مركبة الفضاء "جونو" تصل المشتري اليوم

تصل اليوم الاثنين المركبة الفضائية "جونو" إلى كوكب المشتري، وهي أكثر المركبات الفضائية اقترابا من هذا الكوكب العملاق.

ومن خلال هذه الرحلة المحملة بأجهزة علمية عديدة، سيكون بالإمكان الإجابة على أسئلة عديدة شغلت العلماء حول طريقة تشكل الكواكب، وفهم طريقة عمل الكوكب وما في داخله.

كما يفترض أن تجري "جونو" اختبارين أساسيين لقياس كمية المياه على المشتري، ومعرفة ما إن كان الكوكب يحتوي على نواة من العناصر الثقيلة أم على الغاز فقط.

ويستعد مراقبو الرحلة في مختبر الدفع النفاث في باسادينا بولاية كاليفورنيا الأميركية لليلة طويلة بينما تقترب المركبة من المشتري بسرعة تزيد 200 مرة عن سرعة الصوت في الفضاء.

ولا بد أن تكون "جونو" التي أطلقت من فلوريدا قبل نحو خمس سنوات في موضع دقيق للغاية، وأن تشغل محركها الرئيسي في التوقيت المناسب تماما وتبقيه في وضع التشغيل لمدة 35 دقيقة لمنحه سرعة كافية تستطيع بها جاذبية كوكب المشتري أن تلتقطه بها.

وإذا انحرف أي شيء عن النحو المطلوب تماما ولو بشكل بسيط، فستبحر جونو متجاوزة المشتري ولن تتمكن من إكمال مهمة تكلفت مليار دولار لاستكشاف الغلاف الجوي الكثيف للكوكب ورسم خريطة لمجاله المغناطيسي الضخم.

وتعمل المركبة الفضائية بالطاقة الشمسية، حيث تمتلك ثلاثة ألواح شمسية على شكل مروحة، ويبلغ مجموع أطوالها عشرين مترا لتزويدها بطاقة تبلغ 486 واطا.

وحطمت "جونو" الرقم القياسي الذي أحرزته مركبة "روزيتا" التي تعمل بالطاقة الشمسية عندما وصلت إلى مدار يبعد عن الشمس مسافة 792 مليون كلم عام 2012، وتم تحطيم ذلك الرقم حينما وصلت "جونو" إلى مدار يبعد مسافة 793 مليون كلم عن الشمس عام 2015، لتكون أبعد مركبة تعمل بالطاقة الشمسية تمت صناعتها حتى الآن، علما بأنها ستصل إلى مدار يبعد عن الشمس مسافة 835 مليون كيلومتر.

ويعتقد العلماء أن المشتري من أوائل الكواكب التي تكونت في نظامنا الشمسي، وأنه ولد في منطقة نائية باردة على أطراف نظامنا الشمسي، قبل أن يستقر في موقعة الحالي بين حزام الكويكبات وكوكب زحل.

ويعد المشتري من أهم الكواكب في مجموعتنا الشمسية نظرا لحجمه الهائل، إذ يبلغ قطرة 71.5 ألف كلم، ويمكن أن يتسع إلى 1317 كرة أرضية، ويعد الأسرع دورانا حول نفسه بين جميع كواكب المجموعة الشمسية، إذ تبلغ سرعته 45.3 ألف كلم/ساعة، حيث يتم دورة واحدة كل عشر ساعات.

المصدر : الجزيرة + رويترز