أين وصلت مطاردة "الوحش" المترصد في قلب مجرتنا؟

This artist’s concept released October 30, 2017 shows a black hole with an accretion disk - a flat structure of material orbiting the black hole – and a jet of hot gas, called plasma. Black holes are famous for being ravenous eaters, but they do not eat everything that falls toward them. A small portion of material gets shot back out in powerful jets of hot gas, called plasma, that can wreak havoc on their surroundings. Along the way, this plasma somehow gets energized
الثقوب السود توجد في مراكز معظم المجرات في الكون (رويترز-أرشيف)

في بقعة مظلمة مغبرة من السماء في كوكبة القوس، هناك نجم صغير يعرف باسم "إس2" أو أحيانا "إس0-2" يمر كل 16 سنة بجسم مظلم يزن نحو أربعة ملايين شمس ويحتل تماما مركز مجرتنا دب التبانة.

وخلال العقدين الأخيرين، وجَّه فريقان متنافسان من علماء الفلك الذين يتطلعون إلى اختبار بعض من أغرب تنبؤات ألبرت آينشتاين عن الكون، مناظيرهم (تلسكوباتهم) صوب ذلك النجم، الذي يبعد عنا 26 ألف سنة ضوئية. وكانوا يأملون في تأكيد وجود ما يشتبهون بشدة في وجوده، وهو ثقب أسود عملاق آكل للنجوم ومؤثر في شكل المجرات.

ولأشهر عدة هذا العام، مرّ النجم بأقرب مسار له من مركز المجرة، مما وفر رؤية معمقة جديدة عن سلوك الجاذبية في البيئات المتطرفة، وقدم أدلة على طبيعة الوحش الخفي في قلب مجرة درب التبانة، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

أحد الفريقين، وهو تعاون دولي يتمركز في ألمانيا وتشيلي ويقوده رينهارد جنزل من معهد ماكس بلاك للفيزياء خارج الأرض، يقول إنه وجد أقوى دليل حتى الآن على أن الكيان المظلم هو ثقب أسود هائل الضخامة، يمثل قبرا لا قعر له لـ4.14 ملايين شمس.

وجاءت الأدلة في شكل عقدة من الغاز التي يبدو أنها تدور حول مركز المجرة. ووجد فريق جنزل أن سحب الغاز تدور حول المركز كل 45 دقيقة أو نحو ذلك، لتكمل دورة بطول 150 مليون ميل بسرعة تبلغ تقريبا 30% من سرعة الضوء. وهذه السحب قريبة جدا من الثقب الأسود المزعوم بحيث يمكن أن تسقط فيه لو كانت أقرب قليلا، وفقا لفيزياء آينشتاين الكلاسيكية.

ولا يمكن لعلماء الفيزياء الفلكية أن يتخيلوا شيئا سوى ثقب أسود يمكن أن يكون ضخما جدا ولكنه يلائم هذا المدار الصغير.

وتوفر النتائج "دعما قويا" بأن الشيء المظلم في كوكبة القوس هو في الواقع ثقب أسود ضخم، وفقا لما كتبه فريق جنزل في ورقة ستنشر اليوم في دورية "أسترونومي آند أستروفيزكس" الأوروبية.

ووفق جنزل فإن هذه أقرب ما وصل إليه العلماء حتى الآن لمشاهدة المنطقة المباشرة حول ثقب أسود هائل باستخدام التقنيات المتاحة.

المصدر : نيويورك تايمز