فيسبوك أغلق حسابات مشبوهة.. هل بدأت روسيا استهداف الناخبين الأميركيين من الآن؟

Voters check in to cast their ballots during voting in the 2016 presidential election in San Diego, California U.S., November 8, 2016. REUTERS/Sandy Huffaker
روسيا تتهم بأنها تدخلت في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة لترجيح كفة ترامب ضد كلينتون (رويترز)

قال موقع فيسبوك الاثنين إن شبكة من حسابات إنستغرام تعمل من روسيا استهدفت الأميركيين برسائل سياسية مثيرة للخلاف قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية العام المقبل، مع قيام أصحاب هذه الحسابات بالتمويه للظهور كأنهم من داخل الولايات المتحدة.

وذكر فيسبوك أنه أوقف هذه الحسابات يوم الاثنين، بالإضافة إلى ثلاث شبكات منفصلة تعمل من إيران.

وقال فيسبوك إن الشبكة الروسية "أظهرت بعض الروابط" مع وكالة أبحاث الإنترنت الروسية (IRA)، وهي منظمة قالت واشنطن إن موسكو استخدمتها للتدخل في الانتخابات الأميركية عام 2016.

وقال رئيس سياسة الأمن الإلكتروني على فيسبوك ناثانيل غليشر، "نرى أن هذه العملية تستهدف النقاش العام الأميركي إلى حد كبير، وتشارك في نوع من القضايا السياسية التي تشكل تحديا وأحيانا تكون مثيرة للخلاف في الولايات المتحدة في الوقت الحالي".

وحذر مسؤولو الأمن الأميركيون من أن روسيا وإيران ودولا أخرى قد تحاول التأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية العام المقبل، وقالوا إنهم في حالة تأهب قصوى بسبب وجود علامات على حملات للتأثير الأجنبي على وسائل التواصل الاجتماعي، بينما نفت موسكو وطهران مرارا هذه المزاعم.

وقال غليشر إن الشبكة المرتبطة مع وكالة أبحاث الإنترنت الروسية تستخدم خمسين حساب إنستغرام وحسابا واحدا على فيسبوك لجمع 246 ألف متابع، حوالي 60% منهم في الولايات المتحدة.

وأضاف أن أحدث الحسابات تعود إلى يناير/كانون الثاني من هذا العام، ويبدو أن العملية "غير ناضجة إلى حد ما في تطورها. لقد ركزوا بشكل كبير على بناء الجمهور، وهذا هو الشيء الذي تفعله أولا عندما تحاول القيام بعملية ما".

حذر مسؤولو الأمن الأميركيون من أن روسيا وإيران ودولا أخرى قد تحاول التأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية العام المقبل (رويترز)
حذر مسؤولو الأمن الأميركيون من أن روسيا وإيران ودولا أخرى قد تحاول التأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية العام المقبل (رويترز)

وقال الباحث في شركة غرافيكا لتحليل وسائل التواصل الاجتماعي بن نيمو -الذي كلفته فيسبوك بدراسة النشاط الأخير المرتبط بالجيش الجمهوري الإيرلندي- إن الحسابات التي تم الإبلاغ عنها تتقاسم مواد يمكن أن تجذب الناخبين الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، وأضاف أن معظم الرسائل مواد مسروقة من تأليف شخصيات محافظة وأخرى تقدمية رفيعة المستوى.

وشمل ذلك تعليقات تمت مشاركتها في البداية على تويتر، انتقدت عضوة الكونغرس الأميركية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز والمرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن والرئيس الحالي دونالد ترامب.

وقال نيمو لرويترز "الشيء المثير للاهتمام في هذه المجموعة هو أن الكثير مما كانوا يفعلونه هو نسخ ولصق مواد أصلية من مواطنين أميركيين حقيقيين. قد يكون هذا مؤشرا على محاولة إخفاء أوجه القصور اللغوي التي سهلت اكتشاف من سبقهم في الماضي".

الشبكة الإيرانية نشطة أيضا
وقال غليشر إن شبكة إيرانية منفصلة حددها فريقه استخدمت أكثر من مئة حساب مزيف ومخترق على فيسبوك وإنستغرام لاستهداف المستخدمين في الولايات المتحدة، وكذلك بعض المناطق الناطقة بالفرنسية في شمال أفريقيا.

وقامت مجموعة فرعية من هذه الحسابات أيضا بإعادة نشر قصص وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية، لاستهداف المستخدمين في دول أميركا اللاتينية بما في ذلك فنزويلا والبرازيل والأرجنتين وبوليفيا وبيرو والإكوادور والمكسيك.

وكان النشاط مرتبطا بحملة إيرانية تم تحديدها لأول مرة في أغسطس/آب من العام الماضي، أظهرت رويترز أنها تهدف إلى توجيه مستخدمي الإنترنت إلى شبكة من مواقع الأخبار المزيفة التي أعادت نشر الدعاية من وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية.

وقال فيسبوك إن الحسابات "تنشر عادة حول الأخبار السياسية المحلية والجغرافيا السياسية، بما في ذلك موضوعات مثل الشخصيات العامة في الولايات المتحدة، والسياسة في الولايات المتحدة وإسرائيل، ودعم فلسطين والصراع في اليمن".

المصدر : رويترز