"فوياجر 1" تحتفل بمرور 40 عاما من السفر بالفضاء

FILE PHOTO -- Jupiter's Great Red Spot is pictured in this handout photograph taken by NASA's Voyager 1 in 1979. The Great Red Spot is a massive anticyclone -- a storm three and a half times the size of Earth -- located in Jupiter?s southern hemisphere. This image was assembled from three black and white negatives. Courtesy NASA/JPL/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. EDITORIAL USE ONLY
صورة للبقعة الحمراء بغلاف المشتري، وهي عاصفة عملاقة يزيد حجمها 3.5 مرات عن حجم الأرض التقطتها "فوياجر 1" عام 1979(رويترز)

احتفلت مركبة الفضاء الأميركية "فوياجر 1" أمس الثلاثاء بمرور 40 عاما على انطلاقها للسفر في الفضاء والوصول إلى أماكن لم تصل إليها مركبة بشرية من قبل.

ففي 5 سبتمبر/أيلول 1977 انطلقت مركبة "فوياجر 1" التابعة لإدارة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) من قاعدة كايب كانافيرال بولاية فلوريدا لتسجل بداية رحلة غير عادية.

ولأربعين عاما حتى اليوم، ما تزال المركبة، وهي الوحيدة التي تخطت حدود نظامنا الشمسي، تسافر بين نجوم مجرتنا بسرعة أربعين ألف ميل في الساعة (64373 كيلومترا/الساعة) على بعد 13 مليار ميل (21 مليار كيلومتر) عن الأرض.

في الأثناء تتبع شقيقتها المركبة "فوياجر 2" التي انطلقت قبل ذلك بنحو أسبوعين (20 أغسطس/آب 1977)، خطى الأولى، وتبعد عنا حاليا نحو 11 مليار ميل.

يقول أستاذ الرياضيات وعلم الفلك من جامعة كوين ماري في لندن كارل موراي "ليس من المبالغة القول إن المركبة الفضائية فوياجر شكلت ثورة في طريقة فهمنا للنظام الشمسي".

ويوضح ذلك "على سبيل المثال، قبل فوياجر كانت الأقمار حول الكواكب الخارجية مجرد نقاط ضوء في تلسكوباتنا، وبفضل فوياجر أصبحت تلك الأقمار عوالم مستقلة، فلكل منها حفرها المميزة ومناظرها الطبيعية الخاصة، وظهر لنا تنوع في تضاريسها، وهو لم يكن يتوقعه سوى قلة".

وإلى جانب كونها أبعد مركبة عن الأرض من صنع البشر، فإن مركبتي فوياجر سجلتا العديد من الاكتشافات المهمة، ففوياجر 2 على سبيل المثال كانت المركبة الوحيدة التي حلقت مرورا بأربعة من الكواكب الخارجية في مجرتنا وأول مركبة تصورالمشتري أورانوس ونبتون.

كما كانت المركبتان أول من اكتشفتا براكين نشطة في كواكب عدا الأرض، وأول من اكتشفتا إشارة على وجود محيط خارج كوكبنا تحت القشرة الجليدية لقمر المشتري يوروبا، وأول من اكتشفتا البرق في عالم آخر، وذلك وسط عاصفة عنيفة على المشتري، كما ينسب إليهما الفضل باكتشاف العديد من الكواكب الجديدة.

ورغم أن أيا من المركبتين لن تقتربا من أي نظام نجمي آخر قبل أربعين ألف سنة على الأقل، فإنهما ما تزالان حتى الآن تزوداننا بمعلومات مهمة عن المناطق غير المكتشفة التي يتلاشى فيها تأثير شمسنا ويبدأ فيها الفضاء الخارجي.

ومن الجدير بالذكر أن المركبتبن -رغم ما قدمتاه من اكتشافات مهمة- تعملان بتقنية ذات قوة حاسوبية أقل من تلك الموجودة في الهواتف الذكية الآن، ويعود الفضل في استمرارهما بالعمل إلى مصادر الطاقة طويلة الأجل التي زودتا بها، حيث يعملان بالبلوتونيوم المشع الذي يتوقع أن تستمر طاقته حتى منتصف أو أواخر عشرينيات هذا القرن.

المصدر : مواقع إلكترونية