كاميرا ذكية تنقذ الأرواح في مواقع البناء
في مواقع البناء، غالبا ما تواجه المركبات الصناعية مشكلة كبيرة بسبب ضخامتها ومحدودية الرؤية لدى سائقيها وسط عدد من العمال المنهمكين في أعمالهم، مما قد يؤدي إلى كثير من الحوادث المؤسفة.
ولحل هذه المشكلة، قالت مجلة لنوفيل أوبسرفاتور الفرنسية إن مؤسسي شركة أركور الفرنسية طوّروا كاميرا للتعرف على الوجوه، مجهزة بتكنولوجيا ذكاء اصطناعي متخصص في مواقع البناء، يميز بين العمال والآلات والعقبات الصخرية، ويقوم تلقائيا بإيقاف المحرك في حالة الخطر.
وأوضحت الصحيفة أن باتريك مانسوي وفرانك غايرو استخدما تقنية طورتها مختبرات مفوضية الطاقة الذرية والطاقة البديلة، وتتمثل قوة هذا التطوير في تخصيص الذكاء الاصطناعي لغاية محددة.
الذكاء الاصطناعي يغير حياتنا
وقال غايرو إن رادارات السيارات لا تستطيع القيام بالمهمة التي تقوم بها تقنيته، لأنها تحدد أن عقبة ما تعترض سبيلها فتوقف السيارة، وهو ما لا يناسب موقعا للبناء لكثرة العقبات فيه، مما يعني أن المركبة ستبقى طول الوقت واقفة.
وأضاف أن الشيء نفسه يقع مع أنظمة التعرف الأكثر تقدما في السيارات الذكية، التي تميز أحد المشاة على الطريق أو في المدينة، ولكنها لا تستطيع القيام بذلك في موقع يتجول فيه أشخاص يرتدون ملابس خاصة جدا.
وأوضح أن الكاميرا التي طورها تشكل "نظام مساعدة للسائقين الذين لا يستطيعون في وقت واحد إدراك كل ما حولهم، كحفرة هنا أو مجرفة هناك، والتحقق باستمرار من أنه لا يوجد أحد وراءهم".
ونجحت الكاميرا عالميا، وحتى الآن يعمل الفرنسيان دون منافس ويبيعان نظامهما المسمى بلاكستير في جميع أنحاء العالم، مستفيديْن من الهيمنة الدولية لمجموعات البناء الفرنسية الكبرى مثل فينسي وبويغ.
وبعد أن اختبر مهندسو الشركات الفرنسية هذه التقنية في مواقعهم، حملوها إلى أعمالهم الرئيسية في الصين، مما عزز قصة نجاحها، حتى إن الشركة فتحت لها فرعين في الخارج وباعت حتى الآن أكثر من 7000 كاميرا في 30 دولة، وتبلغ تكلفة هذا النظام لكل سيارة حوالي 3350 دولار.