حفريات تكشف وجود إنسان ما قبل التاريخ بأميركا

The first humans in America may not have been Homo sapiens (Thomas Demere)
استخدم ديميري تقنية "اليورانيوم ثوريوم" لتحديد عمر عظام حيوان الماستودون وتبين منها أنه مات قبل 130,700 سنة (ثوماس ديميري)

توصل علماء بعد تمكنهم أخيرا من تحليل عمر حفريات عثر عليها في كاليفورنيا، إلى أن الإنسان الأول الذي وطئت قدماه الأميركيتين ربما كان من أفريقيا، ويعود إلى إنسان ما قبل التاريخ.

فرغم الاختلاف على تفاصيل وصول أول إنسان إلى الأميركيتين، فإن الإجماع العام على أن ذلك كان قبل نحو 15 ألف سنة، عندما سمحت الأنهار الجليدية المتراجعة في نهاية العصر الجليدي الأخير للمسافرين من آسيا بعبور ما هو الآن مضيق بيرينغ الذي كان في ذلك العهد أرضا جافة.

وتشير الأدلة إلى أن المهاجرين الجدد من أفريقيا وذريتهم -الذين يعيشون الآن في آسيا وأستراليا وأوروبا والأميركيتين- يتحدرون من حفنة من الأفارقة الذين غادروا القارة التي ولدوا فيها قبل نحو سبعين ألف سنة.

وفي الاكتشاف الذي نشر ثوماس ديميري من متحف سان دييغو للتاريخ الطبيعي وزملاؤه نتائجه هذا الأسبوع في دورية "نيتشر"، تمكن العلماء من تحديد عمر موقع أثري عُثر عليه في كاليفورنيا سنة 1992، يغير تلك المعتقدات كليا.

ويبدو الموقع المكتشف مكانا استخدم فيه البشر أدوات حجرية لتطويع "الماستودون"، وهو نوع منقرض حاليا من الفيلة، يحتوي على هيكل عظمي وحيد لحيوان الماستودون، وخمس حجارة كبيرة، اثنتين منها كانتا سندانين وثلاث كانت مطارق حجرية.

وهذه الأدوات الحجرية مماثلة لتلك المستخدمة منذ أكثر من مليون سنة في أفريقيا من قبل الإنسان المنتصب (هومو إيريكتس)، سلف الإنسان العاقل (هومو سابينز)، وفقا لعلماء الآثار.

وكان تحديد عمر الموقع مصدر جدل لمدة طويلة لعدم وجود مواد عضوية في العظام لتحديد عمرها بالكربون المشع، لكن الدكتور ديميري استخدم تقنية "اليورانيوم ثوريوم" لتحديد عمر أجزاء من عدة عظام لحيوان الماستودون، واتفقت جميع النتائج على أن هذا الحيوان مات قبل نحو 130 ألفا وسبعمئة سنة، بهامش زيادة أو نقصان يبلغ 9400 سنة.

وهذا العمر الذي حدده العلماء يعود للوقت الذي كان يقتصر فيه وجود الإنسان العاقل (هومو سابينز) على أفريقيا، وتقترح الدراسة أنه إن كانت الحجارة في الموقع هي حقا أدوات حجرية، فإن يتوجب إعادة كتابة تاريخ استعمار أميركا من قبل الإنسان الأول.

المصدر : إيكونوميست