مصائب قوم عند قوم فوائد

أيقونة الصحافة البريطانية

تطرقت الصحف البريطانية الصادرة اليوم لمواضيع مختلفة شملت تداعيات إعلان رئيس الوزراء توني بلير نيته الترشح لولاية ثالثة، وردة فعل الرأي العام الأميركي على مناظرة الرئيس جورج بوش ومنافسه جون كيري. كما تطرقت  لتضخيم الولايات المتحدة للوضع الإنساني في دارفور.

"
تزعّم بلير حزب العمال عام 1994 إنما جاء إثر انشغال براون بالحداد على صديقه جون سميث
"
صنداي تايمز

السياسة السيئة
نقلت صنداي تايمز في تقرير لها عن تداعيات إعلان بلير عزمه الترشح لولاية ثالثة، وقالت إن مؤيدي منافسه على زعامة الحزب غوردن براون حذروا بلير من أنه إذا لم يتنازل عن الحكم بعد سنتين من بداية فترته الثالثة فإنه سيواجه ثورة عارمة داخل حزبه.

وأوردت الصحيفة عن بعض الوزراء المقربين من بلير قولهم إن رئيس الحكومة ينوي التخلص -بعد الانتخابات القادمة- من الوزراء الذين عارضوه مما قد يؤدي إلى إقالة وزير المالية غوردن براون نفسه.

وفي مقال آخر نشرته نفس الصحيفة بعنوان "السياسة السيئة" أثبتت فيه أن القاعدة التي تقول إن مصائب قوم عند قوم فوائده تنطبق على السياسة أكثر من أي شيء آخر.

وأعطت الصحيفة أمثلة لذلك في التاريخ السياسي البريطاني، وذكرت أن تزعّم بلير حزب العمال عام 1994 إنما جاء نتيجة انشغال براون بالحداد على صديقه جون سميث.

وتحت عنوان "بلير يعزز قيادته" كتبت أوبزرفر في افتتاحيتها لهذا اليوم أن إعلان بلير عزمه البقاء في الحكم لفترة ثالثة إذا تم انتخابه سابقة في السياسة البريطانية.

وحذرت الصحيفة من أن الوضع اليائس الذي وجد براون نفسه فيه قد يؤدي به إلى ردة فعل قوية تصل به إلى شن حرب لا هوادة فيها على بلير.

وعن نفس الموضوع كتبت إندبندنت أن إحساس بلير بأنه تخلص من عبء التكهنات حول مصيره يعكره إلحاح نواب حزبه على أن يترك وظيفته في أسرع وقت ممكن.

وقالت الصحيفة في هذا الإطار "يتعرض توني بلير لضغوط متزايدة من أعضاء البرلمان المنتمين لحزبه والذين بدؤوا يحثونه على التخلي عن رئاسة الوزراء قبل انتهاء فترته الثالثة بكثير".

"
لقد حطم السباق المرير إلى البيت الأبيض رقما قياسيا جديدا في الابتذال والخساسة
"
أوبزرفر

بوش يهجو كيري 
وفيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأميركية، نشرت أوبزرفر مقالا تحت عنوان "بوش يهجو بعد خسارته المناظرة".

يقول بول هاريس مراسل الصحيفة بنيويورك "لقد حطم السباق المرير إلى البيت الأبيض رقما قياسيا جديدا في الابتذال والخساسة حيث بدأ كل من المتنافسين يكيل السب لمنافسه على إثر المناظرة التي جرت بينهما الأسبوع الماضي.

ففي الوقت الذي يحاول كيري ألا يترك أية فرصة يمكنه من خلالها استخدام فوزه في تلك المناظرة لصالح حملته، يحاول بوش أن يرد بعنف كي يتلافى تداعيات أدائه المتواضع في المناظرة.

وأضاف المراسل أن مؤيدي كيري أبدوا ارتياحا لأداء مرشحهم بينما بدأ بوش حملة تجريح لخصمه لم يسبق لها مثيل، ونقل هاريس عن بوش قوله إن كيري سينتهي به الأمر إلى ترك المصالح الأمنية لأميركا تحت رحمة الفيتو الفرنسي.

ونشرت صنداي تايمز في نفس الموضوع مقالا تحت عنوان "الديمقراطيون المترددون يبدون ارتياحهم للأداء الرائع لكيري".

وقالت الصحيفة "لقد أدى الأداء الجيد للسيناتور كيري في المناظرة التلفزيونية إلى تقدمه في استطلاعات الرأي بصورة دراماتيكية على منافسه في السباق إلى رئاسة الولايات المتحدة".

وأوردت الصحيفة نتائج أول استطلاع للرأي بعد المناظرة والذي أجرته صحيفة نيوزويك وأظهر الاستطلاع أن كيري يتقدم على بوش بـ 49% مقابل 46%، كما أظهر نفس الاستطلاع أن 61% من الأميركيين يعتقدون أن كيري فاز في المناظرة بينما لا يؤيد فوز بوش في تلك الناظرة سوى 19%.

وذكرت صنداي تايمز أن الديمقراطيين فوجئوا بالانخفاض الشديد لشعبية بوش والذي فاق كل تقديراتهم.

"
إن رغبة أميركا في تغيير الحكم في السودان جعلت تقاريرها حول دارفور منحازة ومحابية لأهدافها
"
أوبزوفر

أميركا ضخمت المخاوف
وفي موضوع آخر كتب بيتر بيمونت في أوبزرفر يقول "بالغ مسؤولو الإدارة الأميركية في تحذيراتهم من أن دارفور تتجه إلى كارثة إنسانية".

ويرى عمال الإغاثة الدوليون أن رغبة واشنطن في تغيير الحكم بالسودان جعلت تقاريرها حول دارفور منحازة ومحابية لأهدافها في المنطقة.

وتضيف الصحيفة بأن يو إس أيد -وهي هيئة المساعدة التابعة للحكومة الأميركية- ذكرت أن ما بين 350 ألفا ومليون شخص قد يموتون في دارفور مع نهاية هذه السنة، كما اتهم وزير الخارجية كولن باول الحكومة السودانية بترؤس حملة تطهير عرقية مشابهة للتي حصلت في رواندا والبوسنة.

ويقول بيمونت إن هذه التقارير قد فُندت من طرف تقارير ميدانية لعمال الإغاثة، كما كذبتها تقارير جديدة عن الوضع الغذائي في المنطقة.

وينقل الكاتب عن عمال البرنامج العالمي للتغذية قولهم إن نسبة سوء التغذية قد انخفضت بشكل كبير في دارفور، وإن الوضع أصبح الآن تحت السيطرة كما أنه ليس كارثيا.

ويخلص الكاتب إلى أن عمل يو إس أيد أصبح سياسيا أكثر فأكثر في ظل إدارة الرئيس بوش، وأن اثنين من كبار مسؤولي تلك الهيئة ما فتئا يعبران منذ زمن بعيد عن عداوتهما الشخصية للحكومة في السودان.

المصدر : الصحافة البريطانية