خبير بالذكاء الاصطناعي: تحدي السنوات العشر غير خطير ولكن

تحدي العشر سنوات
فيسبوك أكدت أن لا علاقة لها بتحدي السنوات العشر (غيتي)
رماح الدلقموني-الجزيرة نت

انتشر قبل فترة على مواقع التواصل الاجتماعي تحد غريب عرف باسم "تحدي السنوات العشر" حيث ينشر المستخدمون صورتين متجاورتين، الأولى حديثة والثانية تعود إلى عشر سنوات، ومع انتشار هذا "التحدي" بدأت تظهر اتهامات بأن شركة فيسبوك تقف وراءه للاستفادة من الصور في تغذية وتعزيز أداء تقنية التعرف على الوجوه خاصتها على الرغم من نفيها الصريح لهذا الأمر.

وتحريا للدقة ودرءا للتضليل تواصلت الجزيرة نت مع الأستاذ أحمد الشلبي الشريك المؤسس لشركة "كلاود أي آي" المتخصصة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وطرحت عليه عددا من الأسئلة عن حقيقة هذه المسألة.

وبهذا الصدد، قال الشلبي إنه يمكن لشركة فيسبوك الاستفادة من أي صورة موجودة على منصتها، لكن في حالة الرغبة في استخدام الصور المنشورة بفاصل زمني عشر سنوات فهنا يختلف الأمر.

وأوضح أن تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي يحتاج عينات منضبطة معمليا، بمعنى أنه لا بد للعينة المستخدمة في تدريب الحاسوب أن تكون موثوقة ومعيارية، وهذا الأمر لا يتوفر في الصور المنتشرة على وسم تحدي السنوات العشر.

وقال "ببساطة تجد العديد من هذه الصور هزلية أو غرضية، كما أنه لا يوجد برهان على أن الفاصل الزمني 10 أو 15 أو 20 سنة".

أما التعرف على الوجوه فهو تقنية مستقرة ولا يتم تطويرها إلا في اتجاهات معينة لم تستخدم فيها سابقا بحسب الشلبي، وحاليا بلغت هذه التقنيات من الدقة والموثوقية أن صارت تستخدم بالفعل في عشرات المطارات حول العالم للتعرف على الخطرين بمجرد دخولهم إليها باستخدام عشرات الكاميرات الموجودة فعليا فيها.

وأكد أن التنافس بين الشركات اليوم في هذه التقنية لم يعد في الدقة وإنما في سرعة التعرف، مشيرا إلى أن بعضهم بلغ سرعة تصل إلى بضع ثوان.

وعما إذا كان بإمكان فيسبوك الاستفادة من تلك الصور بأي شكل، أوضح الشلبي أنه كي تستفيد الشركة من الصور فإنها يجب أن تكون منضبطة وموثوقة، كما أن المعايير المطلوبة تتغير بتغير الغرض، فلو كان الغرض مثلا التعرف على وجود أشخاص من عدمه في الصورة فنحتاج لصور تحوي أشخاصا من مختلف الزوايا وفي درجات إضاءة متنوعة.

أما لو كان الغرض التعرف على شخص بعينه فلا بد من توفير عدد من الصور له بأشكال مختلفة في أوضاع مختلفة وبزوايا مختلفة، وساعتها يمكن التعرف عليه في الصور الثابتة أو المتلفزة.

بصمة إلكترونية
لكن هذا لا يعني أن نشر المستخدم صوره الشخصية على الإنترنت يخلو من أي خطورة، فمثل هذه الصور قد تجد من يستفيد منها بطريقة أو بأخرى، وبهذا الصدد قال الشلبي إن "النصيحة التي ننصح بها كل مستخدمي الإنترنت: اجتهد في تصغير بصمتك الإلكترونية بقدر ما تستطيع".

والبصمة الإلكترونية -وفقا للخبير- هي كل ما له علاقة بحياتك الشخصية أو مواصفاتك النفسية والجسدية، فمثلا تقنية الخداع العميق (Deep Faking) تحتاج لبضع عشرات من المقاطع الصوتية والفيديوية والصور لتصنيع فيديو كامل لنفس الشخص يقوم بأعمال لم يقم بها صاحب الصور أو يتحدث بحديث لم يحصل.

وأضاف أن أشهر نموذج لذلك هو الفيديو الذي صنعه الممثل جوردن بيلي للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وفيه يتحدث الفنان وكأنه أوباما، ويتولى الحاسوب إصدار الصوت والفيديو وكأنه أوباما علما أنه لا يمكن كشف زيف مثل هذه الفيديوهات إلا ببرامج متخصصة.

وأشار الشلبي إلى محاولات سابقة لبعض شركات التقنية -مثل مايكروسوفت– الاستفادة من صور المستخدمين على الإنترنت، ولكن ليس في مجال التعرف على هوية صاحب الوجه وإنما في مجال توقع سن الشخص من صورته.

وبحسب الخبير، فإن نتائج التجربة التي أجرتها مايكروسوفت قبل خمس سنوات كانت "أضحوكة"، وخرجت منها الشركة بأنها صنعت التقنية للفكاهة لا أكثر، إلا أن آخرين تبعوا تجربتها، ومن بينها بعض البرامج مفتوحة المصدر مثل هذا.

ويختم الشلبي بقوله إن "قضية الخصوصية حسمت لصالح الشركات، فآخر قرار يخص خصوصيتك هو أن تستخدم الهاتف الذكي ومواقع التواصل بعدها يصبح كل شيء نتائج".

المصدر : الجزيرة