كيف تستعد لرصد كسوف الشمس الكلي؟

هاني الضليع

لا شك أن ظاهرة الكسوف الكلي للشمس هي حدث مميز ونادر يستحق السفر والمتابعة، لأنه منظر غير متكرر وغير موصوف، فحين يغطي القمر كامل قرص الشمس ويسود الليل مرة أخرى في وسط النهار، تغمر النفس البشرية رهبة عجيبة ويشعر الناس برعب غير معلن، حتى إنهم يبدؤون بالتحدث معا بصوت منخفض وكأنهم يرتقبون متحدثا ذا منزلة رفيعة سيطلع عليهم ويحدثهم.

ناهيك عن تلك الألوان التي تنتشر في السماء أثناء الكسوف الكلي والتي لا يمكن لكاميرا مهما بلغت دقتها أن تسجلها كما تفعل العين البشرية، بل ولا يمكن لشاعر أو ناثر أو أديب أن يصف تلك اللحظات العجيبة. لحظات الكسوف الكلي آيات من عند الله تستحق أن ينتبه الواقف تحتها جيدا ليلاحظ ظواهر كثيرة في السماء وعلى الأرض.

بعض تلك الملاحظات هي من وحي تجربتين حقيقيتين تحت ظلمة الكسوف الكلي، فإن أردت أن تستمتع بهذا المشهد حقا فما عليك إلا أن تتابع وتنفذ ما استطعت منها. وكل كسوف وأنتم بخير.

خذ معك ما استطعت من الأشياء الآتية:
– منظار مزدوج العينية.
– مجموعة نظارات كسوفية خاصة بك ولا تخرجها جميعها كي لا تنفد منك فلا يبقى معك واحدة لمراحل الكسوف الجزئي الثاني.
– مسجل صوتي حساس لتسجيل صوت الناس أثناء لحظات الكسوف الكلي.
– خريطة السماء للنجوم اللامعة ومواقعها نسبة لمكان الكسوف.
– كاميرا ويجب أن تكون معك عدسات مكبرة إن استطعت.
– كاميرا فيديو.
– حامل ثابت وقوي لكل كاميرا.
– ورقة مقواة ومثقبة ثقوبا دائرية صغيرة جدا (أصغر ما يمكن) مثل ثقوب الخرامة أو أصغر.
– ثلاث بيضات نيئة.
– عدد من أطباق الكرتون الأبيض الكبير.

ما قبل الكسوف
– جهز أغراضك كاملة قبل وقت كاف وضعها في حقيبة بحيث يسهل عليك الوصول إليها أثناء مراحل الكسوف المختلفة.

– تأكد من أن الكاميرات تعمل جيدا.

– يجب أن تكون واقفا في موقع الكسوف قبل وقت كاف حتى تستعد لأول لحظة فهي لحظة خاصة.
– حال وصولك خذ موقعا مريحا وأخرج أدواتك وموادك استعدادا للبدء.

أثناء الكسوف الجزئي
– صحيح أن مراحل الكسوف الجزئي طويلة لكنها سرعان ما تنقضي لتجد نفسك تلاحق الكسوف الكلي ثم تجد نفسك ترتب نفسك وأغراضك للعودة لذا استغل أوقاتك جيدا.
– إذا كان معك شخص يساعدك فأعطه بعض المهام.

– استخدم النظارات الكسوفية لرؤية بدايات الكسوف، ولا تحاول أبدا النظر إلى الشمس بعينك المجردة، فالشمس مؤذية جدا للعين.

– اعلم أن جميع الصور التي تلتقطها بنفسك تسجل باسمك أنت، وما تنجزه بنفسك تتحدث عنه بعد ذلك بكل ثقة.

– قسم وقت التصوير بدقة كل خمس دقائق مثلا خلال الكسوف الجزئي الأول وكذلك الكسوف الجزئي الثاني.

– كلما حان وقت التصوير التقط عددا معينا من الصور للمنظر نفسه، وتأكد تماما بأن الكاميرا لا تهتز أبدا.

– لا تحاول تغيير اتجاه الكاميرا في كل الصور منذ مرحلة الكسوف الجزئي وحتى انتهائه كاملا كي يبقى مسار الكسوف صحيحا واتجاه القمر على قرص الشمس كما هو في الحقيقة.

– تحرى أن تثبت العدسة المكبرة على جميع الصور كي تبقى بالحجم نفسه.
– أبق المنظار (الدربيل) جانبا ولا تستخدمه الآن.

– انظر إلى الشمس وهي تلمع بلون فضي والأرض حولك ذات لون فضي يزداد حدة كلما قلت مساحة قرص الشمس.

– حاول أن تلاحظ ظلال الأشياء كيف تصبح حادة جدا (لأن الشمس تتحول إلى مصدر ضوء نقطي لا يلقي أشباه ظلال للأشياء).

– التقط بعض الصور لشعر يدك وظله على الأرض.
– احمل الورقة المثقبة ثقوبا دائرية ولاحظ كيف أن منظر الكسوف مقلوب فيها جانبيا على الأرض بعد مروره خلالها بما يحقق مبدأ فيرما لانتقال الأشعة الضوئية بخطوط مستقيمة أو كمبدأ الكاميرا ذات الثقب.

– أخرج خريطة السماء وحدد مواقع النجوم اللامعة المتوقع رؤيتها وتدرب على أماكنها قبل بدء مرحلة الظلام.

– افرد الكرتونات البيضاء على الأرض كي تلاحظ تتالي الظل عليها أثناء الكسوف الكلي (ظاهرة التموج).
– عندما تقترب اللحظات الأخيرة قبيل الكسوف الكلي أنهِ التصوير عبر الفلاتر ثم أزلها فورا.
– أخرج المنظار مزدوج العينين واحمله على عنقك.

– أخرج البيضات الثلاث وضعها على الأرض.
– ابدأ بتسجيل أصوات الناس من حولك.
– استعد للمراحل الهامة.

لحظات الظلمة
– انظر ناحية الغرب وراقب ظل القمر كيف يقترب بسرعة على سطح الأرض.
– إذا كنت ترى طيورا في السماء أو حيوانات على الأرض فلاحظ سلوكها مع اقتراب وقت العتمة.
– ثبت الكاميرتين الديجيتال والفيديو نحو الشمس وانتبه للفيديو كل لحظة كي لا تنتقل الشمس من مركز الصورة نتيجة دوران الأرض.

– التقط عددا من الصور في المراحل الأولى للكسوف الكلي.
– انظر إلى السماء والأفق أثناء هذه المرحلة وحاول وصف ألوانها بالمسجل الذي يعمل الآن.
– يجب أن تنتبه أن مرحلة الحبيبات والخاتم الماسي لحظات قليلة، فالخاتم الماسي هو آخر شعاع يرسله قرص الشمس قبل أن يغطيه قرص القمر، وحبيبات بيللي هي عبور أشعة الشمس عبر وديان القمر المتعرجة.

– ضع عينيك على المنظار أو بعينيك دون أي عمل أي شيء للاستمتاع بمنظر الكسوف.
– انظر إلى الكرتون الأبيض والظلال عليها.

– التقط أكبر عدد من الصور من خلال التلسكوب للنتوءات الشمسية ولحبيبات بيللي وللخاتم الماسي.
– اعلم أن الدقيقتين والنصف وقت كاف لرصد الكسوف وتصويره والاستمتاع بمنظره فلا ترتبك.
– حاول الآن البحث عن أكبر عدد من النجوم والكواكب الظاهرة أثناء الكسوف الكلي.

– تذكر عظمة الخالق وأنه قادر على إيقاف الشمس إلى الأبد فيبقى الظلام ولا يعود النهار (قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون) (سورة القصص، الآية 71).

– انتبه جيدا للناس من حولك وراقب تصرفاتهم.
– إن توفرت لك كاميرا فيديو ثانية فاحرص على تصوير الجمهور والسماء والأفق أثناء الكسوف الكلي والجزئي كذلك خاصة المراحل الأخيرة قبل الكسوف الكلي.

– لاحظ ظلمة الأرض والسماء أثناء فترة الذروة وقارنها بأي وقت من أوقات الليل كالعشاء أو قبل ذلك.
– انظر إلى الشمس بالمنظار والتلسكوب وأعط فرصة لغيرك لكن لا تترك وقتك يضيع لهم.
– تأكد من أن كاميرا الفيديو موجهة نحو الشمس تماما.

– استعد للمراحل الأخيرة من الكسوف.
– انتبه للوقت وكن دقيقا في تحديد وقت نهاية الكسوف بالنظر إلى ساعتك كل لحظة.
– جهز الكاميرا والفيديو للخاتم الماسي وحبيبات بيللي مرة أخرى.

بعد الكسوف الكلي
– لا تتراخ فيما كنت تفعله في الكسوف الجزئي الأول، أعد الفلاتر إلى أماكنها فورا كي لا تفوتك أي من الفترات كما في المرحلة الأولى.

– لا تقلق فالمنظر الذي انتهى للتو ستراه مرات أخرى لأنك وثقته.