في خطوة أدهشت الجميع.. فيتنام تعلن إطلاق نسختها الخاصة من شبكة 5 جي

viettel vietnam
الإعلان عن القدرة على إجراء أول مكالمة فيديو 5 جي باستخدام معدات خاصة (فيتيل)

في خطوة أثارت دهشة الخبراء، أعلنت أكبر شركة اتصالات في فيتنام عن خطتها لإطلاق نسختها الخاصة من شبكات 5 جي في يونيو/حزيران 2020.

وسبب الدهشة أن الإعلان يأتي على النقيض مما يحدث في ألمانيا وبريطانيا، حيث تفكر حكومتا البلدين في السماح لشركة "هواوي" الصينية ببناء شبكات الجيل الخامس لديهما، رغم الضغط المستمر من جانب الولايات المتحدة لمقاطعة عملاقة التكنولوجيا الصينية المثيرة للجدل والاستعانة بالتكنولوجيا الأوروبية.

وتدرس الحكومات في أنحاء العالم استخدام تقنيات هواوي لبناء شبكات الجيل الخامس بدولهم رغم تحذيرات الولايات المتحدة من إمكانية أن يتم استخدام تقنية الشركة لأغراض التجسس لصالح حكومة بكين.
     
وتقول شركة الاتصالات الفيتنامية "فيتيل" -التي تديرها وزارة الدفاع- إنها أصبحت قادرة الآن على إجراء أول مكالمة فيديو "5 جي" باستخدام معداتها الخاصة التي تم تطويرها خلال ستة أشهر.

وعلى الرغم من أن تغطيتها لن تصل جميع الفيتناميين من مستخدمي الهواتف الذكية، والبالغ عددهم 42 مليون شخص حتى عام 2021، فإن تقديم شبكة "5 جي" هذا الصيف سيجعل "فيتيل" سادس شركة على مستوى العالم تقدم تلك الخدمة. 

وقال الرئيس التنفيذي في إعلان عن أحدث تطورات الشركة "جميع الدول تتسابق على نشر تقنية 5 جي لإثبات تقدمها التقني" مضيفا أن "5 جي هي العامل الحاسم لنجاح أي مجتمع رقمي" مؤكدا أن شركته لن تعمل مع هواوي الوقت الحالي.

وتم تفسير الإجراء الذي اتخذته "فيتيل" على أنه محاولة مباشرة من جانب فيتنام لتجاوز "هواوي" وهو نفس النهج الذي دعت الحكومة الأميركية دول الاتحاد الأوروبي إلى الإقدام عليه.

الشركة الفيتنامية تقول إنها تمكنت من تطوير معداتها الخاصة بتقنية شبكات الجيل الخامس خلال ستة أشهر فقط (فيتيل)
الشركة الفيتنامية تقول إنها تمكنت من تطوير معداتها الخاصة بتقنية شبكات الجيل الخامس خلال ستة أشهر فقط (فيتيل)

شكوك
من ناحية أخرى، ألمح المسؤولون في ألمانيا وبريطانيا مؤخرا إلى أنه من الممكن أن يسمحوا للشركة الصينية بإدارة شبكات الجيل الخامس الخاصة بهم، حيث يقول وزراء بارزون في البلدين إن إطلاق الخدمة بدون "هواوي" سيكون أمرا صعبا. 

وفي حين تقول شركة الاتصالات السويدية العملاقة "إريكسون" إنها قادرة على إمداد أوروبا بشبكات الجيل الخامس، فقد أثيرت شكوك حول ما إذا كانت الشركات الأوروبية لديها القدرة الكافية لذلك فعلا.

في المقابل، ألمحت وسائل الإعلام الحكومية الفيتنامية في 22 يناير/كانون الثاني إلى أن فيتيل تأمل بيع معدات خاصة بتقنية "5 جي" إلى الولايات المتحدة، لكن لا يبدو أن الجميع مقتنعون بهذا الأمر.

يقول لو لونغ هيب، وهو زميل في "معهد دراسات جنوب شرق آسيا" بسنغافورة: إن هناك بعض الشكوك فيما يتعلق بإعلان فيتيل أنها قد تمكنت من تطوير معدات وبرامج 5 جي خاصة بها، مضيفا بأنه حتى لو نجحت في ذلك فإن حقيقة أنها شركة يديرها الجيش ستجعل من الصعب على الدول ذات التفكير الأمني النظر في هذا العرض. 
     
وبينما يرى آخرون أن فيتنام حريصة على تطوير التكنولوجيا الخاصة بها والحفاظ على استقلالها عن الصين بأي ثمن، فإن التهديد في أوروبا أقل حدة حيث قد لا يكون تصور ألمانيا وبريطانيا للخطر من جانب الصين قويا بما يكفي لقول "لا" لهواوي، وفقا لكارل تاير أستاذ العلوم السياسية السابق بجامعة نيو ساوث ويلز بسيدني.

من ناحية أخرى، يقول محلل الاتصالات ماثيو هاويت إن التعاون بين هواوي وبريطانيا يعود إلى أكثر من عشر سنوات، والاستمرار في ذلك منطقي للحكومة، إلى جانب أنه لا يتوفر حاليا بديل قوي لهواوي عندما يتعلق الأمر ببناء شبكات الجيل الخامس.

المصدر : الألمانية