الاختراق بالهندسة الاجتماعية.. ماذا تعرف عنه؟

Computer hacker silhouette. Green binary code background
اختراق الأجهزة لا يتوقف على قوة برمجيات الحماية بقدر ما يتوقف على وعي المستخدم(غيتي)

عندما نتحدث عن عمليات القرصنة والاختراق الإلكتروني تتحوّل الأفكار نحو المحافظة على الأجهزة بأحدث برمجيات مكافحة الفيروسات والقرصنة وحمايتها من البرمجيات الخبيثة، لكن مع أهمية كل ذلك فإنه لا يمثل سوى جانب من القصة، وذلك أن الجانب الآخر الأكثر أهمية هو العنصر البشري.

فحتى لو ابتكر مطورو النظم الأمنية نظاما معصوما من البرمجيات الخبيثة ولا يمكن اختراقه، فإن هذا النظام سيظل مع ذلك مرهونا بطريقة تعاطي المستخدم معه. ولأن كل شيء يتمحور حول المستخدم يعتمد الكثير من المخترقين والقراصنة حول العالم على العنصر البشري فقط (المستخدم) لاختراق الأجهزة، وهو ما بات يعرف بالهندسة الاجتماعية.

فما هي الهندسة الاجتماعية؟
يمكن تعريف الهندسة الاجتماعية باختصار بأنها التلاعب بالبشر وخداعهم بهدف الحصول على بيانات أو معلومات، كانت ستظل خاصة وآمنة ولا يمكن الوصول إليها، بهدف اختراق النظام.

ومن هنا يستخدم المخترِق "المهندس الاجتماعي" مهاراته لاستهداف نقاط الضعف البشرية في محاولة للتحايل على الضوابط والإجراءات التي من شأنها أن تمنعه من الحصول على المعلومات التي يحتاجها.

ما نوعية المعلومات التي يمكن خسارتها؟
الإجابة باختصار "كل شيء"، ففي عصر المعلومات يمكن أن يكون لأي معلومة قيمة، فالشخص الذي يستهدفك له دوافع معينة، وبالتالي لا يمكن الاستهتار بأي معلومة تخسرها.

وبالطبع فإن المخترِقين الذين يعتمدون على الهندسة الاجتماعية يركزون بصورة أساسية على الخدمات المالية مثل الحسابات البنكية على الإنترنت أو أي معلومات تساعدهم في الحصول على أموال.

تجنب مشاركة أي معلومات أو بيانات شخصية مع أي جهة كانت

 تحقق دائما من الأشخاص الذين تتحدث إليهم سواء عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو خدمات التواصل الاجتماعي

لا تفتح مرفقات البريد الإلكتروني من أشخاص غير معروفين

اعمل على تأمين هاتفك الذكي أو حاسوبك المحمول

كيف أحمي نفسي؟
أولاً وقبل كل شيء تجنب مشاركة أي معلومات أو بيانات شخصية مع أي جهة كانت، وعلى الرغم من سهولة القيام بهذا الأمر فإن الكثير من المستخدمين يغفلون عن هذه النصيحة.

ثانيا، تحقق دائما من الأشخاص الذين تتحدث إليهم سواء عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو خدمات التواصل الفوري وغيرها، مثلا لو كان المتصل من شركة رسمية فلا تجد حرجاً في أن تطلب منه معلوماته الكاملة وأن يقوم بالاتصال من رقم هاتف رسمي يمكن التحقق منه.

ثالثا، لا تفتح مرفقات البريد الإلكتروني من أشخاص غير معروفين، فلغاية الآن يتم استخدام هذه الطريقة على نطاق واسع لنشر البرمجيات الخبيثة والحصول على المعلومات الشخصية، وذلك من خلال انتحال هوية شركات كبرى وإرفاق بعض الملفات في البريد.

رابعا، اعمل على تأمين هاتفك الذكي أو حاسوبك المحمول، يمكن أن تعتمد على فلترة البريد المزعج بالاعتماد على أدوات خاصة، كذلك اعتمد على برامج قوية لمكافحة الفيروسات تتضمن أدوات لمكافحة رسائل وصفحات التصيد.

لماذا تنجح الهندسة الاجتماعية رغم الحذر؟
يعتمد الموضوع ببساطة على استهداف الناحية النفسية للإنسان، حيث يستخدم المخترقون بعض المحفزات الأساسية للسلوك البشري مثل زرع الخوف والفضول والإلهاء والحماسة وغيرها.

فيمكن لصورة عبر البريد الإلكتروني أن تثير عواطفك للتبرع لجهة خيرية معينة بشكل مخادع، أو من خلال إثارة الخوف داخلك عبر إعلامك باختراق إحدى حساباتك وأنه يجب إعادة تعيين كلمة المرور، أو يمكن أن يدفعك الفضول لمشاهدة هذه الصورة المضحكة أو قراءة خبر مثير للاهتمام.

هل أنت حريص بما فيه الكفاية؟
قد يدور في ذهنك الآن أنه لا يمكن أن أُخدع بمثل هذه الأساليب الاجتماعية، لكن يجب عليك أن تعلم أن بعض المسؤولين الكبار في الشركات العالمية قد تعرضوا لمثل هذه الأنواع، فهناك طرق يتم استخدامها تفوق عمليات النصب التي يتم استخدامها في أقوى أفلام الجريمة، لذا لا تعتمد فقط على حرصك وذكائك بل تأكد من اتباعك للممارسات الأمنية الصحيحة في كل الأحوال.

ماذا عن الشركات؟
أظهرت دراسة أجرتها شركة فيرايزون الأميركية مؤخرا أن الكثير من هجمات الاحتيال والتصيد تستهدف موظفي الإدارات المالية داخل الشركات نظراً لكونهم المشرفين على عمليات تحويل الأموال.

وربما يكفي تأكيد شركتي غوغل وفيسبوك قبل أيام تعرضهما لعمليات احتيال بقيمة مئة مليون دولار لتعلم كيف يقوم هؤلاء المخترقون بأعمالهم بدرجة عالية من الاحترافية.

لذا ينبغي على الشركات العمل على تدريب الموظفين، خصوصاً موظفي القطاع المالي، على اتخاذ التدابير الأمنية السليمة، فالعامل البشري هو الجزء الأهم في أي نظام تتبعه مهما كان هذا النظام آمنا.

المصدر : البوابة العربية للأخبار التقنية