يوم في حياة الرواد بمحطة الفضاء الدولية ج2

In this July 12, 2015 photo, Astronaut Scott Kelly takes a photo of himself inside the Cupola, a special module of the International Space Station which provides a 360-degree viewing of the Earth and the station. (Scott Kelly/NASA via AP)
النظر إلى الأرض من نافذة محطة الفضاء الدولية يعتبر وسيلة فريدة لتمضية الوقت عندما لا يكون هناك عمل (أسوشيتد برس)
رماح الدلقموني

تحدثنا في تقرير سابق عن يوم في حياة الرواد بمحطة الفضاء الدولية يتعلق بالروتين الصباحي للرواد (الاستحمام والنظافة الشخصية)، وكذلك عن الأطعمة وأنواعها وكيفية تناولها، والآن نستكمل الحديث عن أنشطة أخرى لرائد الفضاء مثل كيف يعمل؟ وكيف يمضي وقته عندما لا يكون لديه عمل؟ وكيف يمارس الرياضة؟ وكيف ينام؟

العمل في الفضاء
صممت محطة الفضاء الدولية لتكون منشأة بحثية مدارية دائمة هدفها إجراء علوم وأبحاث عالية المستوى لا يمكن القيام بها إلا في ظروف انعدام الجاذبية، ويمضي رواد الفضاء يومهم في إجراء التجارب العلمية وكذلك مراقبة التجارب التي يتم التحكم بها من الأرض.

كما يشارك طاقم المحطة في اختبارات طبية لتحديد كيف تتكيف أجسامهم مع المعيشة في انعدام الجاذبية لفترات طويلة، ويتضمن عملهم أيضا ضمان صيانة وأداء محطة الفضاء ومتابعة أنظمتها وتحديث معداتها بما يضن بقاءها بحالة جيدة.

الترفيه
يحتاج رواد الفضاء إلى وقت يرفهون فيه عن أنفسهم، لأن العمل المتواصل والبقاء أشهرا طويلة في مكان محصور يؤدي حتما إلى التوتر، ولذلك يضع مخططو رحلات الفضاء على الأرض بحسابهم تخصيص أوقات معينة يوميا لرواد الفضاء للراحة والتمرين وبعض المتعة.

كما أن عمل رواد الفضاء قد يكون ممتعا بحد ذاته لأنه يتضمن أحيانا اختبار ألعاب عادية وكيف يؤثر انعدام الجاذبية عليها، ويعتبر ببساطة النظر من نوافذ المحطة أحد أشكال تمضية الوقت، حيث يطل الرواد على الأرض بمنظرها المبهر أثناء دورانها حول محورها، وكذلك رؤية شروق الشمس وغروبها الذي يتكرر كل 45 دقيقة بالنسبة إليهم.

ومثلما هي الحال على الأرض، فإن رواد الفضاء يحصلون أيضا على عطل أسبوعية، كما يمكن لهم في أي يوم مشاهدة الأفلام والاستماع إلى الموسيقى وقراءة الكتب ولعب ورق اللعب والحديث مع عائلاتهم على الأرض، إلى جانب ما يبتكرونه بينهم من وسائل ترفيه.

الرياضة في الفضاء
تعتبر ممارسة الرياضة جزءا مهما من الروتين اليومي على متن محطة الفضاء الدولية لمنع ضعف العظام والعضلات، وفي المعدل فإن رائد الفضاء يتمرن ساعتين يوميا. والأجهزة الرياضية التي يستخدمونها تختلف عما لدينا على الأرض، فقد يكون رفع مئة كيلوغرام عملا مجهدا على الأرض لكنه في الفضاء سهل جدا بسبب انعدام الجاذبية، ولذلك فإن معدات الفضاء تكون مصممة خصيصا للاستخدام في الفضاء كي يحصل الرواد على الفائدة المطلوبة.

أما بالنسبة لتمارين الجري فيكون جسم رائد الفضاء مثبتا بأربطة لتشده إلى أسفل حتى تظل قدماه تلامسان حزام جهاز الجري، وبهذه الطريقة تمكن أحد الرواد مؤخرا من المشاركة في سباق ماراثون وهو موجود في محطة الفضاء الدولية.

النوم في الفضاء
بعد يوم مجهد من العمل يتحتم على رائد الفضاء الخلود للراحة، ومثلما هي الحال على الأرض فإن النوم والاستيقاظ والاستعداد للعمل مجددا في الفضاء يكون وفق مواعيد محددة، مع بعض الاختلافات.

ففي الفضاء لا يوجد "أعلى" و"أسفل" لكن هناك انعدام للجاذبية، وبالتالي فإن رواد الفضاء لا وزن لهم ويمكنهم النوم بأي اتجاه يشاؤون، لكن مع ذلك يتوجب عليهم ربط أنفسهم حتى لا يطوفون أثناء النوم ويرتطمون بشيء ما.

وعادة ما ينام طاقم المحطة بأكياس نوم توجد ضمن حجرة صغيرة خاصة، وكل حجرة تتسع فقط لشخص واحد، ويتوجب عليهم التأكد من بقاء أيديهم داخل كيس النوم حتى لا يصيب أحدهم الذعر عندما يستيقظ فيرى ذراعه تطفو إلى جانبه.

وعادة يتوجب على كل فرد في المحطة النوم ثماني ساعات بعد نهاية يوم من العمل، لكن كما هي الحال على الأرض فقد يضطر الرائد إلى الاستيقاظ في منتصف نومه لاستخدام الخلاء أو لمجرد السهر والنظر من النافذة. كما يمكن لأشياء عديدة أن تُحدث خللا في نمط النوم لرائد الفضاء مثل غثيان الحركة، وقد أبلغ رواد فضاء بمشاهدة كوابيس أثناء النوم، وبعضهم أبلغ عن الشخير في الفضاء.

المصدر : مواقع إلكترونية