يتهمان بعضهما بـ"خنق المنافس".. حروب الفضاء تتواصل بين أغنى رجلين على الأرض

المليارديرين جيف بيزوس وإيلون ماسك Elon Musk Jeff Bezos
جيف بيزوس وإيلون ماسك يتنافسان على امتلاك الفضاء (الأوروبية)

يتنافس أغنى رجلين على هذا الكوكب أمام المنظمين الفدراليين بالولايات المتحدة حول مشاريع الإنترنت عبر الأقمار الصناعية الضخمة، التي تطورها شركاتهما.

ونقل إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "سبيس إكس" (SpaceX)، الحرب إلى منصة تويتر، يوم الثلاثاء، حيث تعمل شركته على إقناع مسؤولي لجنة الاتصالات الفدرالية بضرورة السماح لها بنقل بعض أقمارها الصناعية لمشروع "ستارلينك" (Starlink) إلى ارتفاعات أقل من المخطط لها في الأصل.

وكانت "أمازون" (Amazon) التابعة لجيف بيزوس من الشركات، التي عارضت طلب سبيس إكس، على أساس أن التعديل سيتداخل مع أقمار صناعية أخرى.

وقال ماسك في تغريدة "إن تعطيل نظام الأقمار الصناعية (ستارلينك) اليوم من أجل مشروع أمازون، الذي يبعد عدة سنوات عن التشغيل لا يخدم أحدا".

وردت أمازون على تعليق ماسك في بيان لقناة "سي إن بي سي" (CNBC) قائلة "الحقائق بسيطة.. لقد صممنا نظام "كوبير" (Kuiper)؛ لتجنب التداخل مع ستارلينك، والآن تريد سبيس إكس تغيير تصميم نظامه".

ووفق متحدث باسم أمازون، لا تؤدي هذه التغييرات إلى خلق بيئة أكثر خطورة للتصادم في الفضاء فحسب؛ بل إنها تزيد أيضا من التداخل اللاسلكي للعملاء. على الرغم مما تنشره سبيس إكس على تويتر، فإن التغييرات المقترحة من الشركة من شأنها أن تعيق المنافسة بين أنظمة الأقمار الصناعية. من الواضح أنه من مصلحة سبيس إكس خنق المنافسة في المهد إذا استطاعوا؛ لكن من المؤكد أن ذلك ليس في المصلحة العامة.

وستارلينك هو مشروع شركة سبيس إكس لبناء شبكة إنترنت مترابطة تضم حوالي 12 ألف قمر صناعي، مصممة لتقديم إنترنت عالي السرعة في أي مكان على كوكب الأرض.

ومع وجود أكثر من ألف قمر صناعي في المدار حتى الآن، بدأت سبيس إكس برنامجا تجريبيا عاما في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويبلغ سعر الخدمة الأولية 99 دولارا شهريا، بالإضافة إلى تكلفة مسبقة بقيمة 499 دولارا لطلب معدات ستارلينك، والتي تتضمن محطة مستخدم وجهاز توجيه (واي فاي) للاتصال بالأقمار الصناعية.

وتعمل أمازون في الوقت نفسه، على توفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية الخاصة بها فيما يعرف بمشروع كوبير. وتخطط لإطلاق 3236 قمرا صناعيا للإنترنت في مدار أرضي منخفض، وهو نظام من شأنه أن ينافس ستارلينك؛ لكن ما تزال الشركة في مرحلة مبكرة في مجال تصنيع الأجهزة للهوائيات، التي تحتاجها للاتصال بالشبكة.

وفي يوليو/تموز الماضي، وافقت "لجنة الاتصالات الفدرالية" (FCC) على إعطاء رخصة لمشروع كوبير التابع لأمازون، والتي تقول الشركة إنها ستستثمر أكثر من 10 مليارات دولار في بنائه.

ويأتي تعليق ماسك بعد أن تحدث مدير سبيس إكس، ديفيد غولدمان، مع مسؤولي لجنة الاتصالات الفدرالية أواخر الأسبوع الماضي لمناقشة اقتراح الشركة لنقل بعض أقمار ستارلينك الصناعية إلى ارتفاعات منخفضة.

وفي عرض تقديمي إلى لجنة الاتصالات الفدرالية، سلط غولدمان الضوء على أن ممثلي أمازون قد عقدوا "30 اجتماعا لمعارضة سبيس إكس"؛ لكن "لا توجد اجتماعات تتحدث فيها عن نظامها الخاص"، ويقول إن هذه الاجتماعات هدفها "خنق المنافسة".

وتحدث ممثلو أمازون مع رئيس لجنة الاتصالات الفدرالية، أجيت باي، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حول طلب سبيس إكس تعديل خطط ستارلينك الخاصة بها.

وطلبت أمازون من لجنة الاتصالات الفدرالية تقييد أقمار سبيس إكس على ارتفاع لا يقل عن 580 كيلومترا، حتى يقوم المنظم "بتقييم السجل المفصل بشأن مخاوف التداخل الكبيرة"، التي تعتقد أمازون أنها مقدمة لتعديل سبيس إكس.

وكتبت ماريا دودسون شومان، مستشارة شركة أمازون، في رسالة إلى لجنة الاتصالات الفدرالية "أشارت سبيس إكس إلى أنها قادرة على تشغيل نظامها بدون تجاوز 580 كيلومترا، ولم توضح سبب عدم فعالية مثل هذه الحالة على الفور".

وتمثل شبكات الأقمار الصناعية الخاصة بالشركتين مشاريع طموحة، حيث تقول شركة سبيس إكس، مثل أمازون، إن شبكتها ستكلف حوالي 10 مليارات دولار أو أكثر.

لكن قيادة سبيس إكس تقدر أن ستارلينك يمكن أن تحقق ما يصل إلى 30 مليار دولار سنويا أو أكثر، من الإيرادات السنوية لأعمالها الصاروخية.

ووسعت سبيس إكس في وقت سابق من هذا الشهر برنامجها التجريبي، ليشمل عملاء في المملكة المتحدة وكندا. وتتطلع الشركة إلى توسيع نطاق الوصول إلى ستارلينك دوليا، مع وجود سجلات عامة توضح أن الشركة مسجلة في النمسا وأستراليا والأرجنتين والبرازيل وفرنسا وتشيلي وكولومبيا وألمانيا واليونان وأيرلندا وإيطاليا والمكسيك وهولندا ونيوزيلندا والفلبين وجنوب أفريقيا وإسبانيا.

المصدر : مواقع إلكترونية