رصد "سوبرنوفا" يواصل الانفجار دون توقف

في سبتمبر/أيلول 2014 اكتشف عالم الفلك لاير أركافي "سوبرنوفا" (المستعر الأعظم) جديدا في سماء الليل، لكنه لم يفكر في الأمر كثيرا، حيث بدا مثل أي نجم آخر مات وانفجر بعنف.

ولكن هذا الكائن سطع منذ مدة، والآن أخذ يتلاشى في علامة على أن حدث الانفجار يسير نحو نهايته، ولأن الجزء المثير يبدو أنه انتهى، فقد تخلى أركافي عن متابعة النجم للبحث عن سوبرنوفا انفجر حديثا.

لكن تلسكوبات روبوتية واصلت مراقبة النجم على مدى شهرين لاحقين، تحسبا لحدوث أي شيء مثير. ثم في مطلع 2015 سأل أركافي طالبا البحث في بيانات التلسكوب لمعرفة إذا كان أي من النجوم التي وجدوها يتصرف بغرابة.

فكانت المفاجأة أن سوبرنوفا "الطبيعي" ذلك، لم يعد طبيعيا بعد الآن، فقد بدأ سطوعه يزداد، كما لو أنه انفجر من جديد. ويقول أركافي -وهو راصد فلكي في مرصد جامعة كاليفورنيا سانتا باربرا ولاس كومبريز- لموقع ذي فيرج المعني بشؤون التقنية؛ "لم نشاهد مطلقا سوبرنوفا يفعل هذا من قبل".

وعلى الفور بدأ أركافي وفريقه مراقبة النجم كل بضعة أيام باستخدام تلسكوبات مرصد لاس كومبريز المنتشرة في أنحاء العالم. وعلى مدى العامين التاليين كشفت بياناتهم مدى غرابة هذا السوبرنوفا، حيث ظل ساطعا طيلة ستمئة يوم، بدلا من مئة يوم النموذجية التي يظل السوبرنوفا ساطعا فيها قبل أفوله في نهاية المطاف.

وخلال تلك المدة، كان النجم يزداد تألقا وخفوتا بشكل متكرر حتى خمس مرات، وبدا كأنه انفجر مرارا ومرارا، كما لو أنه يرفض الموت.

ولا يشبه هذا السوبرنوفا، الذي تم تفصيله أمس الأربعاء في دورية "نيتشر"، أي شيء آخر رُصد من قبل، والآن يسارع العلماء لمعرفة سبب التقلبات الغريبة التي رأوها.

والفكرة الأبرز لتفسير ذلك هي أن هذا ربما يكون شيئا زائفا، حدث كأنه سوبرنوفا، لكنه لا يؤدي في نهاية المطاف إلى تدمير نجم.

لكن حتى أفضل النظريات لا تتطابق تماما مع ما لاحظه علماء الفلك، وبالتالي فإن أصول هذا السوبرنوفا ما زالت غامضة. ويقول أركافي "لا يوجد نموذج أو نظرية حول السوبرنوفا تفسر تماما الذي نراه هنا".