ثقوب سوداء ضئيلة تضرب الأرض كل ألف عام

An undated handout image provided by ESO on 16 April 2015 shows an artist´s impression released by the European Southern Observatory (ESO) shows the surroundings of a supermassive black hole, typical of that found at the heart of many galaxies. The black hole itself is surrounded by a brilliant accretion disc of very hot, infalling material and, further out, a dusty torus. There are also often high-speed jets of material ejected at the black hole's poles that can extend huge distances into space. Observations with ALMA have detected a very strong magnetic field close to the black hole at the base of the jets and this is probably involved in jet production and collimation. EPA/ESO / HANDOUT NO SALES/EDITORIAL USE ONLY
الثقوب السوداء شديدة الكثافة لدرجة أنه حتى فوتونات الضوء لا تستطيع الهروب منها(الأوروبية)

يقول علماء الفيزياء الفلكية إن هناك العديد من الثقوب السوداء ضئيلة الحجم التي تندفع في الفضاء الكوني وبعضها ربما يضرب الأرض مرة كل ألف عام.

وتختلف هذه الثقوب في أوزانها فبعضها بمثل وزن قمر الأرض والآخر بوزن نيزك، وبعضها بين هذين الاثنين، لكن بغض النظر عن أوزانها فإن معظمها أصغر من النقطة.

ربما يبدو الأمر كأنه خيال علمي، لكنه ليس كذلك بالنسبة لعلماء الفيزياء الفلكية -وفق موقع بزينس إنسايدر الذي يقول إنه لم يتبق للعلماء خيارات في محاولة تفسير مما تتكون معظم الأشياء بالكون- فهم يعرفون أن 80% منه مادة مظلمة تمارس جاذبية السحب على الـ20% المتبقية، وهي المادة "العادية". لكن هذه المادة المظلمة لم يتوصل العلماء لمعرفة طبيعتها حتى الآن.

هذا الأمر يبدو أنه دفع الباحثين إلى افتراض أننا محاطون بعدد لا يحصى من الثقوب السوداء التي تشكلت قبل 13.8 مليار سنة.

وتقترح دراسة غير منشورة عن ثقوب سوداء بدائية -وهي التي تشكلت من الجزيئات شديدة الحرارة بعد الانفجار العظيم وليس نتيجة تصادم نجوم- وجود ثقوب سوداء ذات أقطار صغيرة جدا بمجموعات كبيرة.

إذا كانت هذه الثقوب السوداء الصغيرة حقيقية فإن أثقلها سيكون أقل من وزن القمر بقليل لكنه بقطر لا يتعدى 0.25 ملليمتر أو نحو قطر شعرة الإنسان

ويوضح عالم الفيزياء الفلكية لدى إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) ألكساندر كاشلينسكي أنه إذا كانت هذه الثقوب السوداء الصغيرة حقيقية، فإن أثقلها سيكون أقل من وزن القمر بقليل لكنه بقطر لا يتعدى 0.25 ملليمتر أو نحو قطر شعرة الإنسان.

بدوره يقول عالم الفيزياء الفلكية بمعهد الدراسات الحديثة تيموثي براندت إن أخف الثقوب السوداء سيكون بوزن نيزك لكن حجمه سيكون أصغر من الذرة. والسبب في ذلك أن الثقوب السوداء بالغة الكثافة لدرجة أنه حتى فوتونات الضوء (وهي أسرع شيء بالكون) لا يمكن أن تهرب منها إذا سقطت فيها.

من ناحية أخرى، فإن أي ثقوب سوداء أصغر من المذنب ربما تكون قد تبخرت منذ فترة طويلة بسبب "إشعاع هوكينغ" استنادا إلى نظرية وضعها الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينغ سنة 1974.

لكن إذا كان بعضها ما يزال موجودا فإن الثقوب السوداء التي بوزن مذنب قد تمر بالأرض مرة كل ألف عام، وسيكون من الصعب جدا اكتشافها، كما أنها لا يمكن أن تتسبب بأضرار للأرض، وفق ما أوضح براندت لموقع بزينس إنسايدر.

أما إن كانت الثقوب السوداء بوزن القمر فإن مرورها بالقرب من الأرض سيكون ملاحظا وذلك أنها ستؤثر على مدار كافة الأقمار الصناعية وستخلق فوضى على سبيل المثال بأنظمة تحديد المواقع الجغرافية، وفق براندت الذي يرى أن مثل هذه الثقوب قد تمر بين الأرض والشمس مرة كل مئة مليون عام.

ورغم أن هذه الثقوب صغيرة الحجم جدا لكنها إذا أصابت الأرض فقد تقتل شخصا ما وذلك أنها كالرصاصة، وضررها يأتي من خلال قوى التشويه والحرارة العالية التي تولدها.

المصدر : مواقع إلكترونية