المجال المغناطيسي للأرض يضعف أسرع من المتوقع

An artist's depiction of Earth's magnetic field deflecting high-energy protons from the sun four billion years ago, is shown in this image released on July 30, 2015. The relative sizes of the Earth and Sun, as well as the distances between the two bodies, are not drawn to scale in this drawing. Earth's magnetic field has been a life preserver, protecting against relentless solar winds - streams of charged particles rushing from the Sun - that otherwise could strip aw
المجال المغناطيسي للأرض يحميها من الأشعة الكونية والرياح الشمسية الضارة (رويترز)

كشفت بيانات أصدرتها وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا) عن أن القطبين المغناطيسيين للأرض يضعفان بصورة أسرع مما كان يعتقده العلماء سابقا.

وتم الحصول على هذه البيانات من أقمار "سوارم" الصناعية التابعة للوكالة، وهي مجموعة من ثلاثة أقمار مدارية حول الأرض مصممة لتتبع قوة واتجاه وتغيرات المجال الجيومغناطيسي للأرض.

ورغم أن المجال المغناطيسي غير مرئي، فإنه يولد قوى معقّدة ذات آثار لا تعد ولا تحصى على حياتنا اليومية، ويمكن تشبيه المجال بفقاعة ضخمة، تحمينا من الأشعة الكونية والجسيمات الذرية المشحونة كهربائيا التي تقذفها الرياح الشمسية نحو الأرض.

وتكشف حزمة القياسات الجديدة بأن المجال الجيومغناطيسي للأرض يضعف بنسبة 5% سنويا، وهو معدل يزيد بنحو عشرة أضعاف عن التقديرات السابقة. ووفقا للبيان الصحفي لوكالة الفضاء، فإن البيانات تظهر أن هذا المجال يضعف بشكل أسرع في بعض الأماكن دون غيرها.

وتظهر البيانات بوضوح أن المجال يضعف بنحو 3.5% عند خطوط العرض العليا فوق أميركا الشمالية، في حين أنه اشتد بنحو 2% فوق آسيا. والمنطقة حيث المجال في أضعف مستوياته – وتعرف بشذوذ جنوب الأطلسي- تحركت بثبات غربا وضعفت أكثر بنحو 2%. وإضافة إلى ذلك فإن القطب الشمالي المغناطيسي تحرك شرقا نحو آسيا.

ويقول كريس فينلاي -أحد الباحثين مع وكالة الفضاء الأوروبية- إن البيانات الجديدة تمثل اختراقا علميا من حيث الكم الذي تكشفه عن المجال المغناطيسي للأرض.

وأضاف أن "بيانات سوارم تمكننا الآن من وضع خارطة مفصلة للتغيرات في المجال المغناطيسي للأرض، ليس فقط عند مستوى السطح، بل أيضا عند حافة منطقة مصدرها في النواة".

وقال "على غير المتوقع فإننا نعثر على تغيرات مجال محلية متسارعة، يبدو أنها نتيجة تسارعات في المعدن السائل المتدفق داخل النواة.

وقد تؤذن هذه البيانات الجديدة بانعكاس مقبل للأقطاب المغناطيسية للأرض، وهو حدث يُعتقد بأنه يحدث كل مئة ألف عام، وأن آخر حدوث له كان خلال العصر الحجري.

المصدر : مواقع إلكترونية