز طرحت على الأطباء الذين اختاروا النموذج النهائي المطابق للمعايير الصحية في المؤسسة".

وأضاف أن أهمية توفير هذا الجهاز في هذا الوقت بالذات تكمن في تعذر إمكانية طلبه من الخارج خلال هذه الظروف واعتماد معظم الدول على إمكاناتها مع صعوبة طلب الأجهزة التقنية وتوريدها، لذا كان من الضروري توظيف التكنولوجيا والاعتماد على الإمكانات المتوفرة.

المصدر : الجزيرة